شاهدنا خلال الأيام الماضية التراشق من رموز السلطة نحو الاستاذ محمد حسنين هيكل والذى شاهد حديث الاستاذ هيكل عبر قناة الجزيرة يلاحظ ان معظم الردود من رموز السلطة لم ترقى لمستوى الأفكار التى طرحها الاستاذ هيكل والنقد الادبى او الفكرى له اصوله التى يعرفها جيدآ الاستاذ هيكل بينما لم يلم بها من انتقدوه. وللتأكيد على صحة ما اقول لنرى الخطوط الرئيسية التى تعرض لها كاتبنا الكبير. فى الدبداية فقد شبه عملية الانتخابات بحفلة كبيرة يرغب فيها بعض الاشخاص بالقيام بأشياء معينة وان كان كل ما فى الحفلة مزيف فلا المأذون مأذون ولا المدعويين حقيقيون . وبالفعل فقد شاهدنا مظاهر تؤدى بمنتهى الحماس فهناك الاحزاب التى تذكر رؤسائها انهم رؤساء احزاب متأخرآ والذين اخذوا يمارسوا حملتهم بمنتهى القوة والحماس وهم غير مؤمنين بأنفسهم وان ادعوا غير ذلك ورأيناهم يتحثون عن انهم منافسون اقوياء وحقيقيون وجميع الاطراف يعلمون انها تمثيلية حتى من ادلوا بأصواتهم والكل يعلم نهايتها ويؤدى دوره بكل مهارة واتقان. وتحدث الاستاذ هيكل عن عدم امكانية الشرعية الجديدة لنفس الشخص حيث ان الشرعية الجديده هى رفض للقديمة . وحتى نوضح هذه النقطة بشكل اكثر بساطة اليس نفس الاشخاص التى وصفوا الانتخابات بأنها نزيهة بعكس اى انتخابات سابقة كانوا فى الانتخابات السابقة يقولون نفس الكلام وها هم الآن يؤكدون انهم كانوا كاذبين وبالتالى فان كانوا صادقين الآن فلا قيمة لصدقهم لان هناك الكثير والكثير من الفساد والكذب الذى تورطوا فيه والذى سيكون بقائه مرهون ببقائهم. ثم تحدث عن محاولة الحملة تشويه صورة عبدالناصر والسادات والنظام الحالى هو امتداد لمرحلة من تاريخ مصر تسمى الثورة اختار كل رئيس منهم من يأتى بعده حتى وصلنا لمبارك الذى كان السادات قد اختاره خليفة له. عندما سئل عن التجاوزات من الاعلام الخاص ناحية مبارك واسرته وملبسه اكد هيكل رفضه للتجاوز ورفض الحديث عن الفساد واستغلال السلطة وقال الصحافة تبنى نقدها وان كان تجاوزآ وهو يرفضه على مشكلات حقيقية. واكد انه يرى ان الرئيس يجب الا تزيد فترة حكمه عن 10 سنوات وما قاله هيكل ليس بجديد فمعظم دول العالم المتقدم تعتمد فترتين فقط للرئيس حتى لا يسعى الرئيس للبقاء مدى الحياة وما سوف يتبع ذلك من فساد كبير ومراكز قوى. وكان الحديث يتم فى موضوعية كبيرة ولكن عند سماعى له اشفقت عليه لما توقعت من حدوث حملة قذرة ضده وتلويحات بنشر فضائح وخلافه وتلميحات انه غاضب من عدم اختياره كمستشار للرئيس وكان هذا شيئآ مضحكآ فالمعروف ان يسارية هيكل لا تصلح لمبارك وهيكل صاحب ال90عامآ لم تعد له اى اطماع ولذا فهو يتحدث بشجاعة لم يكن ليتحدث بها لو كان فى العمر بقية وكان من التعليقات اللطيفة نقد الدكتور محمد كمال مدير البرنامج الانتخابى هيكل بانه ليس المتحدث الرسمى ولا حامى حمى الثورة وهيكل لم يدافع عن الثورة بل تعجب من هجوم ابنها عليها كما انه من حق اى شخص الدفاع عنها كما اعطى هو ورفاقه الحق فى الهجوم عليها ام ان الرد ممنوع واؤكد للمرة الثانية ان هيكل لم يدافع عنها ولكن يبدو ان المستوى الفكرى للاستاذ كمال لا يؤهله استيعاب افكار الاستاذ هيكل. اما الضرب تحت الحزام فقد فاجئنا به الاستاذ عماد اديب عندما لوح بنشر معلومات عن علاقة هيكل بمبارك و من السهل استنتاج ان ذلك سيحوى محاولات للتملق والوصول للسلطة وحتى ان كان هذا صحيحآ فهذا ليس مجاله ولا وقته فالرجل قارب ال 90 واختفت منه الرغبة فى السلطة واخذ يتحدث بشجاعة الزاهد صاحب الرؤيا التى تعمقت من السنوات الطويلة. ثم يتعجب اديب من كون هيكل يرغب فى الا يرشح مبارك نفسه وهو صاحب الانجازات وقد تحدث هيكل عن هذه الانجازات بالارقام والحقائق التى اظهرت ان معدل النمو فى مصر اقل من الكثير من البلاد العربية ومن معظم الدول الآسيوية وقال لا تحدثونى عن الضربة الجوية فهى واجب مهنى . والعالم المتقدم يعفى من يبلغ ال65 من العمر عن العمل ومنصب رئيس الجمهورية يحتاج للكثير من اللياقة الذهنية. والمجتمعات التى تخاف من تشبث الحاكم بالسلطة حددت له دورتين وهيكل لم يبتدع شيئآ . ودفاع اديب المستميت عن السلطة يذكرنى بإبراهيم نافع الذى أخذ ثلاثة مليارات ونصف ثمنآ للدفاع عن مبارك وعندما ابعد وفقد بريقه تم فضحه والتشهير به ولكن هل يعتبر الاستاذ اديب من زميله فى الدفاع عن السلطة أم لا