قالت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية، إن الهجوم الحاد من قبل مرشد جماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، الأخير على اليهود يسلط الضوء على واحدة من أبرز التحديات الدبلوماسية التى تواجه الرئيس المصرى المنتخب محمد مرسى، فى الوقت الذى يحاول فيه خلق توازن بين الغضب الشعبى وبين ضرورة إقامة علاقات أمنية مع إسرائيل. وأشارت الوكالة إلى تصريحات بديع الأخيرة، خلال رسالته الأسبوعية، التى تناول فيها فريضة الحج، والتى دعا فيها المسلمين فى جميع أنحاء العالم إلى الدفاع عن القدس، مؤكدًا أن "الصهاينة لا يعرفون غير أسلوب القوة"، وأنهم "طغوا فى البلاد وأكثروا فى العالم الفساد، وأراقوا دماء العباد، وداسوا الحرمات والمقدسات".. واعتبرت أن هجوم بديع تخطى ما هو معتاد فى مصر من انتقادات حادة لإسرائيل وسياساتها، فاتحًا بذلك احتكاكات أكبر بين الجماعة السياسية الأقوى فى مصر والدولة اليهودية التى تجاورها. ولفتت الوكالة فى تقريرها، إلى أن تصريحات بديع ستضع المزيد من الضغط على مرسى، الذى خاض انتخابات الرئاسة كمرشح الإخوان، للقيام بدور أكثر حزمًا من سلفه فى الصراع الإسرائيلى – الفلسطينى.. وأضافت أن مرسى لم يدلِ بأى تعليق على تصريحات بديع، والتى تعد أعنف هجوم على إسرائيل منذ تولى مرسى السلطة فى يونيه الماضى، وأن المتحدث باسم الرئاسة، ياسر على، لم يجب على الاتصالات الصحفية للتعليق على هذا الموضوع. من جانبه انتقد السفير الإسرائيلى السابق فى مصر، إيلى شاكيد، تصريحات مرشد جماعة الإخوان قائلاً: إنها تهدف إلى تشتيت الانتباه عن المشاكل التى واجهها مرسى خلال المائة يوم الأولى من حكمه، من نقص الوقود إلى تزايد أكوام القمامة فى الشوارع.. وقال: إن إسرائيل واليهود سيتعرضون للهجوم "فى كل مرة يحدث توتر داخلى فى مصر الجديدة"، وأنه كلما شهد الشارع المصرى توترات فإن جماعة الإخوان المسلمين ستخرج "جنى معاداة السامية من المصباح"، على حد تعبيره. واختتمت الوكالة تقريرها قائلة: إن تصريحات بديع تعكس الموقف الكلى لجماعة الإخوان المسلمين تجاه تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولتهم، و"السيطرة" على القدسالشرقية، على حد تعبيرها.