فى كل عصر ومصر يوجد تنوع طبقى وفكرى ومن البديهى أن يكون هناك تنافس وحالة من الشد والجذب بين مختلف طبقات المجتمع وكذا الأفكارالتى يعتقدها كل مجموعات المجتمع. وعلى قدر تنوع تلك الأفكار, في إطار من الاحترام المتبادل وعلى أرضية الانتماء, واحترام رأى الأغلبية, تقاس ديمقراطية الشعوب وتقدمها. وفي مصرنا الحبيبة هناك طبقة تسمى *النخبة* تلك النخبة فى معظمها تحمل فكرًا ليبراليًا ويساريًا, لا يتجاوز هذا الفكر صفحات الجرائد واستديوهات الفضائيات إلى الحواري والأزقة ولا إلى منطقة اهتمامات وشكاوى المواطن الكادح التي وصل إليها, وبكل قوة, التيارالإسلامي وتناغم وتعامل معها. وهؤلاء أضحوا لا يحسنون شيئًا إلا مهاجمة التيار الإسلامي وتشويه كل ما يقوم به من إيجابيات فعلية كانت أو قولية. ويتلاقون في هذا مع أركان النظام البائد قبل الثورة ومع أركان الثورة المضادة من فلول الحزب الوطني المنحل, وأباطرة المال الحرام وفاسدي الجهاز البيروقراطي في الدولة, بعد الثورة. والغريب أن بعض هؤلاء كانوا ينتمون ويقودون أحزابًا في شكلها معارضة لنظام مبارك ولكن حقيقتها أنها النظام نفسه لترتسم صورة الديمقراطية المزعومة, ويستمر هؤلاء بعد الثورة فى اختبائهم وتنكرهم في ذات الأحزاب بل ويلجاؤن إلى تكوين أحزاب جديدة وائتلافات حزبية. وصلت صراحة بعضهم, أنها لمواجهة التيار الإسلامي. لا مانع تمامًا من تكوين الأحزاب والائتلافات طالما كانت على أرضية المنافسة الشريفة ومن أجل العمل على كل المحاور الجغرافية والمجتمعية. لكن أن يعارض هولاء جميعًا كل ما يقوم به الرئيس محمد مرسي وحكومته برئاسة الدكتور هشام قنديل على طول الخط وينصبون بارات النوح والعويل من أول الليل إلى آخره على مختلف القنوات وينشرون حبرهم الأسود الذى كتبوه بقلم الحقد والغيرة على كل الأوراق, متناسين تمامًا مصلحة البلاد ضاربين بهموم المواطن عرض الحائط, هذا هو المستهجن والممنوع. ولقد جاوز الحقد وجنون العظمة مداه حتى وصل إلى حد مطالبة بعضهم بانتخابات رئاسية عقب إقرار الدستور الجديد. والأعجب من كل هذا, أنهم دومًا يدّعون أنهم يتكلمون باسم الشعب لا بأسمهم وكأنهم أوصياء على الشعب الذى قال كلمته فى كل الاستفتاءات والانتخابات التى أجريت بعد الثورة وانحاز فيها جميعًا إلى المشروع الإسلامي وتياره. اتفهم تمامًا خوف هولاء وداعميهم من حالة الهدوء والاستقرار والتى حتمًا معها ستفتح ملفات الفساد دافعة ببعضهم إلى السجون وملقية بآخرين منهم من فوق كراسي الشهرة والحضور الإعلامي إلى غيابات النسيان والتجاهل. أولى بهولاء أن يعلموا أن كل محاولات إفشال الثورة وإعادة إنتاج النظام القديم قد أصبحت من الماضى والمستحيل, وأن الحل الوحيد لمنافسة التيار الإسلامي هو العمل الجاد والنزول إلى المواطن البسيط وأن استسهال جلد الإخوان وتشويهم للأخذ من كعكة الأصوات ليس هو الحل. ببساطة لأن المواطن المصري, ورغم كل ما مورس معه من تجريف وتشويه لفكره, إلا أنه قادر على الفرز وتمييز الغث والسمين. وأنه لا بديل من الاندماج والتعامل مع الواقع الجديد بكل احترام وواقعية. أيتها النخبة.. أرجوكم لا تتحدثوا باسمى, فقط اعملوا, ودعونى وحدى أختار عبر صندوق نزيه, وعبره فقط أعبر عن رأي, ويجب عليكم وعلى غيركم احترام رأيي وعدم تشويهه, فأنا لم ولن آخذ زيتًا ولا سكرًا كما تكذبون وأنتم تعلمون أنكم تكذبون وأنا وباقي شعبي الحبيب نعلم أنكم تكذبون. كتبه