أكدت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى أن مصر وافقت بعد تردد استمر سنوات على إقامة مكاتب سياسية وإعلامية لحركتي الجهاد وحماس الفلسطينيتين في القاهرة على غرار الموجودة في كل من دمشق والدوحة ومن قبل في العاصمة الأردنية عمان. ونقلت المصادر أن القاهرة استجابت لطلبات قدمتها المملكة العربية السعودية لاستضافة الحركتين لتقليل الضغوط الغربية المتتالية على دمشق منذ صدور قرار الأممالمتحدة 1559 والذي طالب دمشق بإغلاق مكاتب المنظمات الفلسطينية المقيمة في سوريا والكشف عن دعمها وكذلك للحفاظ على ماء وجه النظام السوري الذي قدم تنازلات كبيرة لواشنطن ناهيك عن أن قرار إجلاء المنظمات الفلسطينية قد يكون له أثار سلبية على استقرار النظام العلوي في دمشق. أشارت المصادر أن القاهرة قد ناقشت الأمر مع حركتي حماس والجهاد خلال المباحثات التي أجراها الوزير عمر سليمان خلال زيارته الأخيرة للأراضي المحتلة ولقائه بكل من القيادي في حركة حماس محمود الزهار ونظيره في الجهاد محمد الهندي كاشفة النقاب عن مطالب مصرية للحركتين بتحديد سقف معين لتحركاتهم حتى لا يتسبب وجودهما المكثف في القاهرة إزعاجا للنظام المصري. من جانب أخر تبذل مصر جهودا مكثفة لرأب الصراع بين السلطة الفلسطينية من ناحية وفصائل المقاومة وتهيئة الساحة لعقد جولة جديدة من الحوار في القاهرة لبحث مستقل العلاقة بين الفصائل والسلطة في ظل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ومطالبة بعض قادة السلطة بنزع أسلحة الفصائل مما يهدد بحدوث عواقب وخيمة على الساحة الفلسطينية.