حثت صحيفة (الجارديان) البريطانية اليوم الإثنين البيت الأبيض على تغيير نهجه السياسي تجاه التعامل مع ملف الأزمة السورية..مشيرة إلى أن اتخاذه شكلا واحدا من أشكال الدعم تجاه المعارضة السورية المسلحة قد يكبد الشعب السوري سنوات من إراقة الدماء..وشددت على أن وقف إطلاق النار الدائم هو بمثابة "الأمل الوحيد" الباقي لسوريا. وأشارت الصحيفة البريطانية - في سياق مقال أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين - إلى أن وقف إطلاق النار في سوريا ولمدة أربعة أيام الذي دخل حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضية يعد بمثابة أول الأخبار الجيدة التي تشهدها سوريا منذ عدة أشهر، والذي جاء بناء على مبادرة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية المشترك الأخضر الإبراهيمي، وحظى بالقبول من جانب حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وكذلك العديد من قادة المعارضة..لافتة إلى أنه بالرغم من حدوث عدة انتهاكات أثناء هذه الفترة، إلا أنه كان هناك انخفاض طفيف في النشاط العسكري بصورة عامة. ونسبت الصحيفة إلى هيثم المناع رئيس هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة السورية الموجود في باريس اعتقاده هو ونحو 25 قائدا سابقا من قادة المعارضة في سوريا قوله "إن أفضل السبل للاطاحة بنظام الأسد يتمثل في وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية تتيح إجراء تحول ديمقراطي يتم من خلاله إجراء إصلاحات هيكلية في مؤسسات الدولة، وليس تدميرها". وقالت الصحيفة "فالمناع ورفاقه يدينون استخدام الحكومة العشوائي للقوة الجوية في المناطق السكنية، ولكنهم مدركون لمدى تزايد حدة الانتقادات بين المدنيين تجاه التكتيكات التي تستخدمها المعارضة"..مشيرة إلى أن المناع زعم ظهور علامات من التعب والإرهاق بين المعارضة المسلحة. واعتبر هيثم المناع رئيس هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي ورفاقه - حسبما أبرزت صحيفة (الجارديان) البريطانية - أن التدخل الدبلوماسي هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية، حيث يتعين على روسيا وأمريكا التوصل إلى اتفاق لوقف إمدادات الأسلحة والضغط على كل جانب لوقف إطلاق نار دائم..مضيفة أنه سيعقب ذلك من خلال المفاوضات بين الطرفين السوريين وكذلك المحادثات بين جيران سوريا لضمان ألا تقوض أية قوة خارجية التحول إلى النظام الجديد، وهو ما وصفته الصحيفة بالأمر المضني. ورأت الصحيفة أنه بمجرد الانتهاء من إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، ستحتاج واشنطن إلى تغيير سياستها المتبعة تجاه سوريا، نظرا لأن استمرارها في هذه السياسة السلبية من شأنه أن يكبد الشعب السوري شهور بل وأعوام من إراقة الدماء. وأكدت الصحيفة أن إجراء تدخل في سوريا على غرار التدخل الليبي قد يكون بمثابة أسوأ تصعيد لهذه الأزمة المتفاقمة، مشيرة إلى أنه يبدو من الأفضل استبعاد استراتيجية كل من الرئيس الديمقراطي باراك أوباما وغريمه الجمهوري ميت رومني "الفاشلة" التي اتبعاها في المناظرة التلفزيونية الثالثة والأخيرة، والبدء في العمل مع روسيا والإبراهيمي بشأن التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في سوريا. وشددت (الجارديان) على ضرورة أن ينحي أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلافاتهما مهما كانت جانبا، وأن يبدءا بالعمل سويا بشأن التوصل إلى حل من شأنه أن ينهي هذه الأزمة الطاحنة عوضا عن الاستفزاز المتبادل بين البيت الأبيض والكرملين.