كشفت صحيفة (هآرتس) الصهيونية في عددها الصادر أمس الأربعاء النقاب عن أن الرئيس المصري محمد حسني مبارك أكد أن الأوضاع في قطاع غزة أفضت إلى أن تكون لمصر حدود فعلية مع إيران، في إشارة إلى أن حركة حماس هي ذراع لإيران في المنطقة،في الوقت الذي يصل اليوم وفدان من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي إلى الجانب المصري من معبر رفح الحدودي للقاء مسئولين مصريين لإبلاغهما رد الحركتين على المقترحات المصرية بشأن التهدئة ،وذلك قبل يوم من زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزة رايس للمنطقة بزعم تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط . اجتماع مغلق وقد قال المراسل السياسي للصحيفة باراك رافيد، إن أقوال الرئيس المصري بشأن كون حماس هي الذراع الأيمن لإيران وردت خلال اجتماع مغلق عقده قبل عدة أيام مع دبلوماسي أوروبي رفيع المستوي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، والذي أكد أن مبارك يخشى من هذا التدخل. وأشارت الصحيفة إلى أن الدولة العبرية والولايات المتحدةالأمريكية تقولان منذ زمن طويل إن الجمهورية الإسلامية في إيران هي المسئولة عن تزويد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في فلسطين وحزب الله في لبنان بالأسلحة وبالعتاد العسكري. علاوة علي ذلك، أكدت الصحيفة، نقلا عن مسئول سياسي صهيوني رفيع المستوي في تل أبيب قوله إن الدولة العبرية قدمت لمصر شكوى رسمية حول تهريب الأسلحة الإيرانية من شبه جزيرة سيناء إلى حركة حماس في قطاع غزة، لافتة إلى اعتقاد القادة في الكيان الصهيوني بأن مصر لا تعمل بما فيه الكفاية لوقف عمليات تهريب الأسلحة. وأضافت الصحيفة، نقلا عن نفس الدبلوماسي قائلة إن الرئيس المصري شبه الأوضاع في قطاع غزة، في حديث مع الدبلوماسي الأوروبي، بالأوضاع في لبنان، حيث كانت نتيجة الصراع بين المعارضة والموالاة شل عمل الحكومة، علي حد تعبيرها. وحسب الدبلوماسي الغربي، قال الرئيس المصري انه في المكانين، أي في لبنان وفي فلسطين، المشاكل والأزمات تنبع من التدخل الايراني، وأعرب عن خشيته من تداعيات هذا التدخل. تشاؤم بشأن لبنان وأعرب مبارك في حديثه مع الدبلوماسي الغربي عن تشاؤمه من الأوضاع في لبنان ومن إمكانية توصل الأطراف اللبنانية إلى توافق لحل القضية المركزية انتخاب رئيس للبنان. ونقلت الصحيفة الصهيونية عن الدبلوماسي الأوروبي قوله إن لديه انطباعا أن مبارك ورؤساء عربا آخرين يشعرون بأن الأزمة اللبنانية تلعب لصالح تعزيز المحور الإيراني وإضعاف الأطراف المعتدلة، علي حد وصفه. ومن جانب آخر، أشارت تصريحات سياسيين صهاينة نشرت مؤخرا في الصحف العبرية إلى أن مواقف مصر الرسمية بما يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة شهدت في المدة الأخيرة تغييرات، وخاصة بعد اختراق الحدود المصرية وبعد إطلاق فصائل المقاومة صواريخ من طراز (غراد) علي مدينة عسقلان. وأصبحت مصر، حسب السياسيين الصهاينة، معنية بكبح جماح ما أسموه تعاظم حماس والتأثير الإيراني في المنطقة. وتابعت الصحيفة قائلة انه خلال الجلسة المغلقة التي عقدها الرئيس مبارك مع الدبلوماسي الأوروبي، أعرب الرئيس مبارك عن تشاؤمه من حل الأزمة السياسية في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية، لافتا إلى أنه من الصعب أن تتوصل الموالاة والمعارضة في بيروت إلى اتفاق ينهي الأزمة بينهم. وفي السياق أعلن أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، أنه لن يرأس وفد مصر في مؤتمر القمة العربية المقرر عقدها في سوريا يومي السبت والأحد المقبليننيابة عن مباركو قال أبوالغيط، إن الدكتور مفيد شهاب، وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية هو الذي سيرأس وفد مصر». ضغوط أمريكية من ناحيته نفي السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية أن يكون القرار المصري بتخفيض مستوي التمثيل جاء نتيجة ضغوط أمريكية. وقال زكي: «مستوي تمثيل مصر قرار سيادي، والمتابع للمواقف السياسية التي صدرت عن القيادة المصرية خلال الفترة الماضية يتوقع أن يكون التمثيل بالمستوي الذي خرج عليه، ونفي أن يكون هذا القرار انعكاسا لأي خلافات مصرية مع سوريا». ويمثل زكي مصر في اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم وهو