في حشود أمنية أعادت إلى الأذهان ذكرى أحداث الفتنة الطائفية التي شهدتها منطقة الزاوية الحمراء في أواخر السبعينات حاصرت أعداد كبيرة من جنود الأمن المركزية ومباحث أمن الدولة شارع محمد نجيب الواقع على بعد أمتار قليلة من القصر الذي كان يقضي فيه الرئيس الراحل محمد نجيب إقامته الجبرية حيث تفجرت الأزمة. وحسبما حكي الأهالي لمراسل المصريون فإن الأزمة تفجرت عندما فوجئ المصلون بأحد المساجد الصغيرة القريبة من شارع محمد نجيب بالمرج الشرقية أول أمس بدقات ثقيلة على حائط المسجد الضعيف المبني بالجهود الذاتية لأهالي المنطقة على الفور أنهار الحائط ليفاجأ المصلون بوابل من الحجارة يمطرهم من الخارج على أيدي جماعة من الناس تقف خلف الجدار المنهار لم يأخذ المصلون وقتا ليفسروا الأمر على أنه اعتداء من قبل القائمين على المبنى الضخم المجاور والمكون من عدة طوابق والمبنى منذ عدة سنوات على أنه مطبعة غير أن سكان المنطقة أكدوا انه تقام به شعائر كنسية وتأكدوا من ذلك مع الوقت عندما لاحظوا إقامة الصلوات فيه بشكل منتظم. قال سكان المنطقة أنهم أرتابوا في أمر المبنى منذ إنشائه وحضور القساوسة إليه لكن القائمين عليه قالوا أنه مجرد مطبعة وعندما أبلغ السكان الشرطة بالأمر أكدت الشرطة أنه مطبعة واصل سكان المنطقة روايتهم قائلين أن إصرار الشرطة على أن المبنى مجرد مطبعة جعلهم يتناسوا الأمر حتى جاء الوقت الذي قرر فيه السكان بناء مسجد على قطة أرض خلف المبنى الغامض وفوجئوا وقتها باعتراض القائمين على المبنى بل وسعيهم لشراء قطعة الأرض المخصصة لبناء المسجد بمبلغ ضخم لدرجة أن القائمين على ذلك المبنى عرضوا على مالك الأرض شرائها أو شراء نصفها على الأقل بتاريخ سابق على تاريخ شراء الأهالي لقطعة الأرض المخصصة للمسجد. أضاف السكان أنه بعد إتمام بناء المسجد بجهودهم الضعيفة فوجئوا بإقامة الشعائر المسيحية داخل مبنى المطبعة استمر الأمر على ذلك النحو حتى أول أمس حين فوجئ المصلون بانهيار الجدار ووابل الحجارة يصيبهم من كل جانب فقام الإمام على الفور بإطلاق نداء استغاثة عبر ميكروفون المسجد فتجمع الأهالي الذين حمل بعضهم أسلحة بيضاء وحدثت مشاجرة ضخمة مع الذين كانوا يقذفون الطوب على المصلين وتبين أنهم تابعون لمبنى المطبعة فور وصول الخبر للأمن حاصرت المكان أعداد كبيرة من العربات المصفحة التي نزل منها عدد كبير من جنود الأمن المركزي وحاصروا المكان ويلفت نظر السائر في شارع محمد نجيب وجود عدد من الشباب الملتحين يرتدون الجلابيب يقفون بطول الشارع حاملين صناديق لجمع التبرعات من المواطنين والمارة لإعادة بناء المسجد المتهدم. جدير بالذكر أن ظاهرة المباني الغامضة التي تنشأ على أنها لإغراض معينة ثم تقام فيها الصلوات والتجمعات المسيحية أمر لافت للنظر في منطقة المرج وتدور حوله أحاديث كثيرة بين المواطنين الذين أشار بعضهم إلى حادثة شهدتها أحد شوارع المرج الغربية عندما تم بناء بيت من عدة أدوار كان يحضر إليه أعداد كبيرة من المسيحيين والقساوسة بشكل لافت للنظر مما دفع بعض السكان إلى التحدث في الأمر مع عضو مجلس شعب عن المنطقة وتهديده بالتأثير عليه في الانتخابات فقام بنقل الأمر إلى الجهات الأمنية مشيرا إلى أنه يمكن أن يتسبب في حدوث فتنة طائفية فتم إيقاف الأنشطة الغامضة التي كانت تتم داخل هذا المبنى.