في الوقت الذي صدر الحكم القضائي بمنع الإعلامي (خالد عبد الله) من الظهور على قناة "الناس" ووقف برنامجه "مصر الجديدة" لمدة 25 يومًا ومنعه حتى من المداخلات الهاتفية، أيضًا لمدة مماثلة، يطل خالد من "الشباك الخلفي" للمشاهدين وأعني بالشباك الخلفي هنا، قناة "التحرير" في برنامج مطور كما عرضت القناة عليه ذلك، وبهذا لا ينقطع عن جمهوره ولا عن قضاياه التي يطرحها بقوة وصراحة وشجاعة أحيانًا تكون صادمة لمن يتناولهم، وبطبيعة الحال صادمة لمن يحبون من يتناولهم، وغالب من يتناولهم من "التي والتُّيا".. ومن أراد معرفة "التي والتُّيا" يذهب ليبحث بنفسه وسوف يعرفهما ويفهم مابين السطور. الحكم بالرغم من أنه قضائي إلا أنه غير منطقي، ولم نر حكمًا بهذه الحبكة أو قل "الخنقة" التي تخنق خالد خنقًا وتمنعه من الظهور منعًا ثم يأتي "فوق البيعة" أيضًا منعه من "المداخلات الهاتفية".. والجملة الأخيرة هذه غريبة لم يذيل بها حكم قضائي من قبل، وقد منع توفيق عكاشة وأغلقت قناته "الفراعين" بعد اعتراضات شديدة من الناس والإعلاميين، باعتباره ارتكب فحشًا في القول واستعداء على رئيس الدولة، بعد أن سبه علانية وهدد بقتله وحل دمه، في صورة تهز هيبة الدولة كلها، وهو لم يكمل المائة يوم الأولى، ومع ذلك لم يذيل الحكم بهذه الجملة "مع منعه من المداخلات الهاتفية"، بل ظهر عكاشة في مؤتمرات صحفية مسموعة ومرئية وقال وعاد وأوضح واعترض، وملأ الدنيا تصريحات وتوضيحات، وقد كفلته رأفة الرئيس هو وغيره حينما أصدر قراره بمنع الحبس الاحتياطي للإعلاميين، ولم يعامله بأن أمر أحدًا بالقبض عليه أو اعتقاله كما كان يفعل السلف "غير الصالح" من الرؤساء السابقين لمرسي مع الشخصيات الكبيرة من سياسيين وإعلاميين ومتدينين وأصحاب أحزاب ومعترضين وأحيانًا برءاء لا ذنب لهم في شيء. هل كانت محاولات إقصاء خالد عبد الله عن الجمهور وإسكاته إقصاء وإسكات لكلمة الحق التي كان يتميز بها باعتباره أنه "كان يقول للأعور أنت أعور في عينه"، وهذا هو الهدف الكبير من الحكاية؛ حتى يجبن كل من في فمه حق صريح يريد أن يقوله؟ وهل كان الحكم المحكم والمفصل على خالد عبد الله صدر"لحاجة في نفس يعقوب" وفرصة لكل المناوئين للحق المر أن يستعدوا القضاء على أصحاب هذا الحق، ويكون الحكم القضائي هو المتكأ الذي يتكئ عليه أمثال هؤلاء، بعد أن رأوا أن الأحكام ضد الإسلاميين على وجه الخصوص تأخذ مجرى يتماشى مع أهوائهم وأهدافهم المعلنة والخفية؟ إلى الذين يصرخون ليل نهار وقد صدعوا رؤوسنا بالحرية الإعلامية والديمقراطية النزيهة للساحة الإعلامية: أين أصواتكم العالية من محاولة إقصاء خالد عبد الله الآن؟ وأين نهيق البعض ليل نهار لما أوقف بعض الناشطين الإعلاميين والسياسيين الذين كانوا لا يراعون في الرئيس ولا أبناء الشعب" إلَّا ولا ذمة"، ولا يحترمون فيه ولا فيهم الحرية الحقيقية، وهم يتهمون ويشتمون ويتقولون ويدعون أحيانًا بالباطل ما يصورونه للناس حقًا صريحًا لا جدال فيه؟! أريد أن أسمع كلمة حق منكم في خالد عبد الله وإن كرهتموه شكلاً أو مضمونًا.. لكن من حقي وحقه وحق الشعب أن تنصروا الساحة الإعلامية والحرية الإعلامية ممثلة الآن في صورة خالد عبد الله. الذي يعتبر حاله الآن كما قال القائل: "ألقاه في اليم مكتوفًا وقال له / إياك إياك أن تبتل بالماء"! ***************** ◄◄آخر كبسولة ◄مارست شعوب كثيرة أصنافًا متعددة من الحج، كل على ملته، ومن أعجب أنواع الحج هو ما كان يتم في النمسا قبل قرون، واسم ذلك الحج (طواف الجبال الأربعة)، وقد كان يقتضي من الحاج أن يسير 39 كيلومترًا، ويتسلق جبل )المجدلية) الذي يبلغ ارتفاعه1100 متر، وجبل (أولريخ) البالغ ارتفاعه 1025 مترًا، وجبل (لورنتيسي) البالغ علوه 960 مترًا، وجبل (فايت) البالغ ارتفاعه 1175 مترًا، ثم حضور القداس على قمة كل جبل، كل ذلك في فترة لا تتجاوز 24 ساعة تبدأ من منتصف ليل كل ثالث أحد يلي عيد الفصح. = من مقالة لمشعل السديري في "الشرق الأوسط" وأنا أردد معه: الحمد لله على نعمة الإسلام. ونبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) في حجة الوداع ما كان يستفتيه ويسأله سائل إلا ويسر له السبيل قائلاً: "افعل ولا حرج". دمتم بحب [email protected]