خبر إقالة جمال عبد الرحيم رئيس تحرير جريدة " الجمهورية"، أثار لغطًا بيننا معاشر الصحفيين- فالبعض ممن يحملون كل شيء على النوايا السيئة حملوا القرار ما لم يحتمل، ولمن لا يعرف فالقرار كان بسبب ما نشرته "الجمهورية" من قرار سيتخذ بعد ساعات بمنع طنطاوي وعنان من السفر، في الوقت الذي صرح فيه رئيس تحرير الجمهورية نفسه بأنه باقٍ في منصبه وفي مكتبه ولم يتلقى قرارًا رسميًا بإقالته وكل ما هنالك أن المسألة تحقيق بشأن ما نشر وأن الزميل السيد البابلي مكلف فقط بعمل رئيس التحرير إلى أن تنتهي التحقيقات". كالعادة الصائدون فى الماء العكر حضروا "سنانيرهم" وشباكهم وعملوا من الحكاية قضية الصحافة الكبرى واتخذوا من مواقع "الإعلام الجديد"- وهو الأسرع نشرًا- وسائل نقد وردح ضد من؟ ضد "الإخوان".. واعتبروا الدولة - بجلالة قدرها- كما قال قائلهم:"عزبة إخوان" ورسموا قرودا تلطم على خدها وتخمش وجهها؛ للتدليل والتأكيد على ذلك وهي فرصة الناس تضرب الإخوان وتقول فيهم "ما قاله مالك في الخمر"، سيما وأن المتبنين للمعركة صحفيون وما أدارك ما الصحفيون الذين عرف عنهم أنهم "يعلمون من الفسيخ شربات" و"من البحر طحينة"، ولا تدهشوا فأخوكم صحفي قديم يعرف خبايا المهنة - ولا تغركم الصورة الشبابية التي تلاصق هذه الكبسولات فهي أيضًا من باب الغش الصحفي حتى أكون أمامهم شابًا في ريعان الشباب- استثني الشرفاء من الزملاء – وأعتقد أن جمال عبد الرحيم منهم- فالرجل مجتهد وأشهد أنه تقدم بالصحيفة التي أنتمي لها وتخرجت من مدرستها وأشهد أنه ديمقراطي في نهجه مع أني بعيد عنه الآن وأشهد أن حواراته كانت جيدة وفوق المستوى سواء مع وزير الإعلام أو مع الأستاذ (محمد حسنين هيكل) وغيرهما من الندوات واللقاءات والخبطات الصحفية الجيدة ولا يهمني أنه مع الإخوان أو ضدهم بقدر ما يهمني قوة طرحه وصدقه مع نفسه من أجل مصلحة البلد واحترام كل تيار فيه بما فيهم الإخوان أنفسهم. بعض الصحفيين اعتبروا خبر الإقالة - وليست بإقالة- تصيد من الشورى ممثلاً في الإخوان فشنوها حربًا ضد الإخوان وطالبوا عبد الرحيم بالصمود قائلين: اصمد يا جمال وسنواجه جميعنا جحافل الإخوان ونحمي حقوقنا المهنية والنقابية.. مهما طالت المواجهة لا يجب التراجع أو قبول حلول وسط... الحل الوحيد سحب قرار المدعو أحمد فهمي". والبعض اعتبروها معركة حطين الكبرى أو معركة القدس العظمة فحللوا الإقالة واعتبروها معركة ضد الإخوان معتبرينهم فشلوا في معركة القضاء والآن في معركة مع الصحافة ولابد أن تنتصر الصحافة وبأي شكل من الإشكال في محاولة استعداء للصحافة وللإعلام بشكل عام ليس ضد الإخوان بل ضد مؤسسة الرئاسة نفسها وقالوا وعادوا وزادوا مع أن صاحب القضية جمال عبد الرحيم نفسه نفى إقالته وأوضح الرجل ل"أخبار اليوم" القضية برمتها شارحًا