الاجتماع الذي سيقر مشاريع القرارات التي أعدها المندوبون الدائمون تمهيدا لرفعها إلي القادة العرب في القمة ويرى مراقبون أن ذلك وجه ضربة لجهود دمشق لحشد أكبر عدد من الزعماء العرب. ويعكس ذلك بحسب آراء محللين مدى تدهور علاقات دمشق مع الدول العربية المتحالفة مع واشنطن أو ما يعرف برباعي الاعتدال مصر والسعودية والأردن والإمارت. وإضافة إلى الشأن اللبناني تتمثل الخلافات الأخرى في الدعم السوري لحركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين، في حين تدعم مصر والسعودية السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، الذي يحاول عزل حماس منذ سيطرتها على قطاع غزة في يونيو الماضي. لكن سورية تجنبت انتقاد السعودية ومصر واكتفى وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالتأكيد على أن ذلك قرار سيادي، وسورية ترحب بأي نوع من التمثيل. وتتهم الغالبية المدعومة من الغرب والسعودية ومصر ودول عربية أخرى سوريا بتعطيل انتخاب رئيس جديد عبر حلفائها من المعارضة، وفي مقدمهم حزب الله الشيعي القريب من دمشق وطهران. وتحدث المعلم عن دول عربية لديها علاقات خاصة بالأطراف اللبنانيين، وخصوصا السعودية ومصر، داعيا هذه الدول إلى أن تتعاون أكثر من غيرها لتنفيذ المبادرة العربية. مزاعم دول الخليج علي صلة بما سلف، نقلت الصحيفة الصهيونية عن دبلوماسيين أوروبيين قولهم إن دول الخليج العربي بدأت في الآونة الأخيرة تخشي جدا من التدخل الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا توثق العلاقات الاستراتيجية بين إيران وبين سورية، وأعرب السياسيون في دول الخليج عن اقتناعهم التام بأنه من غير الممكن إنهاء العلاقات المميزة بين دمشق وطهران. وأضافت الصحيفة الصهيونية، نقلا عن نفس المصادر، إن الدول العربية التي تعتبر حسب التصنيف الصهيوني والأمريكي دولا معتدلة، تخشي من التعبير عن موقفها من إيران بشكل علني، خشية أن يتعرض أمنها القومي لاستفزازات من إيران، علي حد تعبير المصادر الأوروبية. وحسب تقديرات الدبلوماسيين الأوروبيين فان قادة الدول العربية المعتدلة يخشون من التعبير عن رأيهم المناهض للتدخل الإيراني في المنطقة، لعلمهم ومعرفتهم أن أقوالا من هذا القبيل ستؤدي إلى فقدانهم لشعبيتهم بسبب الشعبية المتنامية لإيران في العالم العربي، علي حد قولهم. وفدا حماس والجهاد من جهة أخرى يصل اليوم وفدان من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي إلى الجانب المصري من معبر رفح الحدودي للقاء مسئولين مصريين. وذكرت مصادر مطلعة أن الوفدين يحملان رد الحركتين على المقترحات المصرية بشأن التهدئة. وأضافت المصادر أن الحركتين لا تمانعان من الالتزام بتهدئة على أن تكون متزامنة ومتبادلة وشاملة مع حفظ الحق في الرد على أي اعتداءات إسرائيلية. وفي وقت سابق، هدد رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت باتخاذ إجراءات "مؤلمة" ضد حماس وتوعدها بما وصفه بإجراءات قاسية للغاية، واستبعد إجراء محادثات مع الحركة بشأن هدنة محتملة. واستبعد أولمرت أمس إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين قبل نهاية العام الجاري على خلاف ما أبداه الرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما أبدى رئيس الوزراء الصهيوني فتورا فيما يتعلق بحضور قمة للسلام في الشرق الأوسط اقترحتها روسيا لكنه لم يستبعدها كلية. جولة رايس يأتي ذلك قبيل وصول وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى الشرق الأوسط في محاولة لتحريك ما زعمته بمحادثات السلام بعد أعمال العنف الأخيرة بين الصهاينة والفلسطينيين. وتصل رايس غدا الجمعة في زيارة تستمر ثلاثة أيام تلتقي فيها أولمرت وعباس اللذين استأنفا المحادثات بينهما في الثاني من مارس الجاري حيث كان الرئيس الفلسطيني قد جمد المفاوضات احتجاجا على هجوم عسكري شنه الجيش الصهيوني على قطاع غزة أدى إلى استشهاد أكثر من 130 فلسطينيا بينهم مدنيون وأطفال. وكانت رايس التقت الأسبوع الماضي وزير الدفاع المصري محمد حسين طنطاوي، وبحثت معه الوضع على الحدود بين غزة ومصر وسبل تحسين الوضع الإنساني في غزة تجنبا لانتشار ما تسميه واشنطن "التطرف" بين الرأي العام الفلسطيني، وفقا لما قاله المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك.