تبادلت السلطات البحرينية والمعارضة الاتهامات حول الوقوف وراء التفجيرات الإرهابية الخمسة التي وقعت في العاصمة المنامة صباح اليوم الإثنين وأدت إلى مقتل آسيوين اثنين. وأدان رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان آل خليفة التفجيرات، مشددًا في تصريحات نقلتها وكالة أنباء البحرين "أن الجناة لن يفلتوا من يد العدالة"، داعيًا "إلى تعزيز الإجراءات الأمنية واتخاذ المزيد من الاحتياطات". وقال إن "البحرين ستظل عصية على الإرهابيين، وإن الحكومة لن تسمح بنشر الفوضى والتخريب والإرهاب وستواجهه بحزم"، مشيرًا إلى "أن حماية المواطنين والمقيمين والجاليات وتوفير الأمان لهم مسئولية الحكومة وأنها لن تتوانى عن اتخاذ الإجراءات التي تحقق ذلك لهم". وتابع "أن من يقف وراء هذه الجرائم الإرهابية فئة ضلت عن جادة الصواب وارتضت بأن تكون أيادي سوء ومعاول هدم"، في إشارة إلى المعارضة. بدورها أدانت جمعية الأصالة الإسلامية - السلفية - التفجيرات، وطالبت وزارة الداخلية بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة. وانتقدت الأصالة بشدة في موقعها الرسمي "حملة التحريض الممنهج التي تقوم بها المعارضة ومرجعيتها، وما تتضمنه من تشجيع على استهداف رجال الأمن وسحقهم". وتابعت أن "الجرائم البشعة تفضح الطبيعة الدموية للمعارضة الطائفية، وخطورتها على البحرين وهويتها وأمنها واستقرارها"، مطالبة بتطبيق قانون الإرهاب المعطل منذ صدوره في 2006. وفي المقابل نفى المسؤول الإعلامي لجمعية الوفاق المعارضة طاهر الموسوي وجود صلة للصراع السياسي في البلاد بتلك الانفجارات. وقال في تصريحات لمراسل الأناضول: "طبيعة هذه الحوادث ليس لها علاقة بالواقع والصراع السياسي القائم في البحرين"، مشيرًا إلى أن الأماكن التي تحدث فيها الاحتجاجات والتظاهرات بعيدة عن المناطق التي حدثت بها الانفجارات. وتابع "قد يكون وراء هذه الانفجارات تصفية حسابات مختلفة بين أطراف رسمية.. حيث يوجد تيارات متشددة في السلطة، تريد تصعيد الحملة الأمنية ضد المعارضة"، داعيًا إلى وجود جهات دولية مستقلة محايدة للتحقيق في تلك الأحداث. وحول الربط بين تلك الانفجارات ومنع وزير الداخلية للمسيرات في البحرين قبل أسبوع، قال الموسوي: "الاعتراض على القرار لا يكون بالتفجيرات، بل بكسره وذلك هو ما حدث من خلال 60 مسيرة أهلية، لكن هذ الحادث غريب ونوع جديد لم نعهده في البحرين". وكان وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة قد أعلن في وقت متأخر مساء الإثنين الماضي أنه "تقرر وقف جميع المسيرات والتجمعات وعدم السماح بتنظيم أي فعالية إلا بعد الاطمئنان إلى استتباب الأمن بهدف الحفاظ على الوحدة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي ومنعاً لكافة أشكال التطرف من أي أحد". ويعقد اللواء طارق الحسن رئيس الأمن العام بالبحرين مؤتمرًا صحفيًا بنادي ضباط الأمن العام مساء اليوم للحديث حول التفجيرات الخمسة.