إيه, ثم إيهٍ إيه, كفاكم غرقًا بالتفاصيل, التفاصيل بيت الشيطان, التفاصيل أكل عيش الفضاء الراكد, وصحف البيض الفاسد, انظروا لمصر من بعيد, ابتعد قليلا, ستدرك المشهد بوضوح. هناك صراع على السلطة, المرشحون السابقون الفاشلون, لا يقبلون بالنتيجة, والإخوان يحاولون إحكام السيطرة, ثم هم يدفعون عن أنفسهم تهمة "الأخونة". والسلفيون غارقون في اختلافاتهم البسيطة أحيانًا والشخصية للأسف أحيانًا, وسوف تستمر الاختلافات, والاختلافات ستكون عرضًا لمرض, وليست إشارة صحة. الليبراليون يوهمونك أنهم واحد, هم واحد فقط إذا ما هاجموا الإخوان, ثم بأسهم بينهم شديد, قلوبهم شتى, منهم ليبراليون خلف البرادعي, ثم هؤلاء يختلفون حول ومع البرادعي, تتقاذفهم الزعامات, كثير منهم اعتاد الحياة مع الحزب الوطني. ويدمن إجراء الصفقات الشخصية والمصالح الضيقة. من الليبراليين ناصريون وقومجيون, وشرذمة ماركسية, وكثير منهم يناصر حمدين صباحي, لأنه لم يجد أحدًا غيره في مواجهة الإخوان, وسوف يختلفون عند أول ناصية, لن ينتظروا توزيع المغانم. مهمتهم الأولى( يسقط يسقط حكم المرشد). من الليبراليين, من دخل الليبرالية فوق ظهر جمل, أوعبر بردعة بغل, كبعض الفلول, هؤلاء مرضى بأن الانتخابات تم تزويرها لمرسي, ويذهب بعضهم في تطرفه إلى حد ترقب ظهور الإمام الغائب المنتظر المحبوس المخلوع مبارك. لهم أكثر من زعامة, رايتهم يمسكها ثلاثة توفيق عكاشة, وأبو حامد, ثم القادم بقوة مرتضى منصور, وهؤلاء هم أكثر القوى إخلاصًا لهدف فاسد. يأتيهم رزقهم من هاربين بالإمارات, ولدي معلومات أن هناك مبالغ طائلة سيتم ضخها, من الداخل والخارج, للوقوف ضد الإخوان في الانتخابات التشريعية. وفي سخونة الاستقطاب, تظهر دمامل الصراعات المهنية وأورام الفئوية, وتناطح القوى التشريعية التي ورثتها لجنة الدستور, مع القضاء, ثم السلطة القضائية مع مستشاري الرئيس, وبعض دخان غليان من داخل المؤسسة السيادية القوية المهمة, وتقرحات هنا وهناك. وطبعًا بعيدًا عن كل ما سبق ذكره, هناك قطاع كبير من المصريين, لم تصبه بعد, بكتريا الاستقطاب. طيب لو صح المشهد كما وصفته, فما الحل؟ الحل هو رؤية واضحة -هي غير معلنة حتى الآن- من رئيس الجمهورية, رؤية عامة, تقول لنا نحن هنا, وبعد سنة مثلاً نريد أن نخطو خطوات محددة, يثبت بها الرئيس أنه في طريقه للإصلاح, وأنه يزداد تمكنًا من منصبه, وأنه رئيس لكل المصريين, مع دعائنا: أن يكفه الله شر أصدقائه قبل أعدائه., ووقتها سيفشل كل من يحاول إفشال مرسي, ثم ستكون مصر, وسنكون أهلاً لها. لعلها تهدأ. [email protected]