بعض النخبة أو المنخبين أو ممن ينخبون أنفسهم تطاولا وتعاليا على الشعب المصرى، بدأوا الأسبوع قبل الماضى فى الصياح والعويل لأن السيد رئيس الجمهورية، أراد أن يصحح بعض القرارات ويستعيد صلاحياته المفقودة بفعل فاعل، وهذا لم يعجب مسلوبى الإرادة من عبدة المال وعباد السلطان فى كل العصور وعملاء الداخل والخارج الذين يشبهون الزنبرك لا تستطيع أن تحدد فى أى اتجاه يقف، وانبرى كل منهم يصرخ ويتوسل إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأن ينقلبوا على الشرعية والديمقراطية، التى كثيرًا ما صدعوا رؤوسنا تشدقا بها، ووصل الأمر إلى صفاقة البعض ومطالبتهم المجلس الأعلى بالقبض على السيد الرئيس، حتى أن أحد أعضاء مجلس الشعب بدأ غير متزن موتور مهرتل ويقول إنه سيحبس السيد الرئيس وتوالت البلاغات والقضايا على السيد الرئيس ظنًا من هؤلاء السفهاء بأنهم بهذا سيعيقونه ويقفون حجر عثرة فى طريقه وطريق تقدم البلد والوطن إلى الأمام، ولم يشف غليلهم وحقدهم على الرئيس نفسه إلا بعد أن صدر من مكتب الرئيس بيانًا يؤكد فيه على أن رئيس الجمهورية يحترم أحكام القضاء، ونسى هؤلاء أن المجلس الأعلى لا يستطيع الانقلاب على الشرعية، ولا على شعبه لأن لديهم ما يمنعهم من فعل القرون الوسطى هذا ولن ينزلق أعضاء المجلس الأعلى إلى مثل هذه الصغائر أو التفاهات القديمة، فالأقوياء لا يفعلون فعل الصغار إلا فى الغابات.. أما القضاة، الذين بيدهم الأمر لا نملك إلا أن نقول لهم أنتم خلفاء الله فى الأرض لإقامة العدل والحق، فإما أن تكونوا لها وإما حسابكم على الله الذى لا يضيع عنده شىء، ولكم العبرة والعظة فى شيوخ القضاة السابقين، الذين وقفوا ضد الطغاة على مر العصور، ولا تنسوا أن إرادة الشعب فوق كل الإرادات من بعد إرادة الله. ونقول لهؤلاء العبيد مهما علا شأنهم ومكانتهم الوظيفية أو العلمية بأنكم ولدتم أقزام وستظلون كذلك لأن الرجال لا تصنع فى أحضان السلطة المستبدة فإن ظننتم أنفسكم بأنكم رجال فأنتم واهمون فمعظمكم أثناء الثورة ركبوا الموجة وأضحوا ثوارًا بل من قادة الثورة ولعنتم سيدكم وانقلبتم عليه وكم هاجمتم المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى كل شىء وكل مناسبة، ولأن الشعب المصرى زكى بالفطرة يستطيع أن يميز بين من معه، ومن ضده لفظكم، ولم يثق فيكم قط وفى أول محطة، وبعد أن اختار الشعب رئيسًا ليس على هوى الكثير منكم لأنكم تريدون رئيسًا يترككم، كما أنتم بكل الامتيازات إلى حصلتم عليها ظلما وزورا ومنكم من حصل عليها فى صورة هبات أو منح أو امتيازات وتوكيلات أو مناصب لكم ولأولادكم وزوجاتكم، وبالتالى تخافون على تغيير النظام وتريدون أن يظل الوضع على ما هو عليه حتى ولو كان فى ذلك هلاك أكثر من 80 مليون مواطن مصرى المهم أن تحيوا أنتم بهوات وباشوات، كما كنتم تظنون أنفسكم كذلك فى الماضى، ورغم تأكدى من أنكم كنتم تعرفون حق المعرفة بأنكم عبيد وأدوات يستخدمها النظام السابق فى جلد من يجرؤ على الامتعاض أو الاعتراض على أفعال أسيادكم. فمقالاتكم وأحاديثكم مكتوبة ومسجلة عليكم بالصوت والصورة، وأقسم أنى شاهدت بعض منافقيكم تحولوا ثلاث مرات فى خلال 24 ساعة أثناء الثورة وبكوا وانتحبوا على المخلوع ولما تأدوا من أنه لا مناص من إرادة الشعب أيقنوا بأن سيدهم سقط بغير رجعة فذهب بعضهم فى اليوم التالى ليقدم البلاغات إلى النائب العام، وبالمستندات، كما ذكر بنفسه، وكأن هناك من كان يحركه متى يبكى ومن يؤيد وكيف يزوده بالمستندات التى جعلته بطلا ثوريا بعد أن كان معلومًا لدى الكثير ممن يعرفونه أنه وطنى جدًا متى سمحت الظروف بذلك وثورى جدًا فى حال تطلب الأمر لك، وهذا الرجل أظنه منافق حتى النحاع عندما يتطلب الأمر ذلك، واستمر على هذه الحال يتقلب بين هذا وذاك حتى تأكد للشعب المصرى كله أنه عميل سابق لأمن الدولة وعميل حالى لمن هو فى المقدمة أو من بيده السلطة بالفعل. اتقوا الله يرحمكم فالشعب الذى تضللونه بالكذب والافتراءات صباح مساء هو الذى أعطاكم ما أنتم فيه مما تظنونه عن جهل أو حماقة أنه عز لكم ولكنه السحت ودم الغلابة والفقراء الذين يسكنون المقابر والعشوائيات وأكواخ الصفيح ومن ليس لديهم قوت يومهم والعمال والفلاحين هم من سمحوا لكم رغما عنهم وأعطوكم كل هذا قهرا وقسرا حتى تنعموا أنتم وتلبسوا الكرافت وتضعوا أفخم العطور وتنحنوا لتقبلوا أيدى أسيادكم فى الصباح وتركعوا لتلعقوا أحذيتهم فى المساء وتملأوا بطونكم وأولادكم حرامًا، وهم يعانون البؤس والشقاء والمرض والجهل، هل تظنون أن هؤلاء الذين انتهكت آدميته وامتهنت كرامته سيسامحونكم، وإن سامحوكم لطيبتهم هل تظنون أن الله سيسامحكم، الله لا يسامح أبدا عبيد الطاغوت، الله لن يسامح مصاصى الدماء، الله يسامح فى كل شىء إلا حق المظلومين، أفيقوا قبل فوات الأوان، ارجعوا إلى ربكم عسى أن يرحمكم، التاريخ لن ينسى أفعالكم المشينة، سيذكركم التاريخ بأسمائكم وسيكتب عليكم أن هؤلاء كانوا منافقين كاذبين ولا خلاق لهم، لا غفر الله لكم وليرحم الله ويغفر لأبناء هذا الشعب المنكوب بكم، والذين ضللوا من أفعالكم اللهم آمين. [email protected]