شهدت الأيام القليلة الماضية أزمات بين بعض عناصر الحزب الناصري بسبب الانتقادات التي وجهها بعضهم لمحمد حسنين هيكل علي الفكرة التي طرحها بإنشاء مجلس أمناء للدولة والدستور علي صفحات "روزاليوسف" حيث حدثت مشادة بين كل من د. محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية وجمعة حسن القيادي بجبهة الإصلاح ومحسن عطية أمين التنظيم. واتهمت عناصر د. سيد أحمد بالخروج عن ثوابت وأفكار الحزب بالهجوم علي هيكل تارة وتأييد المادة 76 من الدستور تارة أخري كان د. سيد أحمد قد قال إن تعديل المادة 76 تجعل حديث "التوريث" أمرًا مستحيلاً لوجود أكثر من مرشح سيتنافسون علي رئاسة الجمهورية بعد أن وصف أفكار هيكل بالشطحات السياسية غير المدروسة. ورد د. سيد أحمد علي هذا الهجوم بأن ما قاله مجرد تحليل علمي وسياسي لخطاب هيكل الذي بدا كما لو كان يتحدث عن فترة سياسية وزمنية غير التي نعيشها الآن مستطردًا "هذا الهجوم ليس علي شخصه وإنما لأنه لا يمتلك الأدوات والمعلومات التي تمكنه من إصدار هذه الأحكام لأنه ليس قريبا من السلطة كما كان في عهد جمال عبدالناصر. وبعد أن تجدد الهجوم عليه في اجتماع أمانة القاهرة قال لهم: لماذا تدافعون عمن وصف الأحزاب بالضعيفة وحكم عليها بالموت مبكرًا؟ وبعد أن استمر الشد والجذب وشارك فيه بعض أعضاء المكتب السياسي وأمناء الأمانات النوعية قال د. سيد أحمد "عباد الرحمن الذين يمشون علي الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا". ورغم اشتعال المشادة الكلامية إلا أن الحلقة النقاشية التي نظمها الحزب حول فكرة هيكل شهدت رفض للفكرة من جانب إبراهيم العيسوي القيادي بحزب التجمع وعبدالباسط عبدالمعطي أستاذ علم الاجتماع السياسي والإعلامي حمدي قنديل حيث اتفقوا علي أنهم يقدرون هيكل من الناحية التاريخية ولكنهم يعتبرون ما طرحه غير منطقي وغير عملي لعدم وجود آلية حقيقية تسمح بتطبيقه ولعدم إمكانية تولي الشخصيات التي طرحها هيكل لأي موقع قيادي بالدولة لعدم اشتغالهم من قبل بالعمل السياسي.