لست مع الذين يطالبون باعطاء فرصة لعماد سليمان، فالحقيقة أن الرجل مجتهد لكن امكانياته لن تسعف فريق بطولات مثل الاسماعيلي يحتاج إلى مدرب قدير يستطيع قيادته في المنافسات المحلية والاقليمية. إننا لا نقلل من إمكانيات عماد، فأمامه الفرصة ليطور أداءه ويكتسب الكثير من الدراسات التدريبية، لكن الاسماعيلي ليس حقلا للتجارب، إضافة إلى أن معظم لاعبيه من صغار السن ويحتاجون إلى مدير فني خبير يوجههم ويرسم لها حركتهم على المستطيل الأخضر. إننا نتذكر عندما اطيح قبل بداية الدوري العام بالمدرب الألماني الذي قاد الاسماعيلي في فترة الاعداد، كان السبب هزيمة الفريق في مباراة ودية، وقلة طموح ذلك المدرب الذي أعلن في تصريحات علنية أنه لا يعد بأية بطولة للاسماعيلي. لقد كلف مجلس الادارة مساعده عماد سليمان بأن يقود الفريق إلى أن يتم تعيين بمدير فني جديد، لكن الأمور تغيرت، وأغرت الانتصارات التي أحرزها الدراويش في المباريات الثلاث الأولى من الدوري العام، القائمية على الأمر بتصعيده من مدرب عام إلى مدير فني! وفي رأيي أن منحتى الاسماعيلي في هبوط برغم فوزه في هذه المباريات التي اقيمت في الاسماعيلية، فمستوى اللياقة البدنية تدنى إلى أقل مستوياته منذ عرفنا كرة الدراويش، وهناك أمور لا نعلم عنها الشئ الكثير، وتحتاج إلى مدرب صعب المراس وحاسم وقوي الشخصية ليحسمها مع اللاعبين. معلوماتنا أن اللاعبين يسهرون بما يتنافى مع عقود احترافهم مع النادي، وأن المعسكر الذي أقيم في الاسكندرية استعدادا لمباراتهم مع المقاولون العرب على استاد "المكس" شهد بعض التجاوزات التي لم تجد حسما من عماد، فهو مدرب طيب عف اللسان، منطو على نفسه، ويظهر ذلك من طريقة جلوسه أثناء إدارته لمباريات فريقه! وهذه الصفات لا تنفع لتوجيه اللاعبين المصريين الذين يحتاجون الى العصا أكثر من الجزرة، يحتاجون للطريقة التي كان يتعامل بها الراحل شحتة عندما كان مديرا فنيا للاسماعيلي، ولطريقة أنور سلامة وفاروق جعفر. ولا أعرف إلى متى سيظل مجلس ادارة الاسماعيلي صامتا على مستوى الجهاز الفني محدود الخبرة الذي يقود فريقهم، وما ذنب جمهور الاسماعيلية الوفي والعاشق لفريقه، لكي يبكي بالدموع على مستوى فريق بدأ في الانهيار بمباراة المقاولون العرب في الاسكندرية، ولن يقوى على الوقوف على قدميه طويلا بامكانيات مدربين كانوا بالأمس فقط لاعبين! الاسماعيلي الذي كان شهيرا بأخطر الهجمات المرتدة التي تتسبب في أهداف، أصبح مقطوع النفس لا يصمد أمام الهجمات المرتدة لخصومه، وتفلت شباكه من أهداف محققة ببركة دعاء الوالدين! لقد قال العميد محمد عبد العظيم نائب رئيس النادي إنهم لن يحاسبون الجهاز الفني الحالي بالقطعة.. وأنا أرى أنه ليس حسابا أن يدعموا عماد بمدرب كبير، ويوجد مثل هؤلاء في مصر سواء كانوا من مدربي الأهلي أو الزمالك، بل إنني أرى ان ابن الاسماعيلي الكابتن اسماعيل حفني قادر على القيام بهذه المسئولية وقد سبق له أن تولى منصب المدير الفني في القلعة الصفراء. هناك أيضا انوس وهو مدرب كبير سابق للاسماعيلي. وكنت قد نصحت بالاستعانة بمحمد صلاح الذي تولى تدريب الزمالك لمدة 24 ساعة فقط إلى أن فوجئ بتعاقد مرتضى منصور مع فاروق جعفر!.. لكن الوقت فات وذهب صلاح لاسمنت السويس، وفي رأيي أنه من أفضل المدربين المصريين، بل يتفوق على الجميع في قدرته على اكساب الفريق الذي يدربه ميزة خط الدفاع الحصين وهو ما يحتاجه الاسماعيلي، فمشكلته في خط دفاعه الذي يفقد اتزانه تماما أمام أي هجوم معاكس! الوقت لا يتحمل التأخير، فنرجو من القائمين على الاسماعيلي انقاذ الفريق، وعليهم أن يراقبوا اللاعبين جيدا، فمعلوماتنا تقول إن لاعبين مؤثرين في الفريق أدمنوا السهر، وأن عماد سليمان للأسف الشديد ليس من القوة بحيث يتعامل معهم بحزم!