امتنع عدد من القوى الإسلامية عن تهنئة البابا تواضروس الثانى بفوزه بمنصب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حيث رفضت الجماعة الإسلامية والجهاد تقديم التهنئة بشكل واضح مطالبة البابا الجديد بضرورة الابتعاد بالكنيسة عن السياسة وإلباسها حلة وطنية بعيدا عن الطابع الطائفى الذى سيطر عليها طوال العقود الماضية فيما وضعت الجبهة السلفية شروطا لهذه التهنئة وفضل حزب النور العودة لقياداته قبل اتخاذ أى موقف. وقال الدكتور صفوت عبدالغنى عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية إن مسألة تهنئة البابا أمر غير وارد على أجندة الجماعة غير أننا نطالب البابا الجديد بأن يعمل عاى إعادة الكنيسة إلى المحراب الوطنى والبعد عن الممارسات الطائفية والصراعات السياسية التى ورطها فيها البابا السابق. وشدد الدكتور عبدالغنى على أهمية تفعيل دور الكنيسة فى تكريس الوحدة الوطنية والتوافق داخل المجتمع والاهتمام بدورها الروحى بدلا من الزج بالجماعة القبطية فى أتون السياسة والصفقات المشبوهة مع نظام مبارك، فضلا عن أهمية التواصل مع المؤسسة الدينية الرسمية والحركات الإسلامية، معتبرا البابا السابق قد دخل فى شقاق مرفوض مع الحركة الإسلامية وهو وضع نتمنى تغييره. ولفت إلى أن عددا من الشخصيات القبطية تمارس أدوارا سياسية داخل الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدنى وهو مرحب بهم ما دام الأمر يتم بعباءة وطنية وليس وفق سطوة الكنيسة الواجب عليها الابتعاد عن السياسة جملة وتفصيلا مع الإقرار التام بضرورة إيجاد حلول وطنية لعدد من المشكلات التى تعانى منها الكنيسة. فيما رفضت جماعة الجهاد تقديم أى تهنئة للكنيسة ولا البابا الجديد، معتبرا الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد بحسب الشيخ أسامة قاسم مفتى الجماعة رغم مطالبته للبابا الجديد بالعمل على دمج الأقباط فى مؤسسات المجتمع بعيدا عن الجيب الطائفى الذى عانوا منه طويلا. فيما وضعت الجبهة السلفية شروطا أمام تقديم تهنئة للبابا الجديد وفى مقدمتها تقديم ضمانات تؤكد أن دورها القادم سيعمل لمصلحة البلاد، وأنهم شركاء للوطن، وأنهم ليسوا دولة داخل الدولة بحسب تأكيد الدكتور هشام كمال المتحدث الرسمى باسم الجبهة. وتابع: على البابا الجديد أن يقدم هذه الضمانات التى تتمثل فى أن يعيد الكنسية إلى دورها الحقيقى، بعد أن خرجت عنه، وأصبحت تقوم بدور سياسى، والذى يعد مخالفا لتعليمها. وطالب بضرورة أن تكف الكنيسة خلال ولاية البابا الجديد عن مساعيها بتفزيع الأقباط من الإسلاميين، ليكونوا تكتلا تستغله الكنسية فى مواجهة الدولة، أو لكسب مكاسب سياسية من الدولة، كما طالبه بكف الكنسية عن محاولة التدخل فى حرية العقيدة والوقوف أمام إسلام المسحيين. وبدوره، أكد نادر بكار المتحدث الإعلامى باسم حزب النور أنه سيراجع قيادات الحزب بشأن إصدار بيان حول موقف الحزب من تهنئة البابا الجديد للكنيسة. يذكر أن جماعة الإخوان وحزبها الحرية والعدالة قد وجها التهنئة للبابا تواضروس باختياره البطريرك 118 للأقباط الأرثوذكس.