من شدة البلاء أن يكثر أعداؤك ومن فرط الشدة أن يكون أعداؤك هم ممن أولى أن يقفوا بجوارك فى هذه الظروف ومن تعاظم البلاء أن يكون أعداؤك ممن هم من بنى وطنك ومن نفس عقيدتك هذا هو البلاء بل والكرب العظيم الذى يمكن أن يواجهه أى بشر فى حالتنا تلك هناك بلاء وابتلاء وكى يتحقق هذا البلاء أو الابتلاء لابد من وجود طرفيه المبتلى والمبتلى به فالمبتلى هنا هو الرئيس والشعب والوطن والدين أيضًا والمبتلى به هم أناس من هذا الشعب ونفس الوطن والدين ولكنها الفتنة من ناحية والعجلة من الناحية الأخرى. فبعد الثورة المجيدة وما حدث ومازال يحدث فيها والتفاصيل معروفة للكافة حتى كدنا نصل إلى الفصل الأخير وهو بداية الانطلاق الحقيقى نحو التنمية التى حرمنا منها قهرًا أو جبرًا على أيدى أناس من بنى جلدتنا ولكنهم لم يعملوا يومًا لمصلحة الوطن أو الشعب حتى وصلنا إلى ما نحن عليه ولولا عناية الله لحدث انهيار كامل فى مصر ولكن الله غالب على أمره ويعلم حال كثيرين من هذا الوطن صابرون محتسبون لا يبغون من الدنيا شيئًا ومن ثم لطف الله بمصر وشعبها ولم يحدث الانهيار كما كان يتمنى البعض أو الفوضى التى خطط لها البعض بل وهدد بها أيضًا أو القتال بين الناس كما أرادت قوى الشر على وجه الأرض وهذا يدعو للعجب والتأمل فى حال هذا الشعب الذى لا يقتل بعضه بعضًا من أجل عرض زائل أو سلطة زائفة هى للزوال أقرب منها إلى البقاء مهما طال الأمد. وتعجب الحاقدون والمتربصون والعملاء والسماسرة التى تمثل القلة صاحبة الصوت العالى من هذا الشعب وعظمته حتى وإن اختلف فى الديانات أو الأيديولوجيات غير الموجودة أصلا على أرض الواقع اللهم إلا قلة قليلة أفل نجمها حتى فى بلادها الأصلية، فنحن المصريين لم نتقاتل أبدًا على مر العصور لأننا مختلفون أيديولوجيًا أو فكريًا أو عقائديًا ولم نقتل بعضنا بعضًا على أوهام أو سلطة وتلك هى عبقرية الشعب المصرى على مر الزمان اللهم إلا حوادث فردية تحدث هنا أو هناك سواء فى الجنوب أو الشمال وكلها حوادث أساسها الجهل والعنجهية القبلية والقبليات القديمة البالية من العهود السابقة ولو حاولت الأنظمة السابقة أن تطبق القانون والعدل على الجميع لما كان هناك أى أثر لتلك القبليات. وبعد القرارات التى اتخذها الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية منذ توليه السلطة وهى قرارات كلها لصالح الوطن والمواطن، صحيح أن المواطنين الفقراء والمهمشين والذين ليس لديهم عمل أو دخل ثابت لم يستفيدوا إلى الآن من الثورة بالقدر الذى كانوا يتوقعونه باستثناء حريتهم، ولكن فى تصورى أن الرئيس د. محمد مرسى لديه خطة حاسمة وثورية لحل مشاكل هؤلاء من عيش حرية عدالة اجتماعية، وإن كان الإعلام لا يتحدث عنها ولا أدرى ماذا يفعل وزير الإعلام الإخوانى حتى أن الإعلام الرسمى يهاجم ليل نهار الرئيس ولا يتحدث عن إنجازاته أو أىِ شىء مما فعله الرئيس لدرجة أن الرجل يبدو وكأنه لم يفعل شيئًا منذ توليه السلطة اللهم إلا التركيز على سفرياته الخارجية، والذى يتخذ منها مفلسو الإعلام والمتنخبين ومَن ليس لديه عمل سوى التنقل فى الفضائيات التى تمول من دم الشعب لهدم وتشويه أى إنجاز أو خطوة إلى الأمام وما يحدث فى الدستور خير شاهد الآن، لذلك على الرئيس محمد مرسى أن لا يلتفت إلى هؤلاء وأن ينظر إلى الشباب والفقراء فهؤلاء هم وقود الثورة الحقيقيون الذين دفعوا ثمناً غالياً من أرواحهم وحياتهم لإنجاح هذه الثورة. يا سيادة الرئيس هذه نصيحة مخلصة من مواطن لا يهمه شىء ولا يبغى من غير الله شيئًا عليك بالفقراء والشباب، فهؤلاء هم سندك الحقيقيون فى السراء والضراء بعد الله سبحانه وتعالى، عليك بالفقراء قبل كل شيء آخر حتى يبارك الله لكم أعمالكم، رد المظالم إلى أهلها أنتم تركتم الفاسدين يخرجون من السجون واحدًا تلو الآخر وهم يتآمرون عليك وعلى البلد كله وتركتم الشباب والفقراء ضائعين لم تقدموا لهم ما يشفى صدورهم بعد فلا المصابين أخذوا حقوقهم ولا الشهداء منهم حوكم فيهم أحد، نعلم جيدًا أن القوانين التى يحاكمون بها فاسدة ولن تدين أحدًا ولكن نحن فى ثورة لم تكتمل بعد وما يحدث من محاكمات صورية ليس بها أدلة غير أدلة البراءة لن تجدى مع هؤلاء نفعًا ولكنها ستجلب عليكم الضرر أكثر من النفع، لقد وعدتمونا بالقصاص وإصلاح أحوال البلاد وإصلاح القضاء وللآن لم نر شيئًا ملموسًا على أرض الواقع، بل تركتم كل من يشتمكم يسب شخصكم الكريم وتركتم كل من يريد أن يتطاول عليكم حتى على أفراد أسرتكم كذباً وزوراً أن يقول ما يشاء حتى أن شعبيتكم تتآكل يومًا بعد يوم بفعل هذه الأكاذيب والافتراءات، ولا تنسى سيدى الرئيس أن هنا قولاً مأثوراً أو أظنه حكمة تقول "من أمن العقوبة أساء الأدب"، والله الموفق والمستعان. [email protected]