بدلا من أن يطور محمد نصر الذي ينقل لنا مباريات كرة القدم في التليفزيون المصري من أسلوبه ويبهرنا بنقل شيق يقترب مما نراه في النقل التليفزيوني في التليفزيونيات العربية والعالمية، راح يخلط الكرة بالسياسة في مباراة الأهلي والالمونيوم. وبأسلوب منافق لا أكثر ولا أقل، امتدح المعلق الكابتن حمادة امام هذه اللقطة ودعا الله أن يديم فضله وعزه على المصريين! نظر نصر فوقه فرأي الهلال.. ونظر أمامه فرأى صورة الرئيس مبارك في استاد السكة الحديد الذي كانت تجري عليه المباراة التي كانت مملة للغاية، ففكر المخرج أن يريحنا منها بوضع الهلال الذي اكتمل بدره فوق صورة الرئيس وأخذ يكرر هذه اللقطة بينما حمادة إمام مجبر على أن يمدح ويدعو الله، فهو يعمل في تليفزيون حكومي! ولا يخفى على أحد دلالة ما فعله محمد نصر، فالهلال كان رمز مبارك في الانتخابات، وقد فاز لتوه في منافسة انتخابية استعراضية مملة لا تقل مللا عن المباراة التي كنا نتفرج عليها، ونسرح في أشياء بعيدة عنها قبل أن يعيدنا نصر بلقطته العبقرية! لو كنت مكان وزير الاعلام أنس الفقي لعاقبته وابعدته عن النقل التليفزيوني رغم ميول الفقي السياسية التي تجعل لجنة السياسات في الحزب الوطني هي مصر ومصر هي لجنة السياسات. وبسبب هذه الميول والخدمات الجليلة التي يقدمها قفز هذا الشاب مستوزرا الرياضة مع أنه لا يعرف الفرق بين الكرة والشبكة، ثم استوزر الاعلام رغم أنه لم يكن يقرأ صحيفة ولا يتابع أخبارا في التليفزيون، وبالتالي فهو لا يعرف ما هو الاعلام أصلا! لو فعل محمد نصر ما فعله أثناء النقل التليفزيوني لكأس الأمم الأفريقية في يناير القادم لجعل من تليفزيوننا فضيحة، وحول ديمقراطيتنا المزعومة إلى أضحوكة، فالسياسة لا يجوز أن تدخل في الرياضة. إن العالم مازال يضحك على الفرق العراقية عندما كان عدي صدام حسين رئيسا لاتحاد الكرة العراقي، وكانت صوره مع صدام حسين تزين ملاعب الكرة! فهل يحب نصر هذا النموذج.. وهل اكتسب خبراته من عراق صدام حسين؟! على الحكومة المصرية أن ترفع صور الرئيس مبارك من ملاعب الكرة، وأن تقلل من كثرتها في الشوارع والميادين، لدرجة أن محافظ قنا على سبيل المثال يضع صورة للرئيس بين كل 50 سم في مدخل المحافظة على امتداد أكثر من كيلو متر! أما المباراة فلا استطيع أن أقول عنها أكثر مما قاله الكاتب الرياضي البارع الدكتور علاء صادق.. فالرجل تحدث بصراحة مطلقة عن مستوى الأهلي الهابط مقارنة بمستواه في الموسم الماضي، الكرة مملة بطيئة، واللاعبون كسالى، ولو كان الالمونيوم يملك طموحا لاستطاع أن يتعادل، لكنه لم يحاول، ولم يصل مرة واحد إلى مرمى عصام الحضري! فالجمهور بدأ يقلع عن حضور مباريات فريقه، لذلك لم يزد العدد عن بضع مئات لأن الأهلي لا يقدم لعبا يرضيهم.. والذين حضروا تفرغوا للألفاظ البذيئة التي اعتاد جمهور الأرصفة الأهلاوي قذف الفريق المنافس بها، كما حدث مع مدرب الالمونيوم حسين عبداللطيف الذي وضع يديه فوق رأسه شاكرا لهم الذوق واللياقة والروح الرياضية! أما صديقي الخبير الدانماركي فشكرا له على دعوته الجميلة لي بتشجيع الأهلي، والحقيقة يا صديقي أن الكرة المصرية عموما لم تعد تعجبني ولا يوجد ناد حاليا قادر على اقناعي، فهذه كرة حواري لا أكثر ولا أقل. الأستاذ محمد حافظ.. هذه أول مرة أتلقى على بريدي مثل هذا التعقيب العاقل المتزن من أنصار الأهلي.. لكن ثق يا أستاذ أنني موضوعي جدا في مقالاتي.. ربما لم تطالع سوى المقالات التي تنتقد الأهلي.. لكن اكتب بنفس الأسلوب عن الزمالك والاسماعيلي واتحاد الكرة.. أنا ما يعنيني هو اصلاح الحال المايل، ولا تسيطر علي ميول معينة. لقد اتهمني بعض المنتمين للنادي الأهلي أنني موجه من مرتضى منصور وانني أقبض منه، رغم أنه لا تربطني به أية علاقة، لا أعرفه شخصيا ولا يعرفني، وقد هاجمته بحدة في هذا المكان ووصفته مرة بالفتوة، ولست محتاجا لأن أقبض من أحد، فالحالة مستورة والحمد لله. ضميري هو ملكي أنا ولا يستطيع أحد أن يزايد عليه! [email protected]