اندلعت في الأوساط الرياضية في مصر أزمة جديدة لا داعي لها مطلقا بين نادي الزمالك ممثلا في رئيسه ممدوح عباس وبين اتحاد الكرة ممثلا في نائب رئيسه أحمد شوبير، وباتت هذه الأزمة تنذر بعواقب وخيمة إذا لم يتم تداركها وإخمادها وهي في المهد. والغريب أن هذه الأزمة التي تضخمت بشكل مبالغ فيه خلال 48 ساعة فقط حدثت بسبب لاعب لم يتمالك أعصابه وتلفظ بألفاظ نابية ضد حكم دولي، لينطبق عليها المثل القائل "يعملوها الصغار ويقعوا فيها الكبار". في البداية أود أن أؤكد أنني هنا لست بصدد الهجوم على إدارة الزمالك أو الدفاع عن أحمد شوبير بسبب الصداقة التي تربطني معه، فشوبير مثله مثل أي شخص آخر به مميزات وبه عيوب وله إيجابيات وسلبيات، ولكن في رأيي أن اتهام شوبير بالتحيز ضد الزمالك ومجاملته للاهلي هو اتهام باطل وعاري من الصحة. شوبير، وربما في بعض الأوقات، يبحث عن السبق الصحفي أو عن الإثارة وجذب الانتباه، ولكنه دائما على الحياد ولم يكن يوما منحازا لطرف على حساب الآخر، وأنا شخصيا ومن خلال قربي منه تابعت مدى حبه واحترامه لعباس من خلال حديثه عنه سواء أمام الكاميرا أو في الأحاديث الخاصة، كما أن شوبير نفسه تعرض لهجوم مماثل من النادي الأهلي منذ عدة أشهر بسبب خلافه مع مانويل جوزيه أي أنه ليس مع ناد ضد آخر. والاتهام بمحاباة فريق على آخر هو اتهام دائم يتعرض له معظم العاملين في المجال الرياضي وأتعرض له أنا شخصيا، وقد هاجمني بعض الزملكاوية في المقال السابق الذي انتقدت فيه عمرو زكي واتهموني بانني أتحامل على الزمالك وأجامل الأهلي وأتغاضى عن أخطائه، رغم أنني كنت أول المهاجمين لجوزيه عندما قام بالحركة البذيئة بذراعه وكتبت عن هذا الموضوع مقالتين وليس واحدة، كما هاجمته في مقالة أخرى عندما خلع قميصه في الملعب. وإذا كنت مقتنعا تماما بل ومتيقن من أن شوبير لا يجامل أحدا على حساب أحد، وأنه بالفعل يتعامل مع الجميع بحياد تام، فإن شوبير له أخطاء أخرى وسلبيات يجب عليه تفاديها في المستقبل، فشوبير مازال غير قادر على الفصل بين عمله كإعلامي وبين منصبه في اتحاد الكرة.
وإذا كنت مقتنعا تماما بل ومتيقن من أن شوبير لا يجامل أحدا على حساب أحد، فإن شوبير له أخطاء أخرى وسلبيات يجب عليه تفاديها في المستقبل وحتى لو استطاع شوبير الفصل، فإن المشاهدين لا يمكن أن يقتنعوا بذلك، فإذا تحدث عن اتحاد الكرة بالإيجاب ودافع عنه سيتهمه الجمهور بالتحيز للاتحاد بسبب منصبه، وإذا هاجم سياسة الاتحاد فسيقول الجمهور إنه يهاجم سمير زاهر طمعا في الوصول لمنصب الرئيس بدلا منه. لذلك أي مواضيع تخص اتحاد الكرة يجب عليه أن يبتعد عنها تماما ولا يتحدث فيها بشخصه. وقد أخطأ شوبير خطأ كبيرا في مشكلة زكي عندما أعلن في برنامجه أن اللاعب سيعاقب ماليا بتغريمه 20 ألف جنيه، وقد قال ذلك قبل أن تجتمع لجنة المسابقات أو اتحاد الكرة، وذلك أثار جدلا كبيرا خاصة وأن الذي أعلن العقوبة هو شوبير نائب رئيس اتحاد الكرة وليس الإعلامي فقط، كما أن خطأ شوبير الأكبر كان في التصريح الذي أدلى به في التلفزيون بعد ذلك على رئيس نادي الزمالك وجماهيره عندما قال "إذا كان رب البيت بالدف ضاربا" وهي جملة مسيئة لنادي الزمالك وجماهيره ورئيسه. وإذا انتقلنا للجانب الآخر وهو جانب نادي الزمالك ممثلا في رئيسه ممدوح عباس فأعتقد أن الزمالك قام بتصعيد الموضوع رغم أن العقوبة التي وقعها اتحاد الكرة على زكي كانت مخففة جدا وكانت عبارة عن إيقاف مباراة واحدة فقط ومباراة سهلة "ومرت على خير" وانتهت بفوز الزمالك، فماذا كان سيفعل الزمالك مثلا إذا تم إيقاف اللاعب لمدة عام مثلما حدث من قبل مع سمير كمونة وإبراهيم حسن، أو إيقاف ست مباريات مثلما حدث الموسم الماضي مع جونيور، أو حتى إيقاف ثلاث مباريات تأتي من ضمنهم مباراة الأهلي. كان من الممكن أن تمر عقوبة الإيقاف مرور الكرام، ولكن عباس أراد ارتداء ثوب البطولة أمام جماهير الزمالك في موضوع بسيط لا يستحق كل هذه الضجة، فأصدر قرارا متسرعا بوقف التعامل مع شوبير وكأن شوبير هو الذي يدير اتحاد الكرة بمفرده وهو الذي أصدر العقوبة على زكي، أو كأن شوبير هو الإعلامي الوحيد الذي انتقد زكي بسبب اللفظ البذيء الذي تفوه به رغم أن معظم الاعلاميين والنقاد انتقدوا ما فعله زكي وأنا أولهم. وكان من الممكن أن يصدر عباس قراره بوقف التعامل مع شوبير ويبلغه للاعبين والجهاز الفني في الغرف المغلقة، أما أن يصدر بيانا رسميا بشأن هذا الموضوع وينشره على الموقع الرسمي للنادي فإنه بذلك يكون سكب النار على البنزين وصنع مشكلة من لا شيء وزاد من حنق وغضب جماهير الزمالك ضد شوبير وهو ما جعلهم يهتفون ضده في مباراة الزمالك مع الاتحاد. ولا أدري لماذا تذكرت مرتضى منصور "ربنا يمسيه بالخير" بعد الموقف الأخير الذي اتخذه عباس ضد شوبير بسبب مشكلة زكي، وكان يجب على عباس تهدئة الأمور بحنكة بدلا من إثارة أزمة بدون داع مثلما كان ي