جمال سلطان شاب خليجي مستهتر ينتمي إلى أسرة عربية حاكمة كان يعبث في طريق المطار بالقاهرة، ودخل في سباق مجنون بسيارته الفارهة والحديثة مع صديق له مصري ، انتهى الأمر إلى حادث مروع حيث اختلت عجلة القيادة في يد الشاب العربي فاندفع بسيارته إلى الجزيرة الوسطى ليخلف مجزرة بشرية راح ضحيتها أربعة قتلى وستة جرحى بعضهم حالته حرجة ، وكلهم من المواطنين البسطاء الأبرياء الذين كانوا يبحثون عن نسمة صيف أو خريف بريئة ، الشاب العربي فص ملح وذاب ، والأرجح أن جهات معينة أخذته مباشرة من موقع الحادث إلى المطار حيث غادر إلى بلاده ، وترك الدموع والجراح والآلام لأسر البائسين ضحايا المجزرة ، الاتهامات كانت علنية لأجهزة أمنية رسمية أنها هربت الشاب العربي إلى خارج البلاد بتوصية سياسية رفيعة ، ومع ذلك لم نسمع حتى الآن حسا ولا خبرا من القيادات الأمنية أو وزير الداخلية نفسه ، لأنها اتهامات بالغة الخطورة ، والقدر المتيقن فيها أن هناك غموضا في موقف الداخلية ، أين المجرمون الذين ارتكبوا المجزرة يا سيادة اللواء ، أين اختفوا ، والسيارات موجودة ، وكل البيانات موجودة ، أين المجرمون ، لماذا لم تصدر الداخلية حتى الآن بيانا بالواقعة ، ما الذي يحدث في البلد بالضبط ، وعندما فقدت أسر الضحايا الأمل في تحرك أي جهاز أمني أو قضائي في البلد ، ووجدوا دماء أبنائهم وفلذات أكبادهم تذهب هدرا وتضيع في زحام التآمر وسوق النخاسة السياسية ، حاولوا الذهاب إلى رئاسة الجمهورية حيث طردهم الحرس بإهانة وعجرفة ، حسب كلام الأسر ، المسألة مؤلمة جدا لنا كبشر ، وكمصريين ، أن يكون أبناؤنا ثمنهم بكل هذا البخس ، وأن تتعامل الدولة مع رعاياها أو مواطنيها وكأنهم كلاب ضالة ، لا قيمة لها ولا كرامة ولا دية ، والله لو كانوا كلابا لتحركت لهم جمعيات الرفق بالحيوان ، وساءلت من ارتكبوا هذه المذبحة الخسيسة ومن تستروا عليهم أيضا ، بطبيعة الحال هناك من يقول أن هؤلاء الضحايا ذهبوا جزءا صغيرا من صفقة تقوم بها الأسرة المعنية كوسيط لتمرير استحقاقات سياسية حساسة في مصر مع الإدارة الأمريكية ، الكلام علني ومنشور ، ولكن لا أحد يتكلم ، وكأن الأمر لا يعنيه ، إن المطلوب من وزارة الداخلية أن تصدر بيانا حول الواقعة ، والمطلوب من وزارة الخارجية أن تصدر بيانا أيضا حول الواقعة ، لأن الشاب المستهتر حتى لو كان ديبلوماسيا إلا أن هذا لا يعفيه من المساءلة القضائية إذا ارتكب جريمة قتل ، والله إنه لعار علينا جميعا ، كبشر وآدميين وعرب ومسلمين ومصريين ، أن تحدث هذه الهمجية وتستباح الأنفس الزكية البريئة باستهتار من طرف واحتقار من آخرين ، وحسبنا الله ونعم الوكيل . [email protected]