أعلن المستشار ممدوح مرعي رئيس اللجنة العليا للانتخابات النتيجة النهائية لانتخابات الرئاسة ، حيث حصل مرشح الحزب الوطني على نسبة 88،6% بمجموع أصوات بلغ 6.316.784 صوتا من مجمل أصوات المشاركين البالغ عددهم 7.305.063 من أصل 31.826.284 ناخبا مسجلا. وجاء في المركز الثاني مرشح حزب الغد الدكتور أيمن نور بحصوله على 540.405 صوتا بما نسبته 7.6%، وحل في المرتبة الثالثة مرشح حزب الوفد الدكتور نعمان جمعة بعدد أصوات بلغت 208.891 صوتا بنسبة بلغت 2.9% . ، وجاء بقية المرشحين على الترتيب من الرابع إلى الأخير : أسامة شلتوت ، وحيد الأقصري ، إبراهيم ترك ، ممدوح قناوي ، أحمد الصباحي ، فوزي غزال، رفعت العجرودي ، وعلى الرغم من الفارق الكبير في الأصوات التي حصل عليها مرشح الوطني عن أقرب منافسيه ، إلا أن نسب الحضور المتدنية مثلت صدمة في أوساط الحزب الوطني ، لأنها أظهرت أن منصب الرئاسة لن يكون معبرا عن غالبية الشعب المصري ، بقدر ما يعبر عن أقلية لا تتجاوز ال 19% من مجموع الناخبين المسجلين والبالغ عددهم 32 مليون ناخب . على جانب آخر ، تتجه الأمور إلى التصعيد في أعقاب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأولى في مصر ، وذلك بسبب طعن مرشح حزب الغد الدكتور أيمن نور مرتين في نتيجة الانتخابات ومسارعة اللجنة الانتخابية بإسقاط طعنه بصورة لافتة ، الأمر الذي جعله يعلن توجهه إلى مجلس الدولة فور إعلان النتائج رسميا لتقديم طعنه في القضاء الإداري مطالبا بإلغاء نتيجة الانتخابات وإعادة العملية الانتخابية من جديد ، وقد صرح المستشار مرسي الشيخ نائب رئيس حزب الغد ل "المصريون" بأن الانتخابات لم تشوبها مجرد تجاوزات عادية بل حدث تزوير صريح وصل إلى حد وضع أصفار أمام بعض الأرقام من أجل مضاعفة النتيجة التي حصل عليها مرشح الحزب الوطني ، على حد قوله . وكان أيمن نور رئيس - حزب الغد والمرشح علي موقع رئيس الجمهورية - قد صرح أن المعلومات التي سربتها اللجنة القضائية بحصوله علي 10% من الأصوات لا أساس لها من الصحة, ونفاها وقال أنها معلومات مغلوطة وليست صحيحة وتصب في صالح النظام , وأن ما يتلقاه من معلومات ترد إليه من غرفة عمليات الحزب يشير لحصوله علي ما بين 28%, 30% من مجموع الأصوات ,وأضاف أن بحوزته 20 مأخذ أساسي تخل بالعملية الانتخابية وتؤكد تزويرها وأنه لن يتهاون في حقوق الناس التي وثقت فيه ومنحته أصواتها لحساب المزورون في الحزب الوطني الحاكم وقال نور إن الإقبال الجماهيري على الإدلاء بالأصوات تراوحت نسبته في المناطق الريفية بين 15 إلى عشرين بالمائة بينما تراوحت في المدن بين ثلاثة وخمسة بالمائة. وقال نور إن مسؤولين في الحزب الحاكم والأحياء دفعوا ما بين 20 جنيها و50 جنيها لأشخاص ليقترعوا وان الحبر المستعمل لغمس الإصبع فيه منعا للانتخاب أكثر من مرة لا يثبت. وقال مصدر في غرفة عمليات مرشح الغد للمصريون أن من أهم المآخذ التي تم تسجيلها من قبل الغرفة : غياب الحبر الفوسفوري , تزوير لجان الوافدين , والتصويت أكثر من مره , وشراء الأصوات ,وغياب الستاير , والسماح للناس بالدعوة للحزب الوطني داخل اللجان ,وطرد المندوبين من اللجان وعدم السماح لهم بالمراقبة وفق نصوص القانون , فضلا عن تسويد الأصوات , والضغط علي الناس ليصوتوا بشكل علني المصدر ذاته قال لنا أن محافظات تم تزوير أصواتها بالكامل لصالح الرئيس مبارك على حد تعبيره مثل دمياط و أضاف أن الانتخابات لم يتعد الإقبال الجماهيري عليها ال 25% بل في عدد من اللجان لم يتجاوز الحضور بضعة أفراد , وأن أغلب اللجان التي لم تزور فاز بها مرشح حزب الغد . وكان المؤتمر الصحفي الذي عقده المستشار أسامة عطاوية المتحدث باسم اللجنة الانتخابية مساء أول أمس قد سبب ارتباكا واسعا في أوساط المراقبين ، الذين لاحظوا تعجله في الدفاع عن العملية الانتخابية ووصفها بأنها نزيهة وشفافة ولم تشبها شائبة ، في الوقت الذي تجمع فيه الجهات التي راقبت الانتخابات على وجود التجاوزات ، بل إن قيادات الحزب الوطني ذاتها مثل محمد كمال وأنس الفقي أقروا في البداية بوقوع بعض التجاوزات كما أثبت ذلك المجلس القومي لحقوق الإنسان ووسائل الإعلام الدولية التي راقبت الحدث ، الأمر الذي يضع علامات استفهام كثيرة حول سرعة نفي المتحدث باسم اللجنة للتجاوزات وبإصرار لافت ودون منح اللجنة فرصة من الوقت لدراسة الحالات والتحقيق وسماع الشهود ، وكذلك هروبه الواضح من أي التزام بملامح ولو تقريبية للنتائج التي وصلت اللجنة بالفعل لأكثر من نصف لجان الجمهورية ، في الوقت الذي تم فيه تسريب أرقام بعينها لبعض الصحف القومية لإعلانها . ورجحت مصادر سياسية ، استطلعت المصريون رأيها ، أن تتسبب الملابسات التي تمت في العملية الانتخابية في إحداث المزيد من الارتباك في الحياة السياسية ، وخاصة أن اللجنة العليا للانتخابات أصبح موضع اتهام صريح من كافة القوى السياسية ، حتى أن حزب الوفد لم يجد مفرا من إعلانه الاتهامات للعملية الانتخابية بالسقوط في تجاوزات خطيرة ، المصادر السياسية اعتبرت أن العملية الانتخابية بشكل عام تطور إيجابي في الحياة السياسية المصرية رغم كل التجاوزات التي لم يكن منتظرا أن تغيب دفعة واحدة ، ولكنها أشارت إلى أن النتائج المعلنة تكشف عن ظاهرة جديدة لأول مرة ، وهي حصول رئيس الجمهورية على نسبة أصوات لا تتجاوز 19% من مجموع أصوات الناخبين المسجلين ، وهي لحظة فارقة في تاريخ مصر ، حسب المصدر ، مؤكدا على أن النتائج من شأنها أن تتسبب في ارتباك كبير في أوساط الحزب الوطني الحاكم ، تجعله في سباق مع الزمن من أجل إحداث تغييرات جذرية في سياساته وخطابه ووجوهه القيادية قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة .