بعدما كان الجلوس على المقاهى لتدخين الشيشة مقصورًا فقط على الرجال أصحاب المعاشات أو العمال الذين يسكنون الأحياء الشعبية والذين لم تمكنهم ظروفهم المعيشية من استكمال التعليم، صار الآن من الطبيعى وغير المستغرب فى عالمنا العربى أن تتواجد الفتيات - خاصة اللائى ينتمين للطبقتين العليا والمتوسطة - فى المقاهى العامة لتعاطى الشيشة ليثبتن أنهن أحرار، ومتساويات بالرجال فى كل شىء، ويفعلن ما يحلو لهن دون مساءلة أو حساب، أو رقابة من قِبَل أُسَرهن التى قصرت – وللأسف الشديد - فى تنشئتهن وتربيتهن تربية سليمة على فضائل الأخلاق والتمسك بتعاليم الدين والحفاظ على الثوابت والقيم والأعراف والتقاليد، حيث تركتهن فرائس سهلة يمكن اقتيادهن بيسر نحو طريق الضلال والهلاك بواسطة رفيقات أو رفقاء السوء!!.. ورغم أن كل فتاة تدرك جيدًا ما للتدخين بصفة عامة من أضرار وأخطار بالغة فإن عدد من يتناولن الشيشة فى تزايد مستمر وواضح بسبب العنوسة والفراغ والسطحية والتفاهة، غير عابئات بخطرها الذى يعادل 55 سيجارة، بل يفوق بشهادة الأطباء خطر تدخين السجائر حيث يُستخدَم فيها التبغ الخام، إلى جانب طريقة سحب الهواء عند تدخين الشيشة وانتقالها من فم إلى آخر وما لذلك من أضرار كثيرة بالجهاز التنفسى، كما أنها تؤدى إلى سرطان عُنُق الرَحِم وحدوث اضطرابات فى الدورة الشهرية وانقطاعها تمامًا، إضافة إلى احمرار العينين وزوال نعومة الشعر وتجعده وشحوب الوجه، وضمور الشعيرات المخاطية وتحَوُل الأسنان إلى اللون الأصفر ثم اللون الأسود، وانبعاث روائح كريهة من الفم، فضلاً عن تسببها فى قتل رقة وأنوثة الفتاة وتحويل صوتها الرقيق إلى صوت خشن غليظ يشبه إلى حد كبير صوت الرجال!!.. المثير للدهشة والألم فى نفس الوقت، أن الكثير من هؤلاء الفتيات المدخنات للشيشة يعتقدن خطأً أنهن هكذا يجذبن ويلفتن أنظار الجنس الآخر، كما يظهرن لهم من خلال جلوسهن فى أحد المقاهى الكبرى الكائنة بمنطقة راقية لتعاطى الشيشة أن مستواهن الاجتماعى والمادى مرتفع، وهذا بالطبع ينفر الشباب حتى وإن كانوا على شاكلتهن، والذين لو فكروا فى الزواج لما اقتربوا منهن أبدًا، وإنما يبعدون عن مثل هؤلاء الفتيات المنحرفات اللاتى لا يصلحن على الإطلاق أن يحملن لقب زوجات أو أمهات، نظرًا لاستهتارهن وعدم قدرتهن على تحمل المسئولية وإدارة شئون البيت وتربية الأولاد!.. الرجل بطبيعته يميل عند بحثه عن زوجة تشاركه بقية عمره وتلد له أبناءً يحملون اسمه، إلى اختيار أنثى بكل ما تحمله كلمة أنثى من معنى، يكون أصلها كريم، وسمعتها وسيرتها طيبة، تتمتع بأخلاق رفيعة وتتمسك بالقيم والعادات الحسنة التى ستغرسها بالطبع فى من تلدهم، أما الفتيات "المسترجلات" أو المتشبهات بالرجال واللائى لعنهن الله ورسوله فيرفضهن الرجال بالفطرة.. روى الطبرانى من حديث ابن عباس رضى الله عنهما " أن امرأة مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم متقلدة قوسًا فقال : لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال". وفى رواية للبخارى "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء" . ظاهرة تعاطى الفتيات الشيشة على الملأ دون خجل أو حياء وغيرها من ظواهر خطيرة وسلبية اخترقت مجتمعاتنا العربية انتشرت نتيجة التقليد الأعمى للغرب والتشبث ب"عقدة الخواجة" المتأصلة فى الكيان العربى منذ أمد بعيد، والتى وصلت بنا إلى حالة عبثية وفوضوية مستعصية يرثى لها، تلك الحالة التى لا يمكن علاجها والتصدى لها بالنصائح والمواعظ والخطب فقط، وإنما تحتاج إلى سَن قوانين وتشريعات عاجلة رادعة وحازمة تجرمها وتعاقِب من تسببوا فيها بالحبس والغرامة، ويتم تطبيقها على الجميع دون تفرقة أو رحمة وشفقة بأى أحد أيًا كان مستواه أو سنه أو نوعه، لأن مَن أَمِن العقوبة أساء الأدب. [email protected]