بين تنزيه أنصار الإخوان لهم ورفعهم إلى منزلة الملائكة المعصومين وبين جَلد خصوم الإخوان لهم وإنزالهم منزلة الشياطين الملاعين، بين عين الرضا عن الإخوان والتي هي عن كل عيب كليلة وعين السخط على الإخوان التي تبدي المساوئ وأحيانا تخترع المساوئ- ابن الرئيس وهديته للغنوشي - تدور رحى كثير من الحرب الكلامية في إعلامنا المرئي وصحافتنا المقروءة. فهل الإخوان ملائكة فنقدسهم وننزههم عن الخطأ والعيب أم شياطين فنرجمهم ونلعنهم يقينًا وعدلاً وإنصافًا؟ إنهم ليسوا ملائكة معصومين ولا شياطين ملاعين بل هم بشر يصيبون ويخطئون فإن أصابوا فالعدل أن نقول لهم أحسنتم وإن أساءوا فالإنصاف أن يقولوا لنا أخطأنا لأن الاعتراف بالخطأ يقطع الطريق على الخصوم والمخالفين. أقول للإخوان إن النفوس الكريمة الأصيلة – وظني أنكم من أصحابها - لا تتغير بتغير الأحوال والأزمان حتى وإن وصلت إلى أعلى المناصب، وفقط أذكرهم بموقف النبي صلى الله عليه وسلم من خصومه يوم أن فتح الله عليه مكة يقول أنس رضي الله عنه: "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وذقنه على راحلته متخشعًا" فما لنا نرى من بعضكم – تصريحًا أو تلميحًا- شموخاً وزهوًا على خصومكم؟!! أقول للإخوان إن العمل الخاطئ – الخروج في جمعة كشف الحساب- لا يصح معه ادعاء الصلاح ولا تبرره النية الحسنة، والضرر يجب أن يزال ويتجنب ولو لم يقصد فاعله الإساءة، والجماهير لا تحاكمكم إلا على ظاهر أعمالكم والنوايا لا يعلمها إلا الله! أقول للإخوان لستم ملائكة ولا نريدكم ملائكة لا تخطئون بل بشر تخطئون فتعترفون فتعتذرون فتتوبون وخير الخطأين التوابون. أقول للإخوان إنكم تحملتم الأمانة وابتليتم بها وإنها لثقيلة وأمتكم تنتظر منكم الكثير والكثير فلا وقت للكلام ولا تستنزفكم الخصومات والعداوات فاقصدوا البحر وخلوا القنوات. وأقول لخصوم الإخوان مرحبًا بالخصومة الشريفة، الخصومة التي تسعى بنية صادقة للوصول للحق وتجلية الحقيقة، الخصومة التي ترتفع عن الصغائر– بدلة الرئيس وقفا الرئيس ومنجة الرئيس- ولا تلتفت إلا للكبائر، إن وجود مثل هذه الخصومة ضروري جدًا لتكتمل الصورة ويرتفع البناء. وفي المقابل فنحن ننزه خصوم الإخوان من اللدد في الخصومة والفجور فيها، وأذكرهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري: "إنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إلى اللهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ" والأَلَدُّ: الشديد العَسَفِ في خصومته. والخَصِمُ: المُولَعُ بالخصومة، الحريصُ على استمرارها وفتح أبواب لها ، ننزههم من الخصومة التي لا تتحرك إلا من منطلق هاجس المغالبة، أو هاجس الخوف على المصالح الشخصية أو اصطناع البطولات الزائفة والبحث عن الشهرة ولو على حساب القيم والمبادئ لأن مثل هذه الخصومة لا تبالي أبداً بالحقيقة ولا بمسألة وصولها إلى الناس بل إنها تعمد في كثير من الأحيان إلى تشويه الحقائق وقلب الموازين. أقول لخصوم الإخوان الشرفاء أنصفوا الإخوان نعم هم يخطئون يصيب بعضهم الغرور تأخذ بعضهم العزة بالإثم لكنهم ليسوا بشياطين ولا يمكن أن يكونوا يومًا في صفوف الشياطين. أقول لخصوم الإخوان الشرفاء إن لم تكونوا أو ترضوا أن تكونوا معاول بناء في هذا الوطن مع الإخوان فلا تكونوا معاول هدم!! [email protected]