لست زملكاويا ولا أهلاويا، بل انني أخلع انتمائي الكروي تماما عندما اكتب هنا. لا اتحامل على الأهلي ولا أجامل الزمالك، ولا أقبض من مرتضى منصور كما اتهمني قارئ شتام أنأى عن الأهلي النادي العريق أن يكون ذاك واحدا من جمهوره! كتبت أكثر من مرة هنا منتقدا الزمالك وشطحاته، هاجمت بعنف مرتضى منصور بسبب أنه لا يزال يمارس نفس الأسلوب عندما كان نائبا للزمالك، بل وهو رئيس ناد كبير يدخل في فاصل ملاكمة مع نائبه اسماعيل سليم في فضيحة عالمية مدوية! هاجمته أيضا بسبب اختياره لبوكير ثم لمحمد صلاح وطرده بعد 24 ساعة وطلبت من مجلس ادارة الزمالك أن يجبر منصور على دفع الشرط الجزائي لبوكير. هاجمت فاروق جعفر بعنف، وفي مقال أخير لي عن العلاقات النسائية للاعبي الكرة وصفت الأهلي بأنه نادي مبادئ، وهو فعلا كذلك ولا نجامله. حتى طارق السعيد تعرض مني لنقد عنيف لا يقل عن النقد الذي تعرض له محمد بركات.. الاثنان لاعبان كبيران وملفتان للنظر، ولذلك فإن هبوط مستواهما يسترعي الانتباه ولا يمكن لأي ناقد أن يقف صامتا أمامه، فنجوم الكرة كنوز لا تخص جمهور النادي فقط، وانخفاض مستواهم معناه انخفاض مستوى اللعبة في مصر ومن ثم مستوى منتخبنا الوطني. لقد اعترف الجهاز الفني الجديد في الزمالك بقيادة فاروق جعفر بهبوط مستوى طارق، فلم يدخل في تشكيلة مباراته الأخيرة أمام أسيك الايفواري، وخوزيه وحسام البدري يعترفان أيضا بهبوط مستوى بركات وأبو تريكة وهددا بادخال دماء جديدة على تشكيلة الأهلي. أكثر من ذلك انني في افتتاح الدوري تنبأت بفوز الأهلي بالبطولة هذا الموسم أيضا وهنأته مقدما على ذلك، ورأيت أن لاعبيه يستطيعون ذلك فهم لا يفقدون النقاط بسهولة عكس الزمالك. انتقدت الاسماعيلي ومجلس ادارته ولاعبيه ومدربه، وكذلك اتحاد الكرة، فلا يوجد أحد فوق النقد الذي يستهدف الصالح العام. لقد استغربت هذه الهجمة التي اتعرض لها من أهلاوية، بعضهم تجاوز كل الحدود، وهدد وتوعد وكأن بيتي من زجاج، وبعضهم كان رقيقا مهذبا، طرح وجهة نظره التي ترى أنني متحامل وأنني أتلون بلون الزمالك وهو ما أنفيه تماما، فأنا لم أكن يوما من مشجعي الزمالك ولن أكون! الأهلى ناد كبير، جمهوره هو اكبر جمهور في مصر والعالم العربي، وبالتالي فهو دائما في واجهة أي نقد، لأنه يمثل مصر اقليميا ودوليا بحكم قدرته على الفوز بالبطولات المحلية. ومن حقنا أن نتجاوز العواطف إلى البحث عن مصلحة فريقنا الوطني التي تتأتى من ارتفاع مستوى الأهلي. كان لابد أن أتحدث عن ما أجده من قصور في أداء الأهلي خصوصا أنه قطع شوطا طويلا في المعترك الأفريقي ولا نريد أن تخرج بطولة المليون دولار منه أو من الزمالك بعد أن وصل إلى الدور نصف النهائي فيها، وأصبحا على بعد خطوة، فاذا خرج كلاهما بسبب سوء مستواهما الحالي، فستكون فضيحة كروية لمصر كلها، أن يخرج صفر اليدين أعرق فريقين عربيا وأفريقيا وأكثر الأندية قاطبة في الإمكانيات! لا أخضع للتهديدات فأنا لا أخشاها. ولن أتوقف عن نقد أرى أنه في موضعه وفوق أي مصلحة شخصية.. لن أجامل أحدا، ولست في معركة مع أحد، ولا اعترف بان هؤلاء الذين يشتمونني بأحقر الألفاظ ينتمون لجمهور الأهلي المبادئ والأخلاق، فهو جمهور راق ذو تاريخ طويل بعيد عن التعصب الأعمى.. سأستمر لأنني أحب الأهلي أكثر منهم! [email protected]