هل هناك علاقة غير تلك التي نلحظها بشكل مباشر بين الأمهات وأطفالهن فيما يختص بإصابتهم ببعض الأمراض دون غيرها كالسمنة على سبيل المثال؟ دراسة صدرت مؤخرا تشير إلى أن طبيعة العلاقة بين الطفل وأمه قد تؤثر في إمكانية إصابته بالسمنة حينما يصل إلى مرحلة البلوغ. ونشرت الدراسة في دورية "طب الأطفال" بحسب مصادر إعلامية أن نوعية العلاقة بين الأم وأطفالها قد تحدد الشكل الذي سيبدو عليه الأبناء عند المراهقة. ونظر الباحثون في جامعة "أوهايو" في بيانات 977 طفلاً من ولايات أمريكية متعددة، تؤكد تلك المستندات خصائص العلاقة بين الأمهات وأطفالهن الرضع، فوجدوا أن ضعف الراوبط العاطفية بينهما، يزيد من مخاطر إصابة الطفل بالسمنة حال وصوله سن 15 عاماً. كما لاحظ العلماء أن هذه الدراسة تؤكد على نتائج بحثية سابقة تم إجراؤه من قبل، وأظهر أن الأطفال الذين يفتقدون للعلاقة العاطفية مع أهلهم يعانون خطراً زائداً للإصابة بالسمنة في سنهم المبكرة. وأشار الباحثون إلى أنه بدلا من إلقاء اللوم على الأم حين إصابة طفلها بالسمنة، ينبغي بذل الجهود لتحسين الإستراتيجيات الهادفة لجعل العلاقات بين الأم وطفلها أفضل، وليس فقط التركيز على عاداته الغذائية وممارسته الرياضة. وصرحت سارة أندرسون التي قادت فريق البحث قائلة: "من المحتمل التأثير على البدانة في مرحلة الطفولة من خلال التدخلات بمحاولة تحسين الروابط العاطفية بين الأمهات والأطفال بدلا من التركيز على نمط الأطفال الغذائي ونشاطاتهم." وذكر فريق البحث أن نتائج الدراستين تظهران المناطق الدماغية التي تتحكم بالمشاعر والضغط النفسي بجانب الشهية وتوازن الطاقة في الجسم، تعمل معاً للتأثير في ترجيح إصابة الطفل بالسمنة.