مصر من البلاد الشرقية التى حباها الله تعالى بنعمة الشمس المشرقة طوال السنة تقريبًا.. لذا سعدت كثيرًا بالخبر المنسوب لوزير الإسكان الدكتور طارق وفيق، فى سعيه لتحويل تجمعات سكانية فى مصر، نحو الاستفادة من الطاقة الشمسية، بديلاً عن الطاقة الكهربائية المكلفة، والتى بات الجميع يدرك مدى النقص الذى تعانى منه البلاد. هذه الخطوة من وزير الإسكان مرغوب فيها، ويجب أن نؤيده بقوة للمضى فى هذا الطريق دون تردد أو تراجع.. ذلك أن أى تأخر جديد فى استخدام الطاقة الشمسية المتوفرة بغزارة فى بلادنا، سيعنى أن نسبة كبيرة من مدن وقرى مصر فى المنظور الزمنى القريب، ستعود لعهد "اللمبة الجاز" أو "قناديل الزيت".. خاصة مع تصاعد الحاجة للطاقة، فى ظل المتغيرات الجوية المضطربة التى يشهدها العالم والتى يسميها العلماء بظاهرة الاحتباس الحرارى. لا أريد تجديد الحديث عن الجرائم التى اقترفها نظام حسنى المخلوع فى حقوق مصر وشعبها فى الحياة الكريمة، وكيف لم يستخدم 30 سنة كاملة من حكمه، فى تنمية وتحديث مصر؟!. خاصة أن رأس النظام سقط فى 25 يناير 2011، وبقية جسده يتساقط تدريجيًا بإذن الله. لكنى بهذه المناسبة، أريد هنا التذكير بأهمية استخدام وسائل وأجهزة إنتاج طاقة شمسية متطورة ونظيفة تناسب العصر الذى نعيش فيه.. لقد صعقت وشعرت بأسف وحزن، حين شاهدت تقريرًا مصورًا للجزيرة مصر، يتعلق بالطاقة الشمسية فى منطقة القطامية بشرق القاهرة، وكذا ما شاهدته بنفسى فى مناطق أخرى بالقاهرةالجديدة. خزانات المياه فى الجهاز مصدأة وغير آدمية، بل وشكل مكونات النظام نفسه متخلفة بشدة.. رغم أن هذه المبانى السكنية حديثة العهد فى حدود10 سنوات تقريبًا، كيف هذا؟!. فى تركيا، توجد مشكلة حقيقية فى الطاقة منذ 15 سنة، بسبب الاستهلاك العالى نتيجة للظروف الطبيعية والمناخية الباردة، ولا يمر يوم بدون قطع التيار الكهربائى عن المناطق السكنية – خاصة فى أطراف مدينة اسطنبول - لتوفيرها لصالح المصانع والشركات الإنتاجية.. لذا تتوجه تركيا نحو الطاقة الشمسية – قليلة هى بسبب طقس الشتاء الطويل – ونحو الغازات الطبيعية والرياح، لمعالجة النقص ولحماية البيئة من التلوث. بالطبع مناطق الجنوب عند ساحل البحر الأبيض وشرق تركيا، هما الأكثر حظًا فى الاستفادة من الطاقة الشمسية، لاعتدال المناخ، على عكس مناطق الغرب والوسط والشمال الممطرة طوال العام تقريبًا. لا شك فى أن كل من زار منطاق أنطاليا وإزمير وبدروم ومَرّمريس ومَرّسين السياحية بجنوب تركيا، شاهد كيف هى متقدمة ومتطورة ونظيفة الوسائل والأجهزة المستخدمة فى إنتاج الطاقة للفنادق والقرى السياحية والبيوت والمصالح العامة. فى المنطقة التى أسكن فيها بغرب اسطنبول، والمطلة على بحر مرمرة، بدأ الناس هنا قبل سنوات قليلة، فى تركيب أنظمة الطاقة الشمسية لمواجهة الانقطاع شبه اليومى للكهرباء.. فى وقت تحتاج البيوت لمياه ساخنة طوال 7 شهور سنويًا، سواء لأجهزة التدفئة أو للاستخدام العادى، فى ظل الطقس المُمطر أو المكسو بالثلوج فى الربع الأول من السنة. غير أن الرقابة التى تفرضها جهات الاختصاص، وعلى رأسها البلدية والمجالس المحلية ووزارتى الصحة والبيئة ومعهد الجودة، جعلت الاستفادة من الطاقة الشمسية، مصدر رخيص للطاقة من ناحية، ومظهر ومنظر عصرى، تراعى فيه شروط حماية البيئة والشكل الجمالى السياحى، وهذا من الناحية الأخرى. بناءً عليه، أأمل من الدكتور طارق وفيق وزير الإسكان، وهو المهندس المهذب وأستاذ الجامعة والمنسق العام لمؤتمر البيئة الذى انعقد باسطنبول قبل ثلاث سنوات تقريبًا، أن يمضى قدمًا فى خطوته، وألا يترك الأمر لمن يجهله. الطاقة الشمسية ستساعدنا فى توفير إضاءة رخيصة لأعمدة الطرق والميادين والتجمعات السكنية والمدن الجديدة وطرق السفر، وكذا فى تشغيل كاميرات مراقبة بالأماكن العامة لمساعدة جهاز الأمن فى السيطرة وتعقب المخالفين للقوانين. ليس عيبًا ألا نعرف هذا المجال أو لا يكون لدينا تجربة عملية فيه، لكن عجز الطاقة مع وفرة الشمس عندنا، تدفعنا لدخول هذا المجال بقوة، وطلب الاستفادة من الدول صاحبة الخبرة.