كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية النقاب عن أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تشارك في التحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن المصرية لتعقب وكشف خلايا الإرهاب في صحراء سيناء والتي أكدت وزارة الداخلية المصرية أنها متورطة في تفجيرات شرم الشيخ التي وقعت في 23 يوليو الماضي وتفجيرات طابا التي وقعت في 6 أكتوبر من العام السابق. وقالت إن إسرائيل تراقب من وراء الكواليس الموقف في سيناء عن كثب خاصة بعد انسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة واضطلاع الجانبين المصري والفلسطيني بالمهام الأمنية في المنطقة الحدودية المعروفة بمحور فلادلفيا. أكدت الصحيفة في تقرير مطول تحت عنوان "مصر أصبحت عنيفة في سيناء نتيجة تفجيرات شرم الشيخ" أن الأمن المصري في أعقاب تفجيرات شرم الشيخ نفذ عمليات ملاحقة واعتقال جماعية من أجل قلة من المشتبهين مشيرة إلى أنه أسلوب تقليدي في مصر. وقالت الصحيفة إن الشرطة المصرية احتجزت نساء داخل السجون لإجبار أزواجهن على الاستسلام.. مشيرة إلى ما أكده بعض المعتقلين لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" بعد إطلاق سراحهم حول تعرضهم للتعذيب أثناء استجوابهم. وحاولت "واشنطن بوست" في تقريرها من خلال لقاءات عقدتها مع مسئولين أمنيين وخبراء استراتيجيين في القاهرة الوقوف على طبيعة الخلايا الإرهابية في سيناء وهل هي خلايا داخلية أم لها صبغة عالمية وتتلقى الدعم من تنظيمات عنف خارجية كالقاعدة؟ فنقلت عن مسئولين في وزارة الداخلية المصرية قولهم إن التحقيقات لم تسفر عن دليل واحد يثبت أن خلايا الإرهاب في سيناء تلقت تدريبات في أفغانستان أو باكستان أو قامت بأنشطة تجنيد أو دعم لوجيستي في المجتمعات الأوروبي المسلمة كما أنها، هذه الخلايا، ليست لها صلات بالقاعدة أو زعيمها أسامة بن لادن. وأضاف المسئولون أن كافة أسماء مشتبهي الإرهاب مدرجون لدى أجهزة الاستخبارات الخارجية الحليفة والشرطة الدولية (الإنتربول) ولم يظهر المطلوبون في تفجيرات شرم الشيخ وطابا ضمن قوائم هذه الجهات الأمنية. وقال أحمد عمر المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية في مقابلة مع الصحيفة: التدريب كان داخل سيناء، والعربات المستخدمة في التفجيرات تمت سرقتها داخل سيناء، وتقنية التفجيرات تتوافر عبر الألغام المنتشرة في المنطقة. لم نكتشف تورط خارجي. واعتبر المتحدث باسم الداخلية أن الحكم بأن التفجيرات ليس لها علاقة بتنظيمات خارجية لا يجعل المهمة سهلة أمام أجهزة الأمن المصرية مشيرا إلى "أن ثمة صعوبة بالغة في مراقبة المنطقة الجبلية. نحن نحتاج إلى تطوير السيطرة الأمنية في المنطقة". من جانبه، قال ضياء رشوان الخبير في الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية في مقابلة مع الصحيفة إن "الحديث عن القاعدة يتم عندما يريد أحد الحديث عن نموذج القاعدة. في سياق متصل أكدت الصحيفة الأمريكية أن حالة الاستياء التي ولدتها عمليات الملاحقة والاعتقال لدى أهالي سيناء تجاه الحكومة أصبحت أكثر عمقا. وحاولت تسليط الضوء على حالة الاستياء التي أصبح أهالي سيناء يشعرون بها تجاه النظام الحاكم وأجهزة الأمن، فنقلت عن أشرف أيوب، عضو لجنة حماية شمال سيناء وهي منظمة غير حكومية قوله: ما من شك في أن أبناء سيناء يشعرون بالغضب تجاه القاهرة.. الحكومة لا تعتبرنا جزءا من الدولة. كما ذكرت نقلا عن بشير عبد الفتاح، المؤرخ والخبير في المجتمع السيناوي، أن الأمن في مصر كان دوما يرتاب في شمال سيناء وفي المقابل كان الناس مرتابون في أجهزة الأمن. لقد تراجع الولاء للدولة.. والسؤال الآن كيف تتجنب حربا في سيناء.. لكن عمليات القمع تجعل الناس أكثر استياء. وقال أحد النشطاء السياسيين المحليين في سيناء ويدعى خالد عرفات للصحيفة: نحن غاضبون غاضبون غاضبون، غاضبون بسبب فلسطين والعراق وغاضبون بسبب استبداد النظام المصري.