Sa3d عبر سلسلة متتالية من القراءات المتتالية لسنن وقوانين البناء القيمى فى القرآن الكريم وبعض التجارب النهضوية المعاصرة فى مقدمتها اليابان وماليزيا وإيران وتركيا، خلصت للعديد من النتائج والتوصيات أوجز أهمها فيما يلى.. 1 ضرورة العمل وفق منهاج ومفهوم منظومة القيم المحددة والمهدفة لتحقيق أهداف خاصة بإنتاج موارد بشرية ذات صفات وخصائص معينة مميزة، يتم توظيفها لتحقيق أهداف كبرى مرتبطة ب: المرحلة التى يمر بها المجتمع والأمة (تأسيس، بناء وتطوير، إصلاح، محافظة على القوة ....الخ). المرحلة العمرية للإنسان (مراحل التعليم المختلفة ) نوع الإنسان كرجل وامرأة وما بينهما من تباين فى الخصائص والمهام ومن ثم قيم خاصة بكل منهم تتعدى القيم العامة المشتركة لكلا النوعين. الأهداف الخاصة للمؤسسة والمجتمع والمرتبطة بطبيعة عمله ورؤيته ورسالته وإستراتيجيته فى العمل. 2 التعاطى الإيجابى مع القيم الإنسانية السائدة لا الصراع معها، من خلال مفهومين الأول: الوعى المستمر بالمشروعات المقابلة والمعنية بهدم وإحلال قيم معينة بدلاً من القيم القرآنية من خلال ما تمارسه من سياسات تشويه وتفكيك وتغييب وإحلال للقيم القرآنية، ووضع سياسات محددة للتعاطى معها والحد من خطورتها، مع توفير ضمانات تنفيذ واستمرار ونجاح مشروعنا القيمى الجديد. الثانى: استثمار الإيجابى منها وتعزيزه وتوثيقه وتوجيه بوصلته إلى رب العالمين واليوم الآخر، وتقديم البديل القرآنى العملى للقيم السلبية السائدة. (الإجابة العملية المؤسسة لها على قواعد علمية ومنطقية) على قاعدة ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق / خيركم فى الجاهلية خيركم فى الإسلام إن فقهوا). الوعى الدقيق بآلية التفاعل والحراك والتغير القيمى المستمر، المرتبط كثيرا بالتطور التكنولوجى والتغيرات العالمية، والتى تؤدى بطبيعة الخال إلى ولادة وتعزيز قيم معينة، وغياب قيم أخرى، إعادة تفكيك وتركيب البنية القيمية للمجتمعات، واستثماره فى سياق الإستراتيجية العامة للقيم. 3 الاهتمام النوعى الكبير بمحور المرأة وضرورة تناولها مستقلا وذلك لضمان تعزيز مكانة ومكاسب ومساحات ومواقع المرأة المسلمة، وحتى لا تترك مساحات فراغ لغير المتخصصين وأصحاب الأجندات المقابلة للتحرك فيها. 4 إعداد مصفوفة قيم إسلامية عالمية تجيب على مشاكل وتساؤلات الواقع العالمى المتأزم قيميا، ومواجهة وسد حالة التسيب والتشتت والفراغ القيمى العام على مستوى الإنسانية. أهم الإشكاليات التى نعانى منها فى مجال التربية على القيم، والتى أدت إلى الحد من فاعليتها وأثرها إعادة إنتاج لقيم القرآن بطريقة أفقية بمعنى الوقوف على حد جمع وتنظيم وتبويب وتسمية القيم الإيجابية التى تناولها القرآن، والقيم السلبية التى تحدث عنها القرآن. التناول النظرى المجرد ( الماهية والأهمية والسرد والتطور التاريخى وأهم القيم ودورها فى النهوض). جمود التطبيقات السلوكية للقيم ووقوفها على حد تطبيقاتها السلوكية فى العصور القديمة، مما عزز الفجوة بين هذه القيم وقدرة الأفراد على التفاعل والتعاطى معها. التعامل مع مسمى وظاهر القيم الإسلامية دون البحث فى فلسفتها ودلالتها وقيمتها. وأهداف ومقاصد كل قيمة، مما حدد واختزل من فهم حقيقة وتطبيقات هذه القيم فى العقل المسلم. النظرة الجزئية المفردة للقيم، كل قيمة على حدة دون جمعها فى سياقات كلية يمكن إسقاطها على واقع الحياة المهنى (القيم الاجتماعية / الاقتصادية / الإعلامية ... إلخ) لتلبية وإصلاح الواقع القيمى للمجتمع فى كل مجالاته النوعية والمهنية. (ملاحظة: وجدت بعض المحاولات الفردية والتى لم تتجاوز التعامل مع ظاهر القيم دول البحث فى أغوارها). التناول المحلى المحدود غير الإقليمى والعالمي المقترحات 1 التعاطى العملى مع فلسفة قيم القرآن: (أهداف ومقاصد الدين فى كل قيمة ودورها فى بناء الشخصية / المجتمع / المؤسسة الدولة / المجتمع الإنسانى)، بما يضمن صحة وجودة التطبيق السلوكى للقيمة فى كل المستويات، وتعزيز قدرة المخطط التربوى والمعلم والفرد على فتح آفاق توظيف واستثمار القيمة. 2 حتمية امتلاك إستراتيجية عامة للبناء القيمى تعد بمثابة الركيزة الأساسية للبناء القيمى للمجتمع وتشارك فيها كل مؤسسات وأجهزة الدولة ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة ببناء الإنسان. كما أنها المرجع الاساسى لأية إستراتيجيات تفصيلية لبناء القيم تتم على مستوى الوزارات والمؤسسات المختلفة داخل المجتمع. على أن تتكون هذا الإستراتيجية من جزأين متكاملين تماما: الجزء الأول: يجيب على سؤال.. ما هى منظومة القيم اللازمة للمرحلة المقبلة، وما هى آليات بنائها ومعايير قياسها وتقييمها وتناولها وظيفيا وفق اعتبارات المرحلة التى يمر بها المجتمع والأمة بصف منظومة القيم التأسيسية العامة اللازمة لكل أفراد المجتمع عامة، ومصفوفة أخرى للشرائح العمرية (المراحل التعليمية) للمجتمع، ومصفوفات نوعية على أساس رأسى بمعنى تقسيم المجتمع إلى شرائح مهنية لكل منها منظومتها الاحترافية الخاصة بها والتى تقع فى مرتبة الواجبات الدينية. الجزء الثانى: يجيب على سؤال.. كيف يمكن بناء وتعزيز والتمكين لمنظومة القيم المستهدفة فى نفوس المجتمع ضمانا لتجاوز إشكاليات المحاولات السابقة التى توقفت عند التناول النظرى الثقافى المتقادم مضمونا وخطابا. بمعنى الترجمة العملية لهذه المنظومة فى الواقع السلوكى للفرد والمؤسسة والمجتمع والدولة التحول من التناول الثقافى التوعوى إلى التناول العملى التطبيقى، من خلال وجود آلية عملية شاملة تضمن تحقيق ذلك بشريا وماديا وقانونيا وإداريا ومشروعات وبرامج عمل تفصيلية محددة على مستوى تنفيذها ومتابعتها وتقييمها وتطويرها.