الأمر واللبس الذي حدث شرحًا وافيًا.. وإن كان بدا في فضائية تليفزيونية ما أكثر تعصبًا وحماسًا وغيرة على منصبه وعلى مكانته وطاح في رئيس مجلس الإدارة متهمًا بأنه "إخواني" وأنه يقف ضد مصلحة الصحفيين والمؤسسة وقال عبد الرحيم إن هناك أزمة مالية لا يستطيع أن يحلها بالطبع لأن ليس له علاقة بالنواحي المالية.. السيد البابلي الذي كلف من قبل رئيس مجلس الشورى بأن يتولى إدارة دفة الجريدة خلفًا لعبد الرحيم ينفي عن نفسه علاقته بأي صراع في المؤسسة والشورى وقال: إن الجمهورية تتدهور وأنه لا مطمع له في المنصب ولا يسعى إليه. هل هي معركة فعلية بينه والجمهورية ولماذا والشورى اختار جمال عبد الرحيم من بين من تقدموا للمنصب أي أنه لم يغمطه حقه؟ هل لأن جمال بدأ يشوط في الإخوان "بالقوي وهو يتكئ على أنه صحيفة الشعب وليست صحيفة الإخوان ولا الرئاسة؟ هل لأن جمال كان كما قال لخيري رمضان إنهم يريدون إدارة لهم يسيرونها حسب ما يريدون؟ غير أنه لما سأله هل طلب منك ذلك نفى أن أحدًا طلب منه ذلك أو ألزمه بذلك؟ ثم -وهذه من عندي – هل لأن جمال استضاف محمد حسنين هيكل ولمعه وطلعه السماء السابعة في لقاء مصور معه وهذا ذكر الناس بدور هيكل الناصري الذي يكرهه الإخوان والشيوعيون أيضًا وكل من ذاق السجن والويل والثبور أيام عبد الناصر وكان هيكل هو البوق الإعلامي الكبير لعبد الناصر ونظامه ورسم سياسته وكانت كل ورقة تتعلق بشؤون وأمور الدولة تأتي لعبد الناصر لابد أن تذهب صورة منها لهيكل؟؟ هل تصريح عبد الرحيم ونيله من رئيس مجلس الإدارة علانية في الفضائيات كان نتيجة لإحن ومشادات سابقة تحملها رئيس التحرير الذي يعترف أن رابته ثلاثة آلاف ريال فقط وأنه يستقل المواصلات في قدومه لمقر عمله أي ليس لديه سيارة من المؤسسة تقله بسب التقهقر المالي الواضح للمؤسسة؟ لكن كل هذا لا يعطى الشورى حق إقالة عبد الرحيم بسبب نشر خبر ولو كان كاذبًا لأن لهذا علاجه ويكفي أن الجمهورية نشرت خبر التكذيب ثاني يوم في الجريدة وفي الصفحة الأولى تطييبًا لخاطر المجلس العسكري الذي استنكر الخبر الأول وأكد ضيقه من هذا كله وأعتقد أن نقابة الصحفيين هي الجهة المخولة ببحث المسألة واستشارتها -على الأقل - في مسألة العقاب اللازم في مثل هذه الحالة وللأسف النقابة لم تستشر في الأمر وهذا ما أثار حفيظتها وجعلها تعقد لقاء لبحث المسألة واتخاذ فيها ما يلزم. ****************** ◄◄ آخر كبسولة: ◄" الجارديان" البريطانية: القوى اليسارية والليبرالية كانت تتهم مرسي بالضعف ومجاراة المجلس العسكري وعندما اتخذ قراراته الأخيرة أصحبت تتهمه بالاستحواذ على السلطة في إشارة من الصحيفة إلى تناقض تلك القوى مع نفسها. =حمدين صباحي يقول في "حملة مقاطعة": "نرفض أخونة الجارديان البريطانية"!! دمتم بحب [email protected]