مفاجأة كبيرة وأحداث مثيرة شهدتها العاصمة الكاميرونية ياوندي وليلة حزينة أيضاً قضاها الكاميرونيون الذي ملأوا الاستاد للاحتفال مع منتخب بلادهم بالتأهل لمونديال ألمانيا الصيف القادم ، المفاجأة تمثلت في نجاح المنتخب المصري الذي فقد فرصه في التأهل قبل اللقاء في التعادل بهدف لكل مع "الأسود" في عقر دارهم بعد مباراة غريبة متقلبة ، أحرز هدفي اللقاء رودولف دوالا في الدقيقة 22 ومحمد شوقي في الدقيقة 79 . بدأ اللقاء بضغط كاميروني وسعي حثيث لإحراز هدف مبكر مدفوع بمؤازرة أكثر من سبعين ألف مشاهد تكدسوا قبل اللقاء ، وبدأ المنتخب المصري المباراة بتشكيل مكون من عصام الحضري وأمامه عبد الظاهر السقا ووائل جمعة وأحمد فتحي ومحمد عبد الوهاب ومحمد شوقي وحسني عبد ربه وحسام غالي وأمامهم عماد متعب وعمرو زكي ، وكانت أول فرص اللقاء الحقيقية في الدقيقة الخامسة من الركلة الحرة التي لعبها أوليمبيه ومرت من أمام مهاجمي ومدافعي مصر دون مشاركة ، تبعها النجم إيتو بتسديدة صاروخية أنقذها الحضري ببراعة ، واستمر الضغط الكاميروني المكثف حتى الدقيقة 22 حيث مرر أولمبيه عرضية متقنة لدوالا الخالي تماماً من الرقابة ليسددها مباشرة على الطائر محرزاً الهدف الأول . بعد الهدف سيطر على لاعبي الكاميرون حالة غريبة من التراخي رغم أن هذه المباراة تعني لهم الكثير ، ومن هجمة منظمة للمنتخب المصري مرر أحمد حسن كرة بينية جميلة لعماد متعب وضعته في مواجهة المرمى غير أن هذا الأخير تباطأ فيها ليبعدها الدفاع الكاميروني وينقذ الموقف ، وبعدها هدأ اللعب تماماً غير أن نهاية الشوط الأول شهدت نشاطاً للمنتخب المصري الذي بادل الكاميرون السيطرة على وسط الملعب . وجاء الشوط الثاني ليشهد استمراراً للتراخي الكاميروني ونشاط ملحوظ للمصريين ، وأجرى حسن شحاتة تغييرين دفعة واحدة أظهرا أن خوفه قد زال وبدأ يطمع في إحراز هدف حيث أشرك محمد زيدان بدلاً من حسام غالي وطارق السيد بدلاً من محمد عبد الوهاب ، وزادت الهجمات المتبادلة بين الفريقين خاصة من جانب مصر وكان محور الهجمات المصرية أحمد حسن النشيط للغاية وأكثر اللاعبين مجهوداً في هذا اللقاء ، وفي ظل عقم في الفرص الخطرة يشتت الدفاع الكاميروني الكرة لتصل إلى أحمد حسن الذي يمرر كرة عرضية جميلة تجتاز الجميع لتصل إلى محمد شوقي الذي يضعها برأسه على يسار الحارس الكاميروني سليمانو حميدو محرزاً هدف التعادل القاتل في الدقيقة 79 ، الهدف تسبب في توتر أعصاب لاعبي الكاميرون تماماً وأصبحوا يفقدون الكرة بسهولة وكثرت التمريرات الخاطئة وظلت حالة "التوهان" الكاميرونية حتى الدقيقة 86 التي شهدت تكثيفاً رهيباً للهجمات الكاميرونية على المرمى المصري وكاد الأسود يحرزون من فرصتين ممكنتين غير أن التوتر أفقدهم التركيز ، وفي الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع وبينما المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة إذا بالحكم المالي كوليبالي يفاجئ الحاضرين بضربة جزاء غير صحيحة تماماً للكاميرون عندما ألقى أوليمبيه بنفسه داخل منطقة الجزاء دون أن يلمسه أحد وكان يستحق الإنذار بدل أن يكافأه الحكم بضربة جزاء ، ويتصدي أولمبيه لركلة الجزاء ولكنه يضعها في القائم الأيسر منهياً على الآمال الكاميرونية في المونديال ومعلناً أيضاً الإبقاء على حسن شحاتة مديراً فنياً لمنتخب مصر وفاتحاً المجال لكوت ديفوار للصعود إلى المونديال بعد فوز الأخيرة على السودان في الخرطوم بثلاثة أهداف مقابل هدف .