اصطدام قطار أسيوط بأتوبيس مدرسة ومقتل أكثر من 50 نفسًا لم يكن الحادث الوحيد خلال هذا اليوم فقد اصطدمت سيارتان وبلغ عدد ضحاياها 8 قتلى وعدد من الإصابات، وانقلبت سيارة شرطة وأصيب ضابط وعدد من المجندين، أضف إلى ذلك المشاجرات بين الجيران وغيرها من المشاجرات التي تقع لأسباب تافهة ما أنزل الله بها من سلطان، إلا أن الأمر يرجع في أصله بتغير حاد في طبائع المصريين، خلال ال 30 سنة الماضية وربما ترجع الجذور إلى 60 سنة، فالمصريون الذين نعرفهم تغيروا كثيرًا، ولست وحدي من يقول ذلك، ولكن بمتابعة القنوات الفضائية والصحف وردة فعل الجمهور على ما حدث في أسيوط رأى كثيرون أن المصريين لا يحترمون القانون وأن السبب في هذا الموت الذي يحدث من القطارات والأتوبيسات على الطرق المختلفة هو عشوائية وتبريرات من نوع "خليها على الله" "ومشيها يا عم" و"انت اللي ها تصلح الكون" و"معلهش"، كل هذه المصطلحات لم تكن لتبرز لولا أن الناس ابتعدت عن النظام لا أقصد نظام مبارك وإنما قصدي النظام العام للمجتمع والقانون الذي لا يكسره كبير أو صغير، وزير أو غفير، سائق تاكسي أو سائق ميكروباص أو صاحب سيارة، فضحايا الأتوبيس والقطار هم ضحايا إهمال وعدم نظام والتسرع غير المسؤول، إهمال من الحارس الذي يقف عند المزلقان ويقولون إنه كان نائمًا وقت مرور القطار والأتوبيس، وإهمال من سائق الأتوبيس الذي يجب أن يتمهل عند عبوره المزلقان وإذا لم يكن خائفًا على نفسه فيجب عليه أن يخاف على الأرواح البريئة التي معه وهو مؤتمن عليها، في استطلاع لآراء الجمهور والمشاهدين للتعليق على ما حدث قالت إحدى المشاهدات من الجمهور لقناة فضائية إننا لا نستحق مصر بسبب إهمالنا، وأرجع جمهور قراء إحدى مواقع الصحف الإلكترونية السبب في الحوادث إلى تجاهل المصريين للنظام والإهمال والعشوائية. ما حدث للدكتور هشام قنديل من جانب الأهالي أثناء زيارته أسيوط ومكان الحادث لم يكن له أي مبرر، والرجل دائمًا يستجيب لمثل هذه الحالات، وقرأنا في الصحف دعوة بعض القوى السياسية بسرعة زيارة الدكتور هشام قنديل لأهالي الضحايا مثلما ذهب إلى غزة للوقوف بجانب أهلها، وعندما ذهب الرجل استقبله الناس استقبالًا لا يليق، وقيل في الصحف أنهم طردوه أو أنهم ضربوه، وكل صحيفة ترى من وجهة نظرها ومن وجهة نظر محررها ما ناله الدكتور هشام قنديل، وهذا هو عين ونفس ما يقوم به الأهالي ضد الأطباء في المستشفيات إذا مات لهم قريب في المستشفى أو لم تتوفر بعض الأدوات أو الأدوية فيها كأن الطبيب هو المسؤول عن هذا النقص، وهو نفسه مثل ما قام به بعض الأهالي من قطع طريق لأن فتاة تزوجت على غير إرادة أهلها، فما ذنب الطريق وما ذنب الناس المسافرين عليه، مصر لا يرحمها أحد لا أهلها ولا تياراتها السياسية ولا قنواتها الفضائية ولا إعلامييها، فمنهم من يحسبها "كعكة" لابد وأن يحصل على نصيبه منها وهؤلاء تجدهم في الأحزاب والتيارات السياسية ورجال أعمال القنوات الفضائية والإعلاميين، ومنهم من يراها دنيا ضاقت عليه بما رحبت وهؤلاء "يفشون غلهم" في أي شيء، في الناس وفي كراسي القطارات والأتوبيسات فيمزقونها أو "يفشون غلهم" في مظاهرة أو مليونية فيضربون من فيها بالطوب والحجارة وبلاط الرصيف، ومنهم من يفشون هذا الغل في عمل مطبات في الطرق مثلها مثل حد السيف لا تستطيع السيارات تفاديها أو المرور فوقها إلا إذا نزل بعض من ركابها أو وجد صاحبها مكانًا منخفضًا يدور من عنده بدون خسائر في سيارته، نجد هذه المطبات غير القانونية وغير الإنسانية التي اختلقها الناس في كل الطرق بالقرى والمدن، ويمكن أن تجد ثلاثة أو أربعة مطبات أمام منزل واحد، وهذا لا تجده في أي مكان في العالم إلا في مصر. [email protected]