أكد خبراء عسكريون أن الاشتباكات الأخيرة بين تركيا وسوريا على الحدود لن تتطور لحرب بين الدولتين وستظل مناوشات متبادلة نظراً لتبنى تركيا للمعارضة المسلحة فى سوريا ومدهم بالسلاح وكذلك دعم سوريا لحزب العمل الكردستانى، محذرين من الدعوات المطالبة بتدخل مصر عسكريًا فى سوريا لأنها ستضر بالبلدين ولكن مصر من الممكن أن تدخل فى إطار قوات لحفظ السلام. وقال اللواء الدكتور زكريا حسين المتخصص فى العلوم العسكرية إن ما يحدث بين سوريا وتركيا بعض مناوشات وتوترات عسكرية لا ترقى لصراعات مسلحة فتركيا متبنية المقاومة المسلحة فى سوريا وتمدها بالسلاح والزخائر، وهو ما جعل سوريا تدعم حزب العمال الكردستانى الذى يتبنى المعارضة المسلحة ضد تركيا، موضحاً أن هذه المناوشات سوف تستمر بعض الوقت ولن تنتهى إلى شيء وكل من سوريا وتركيا لا يريد الدخول فى حرب، فتركيا لديها 2 مليون جندى مشارك فى حلف الناتو ولا ترغب أن تتورط إلى حروب. واستعبد زكريا أن تشارك مصر فى أى عمل عسكرى داخل سوريا، مشيراً إلى أن مصر لديها العديد من المشكلات فى سيناء والمشاكل الداخلية واحتياجات الأمن الداخلى والثغرات فى سيناء تمنع منعًا باتًا مصر فتح أى جبهات جديدة من أى نوع. وأضاف: إن تدخل أى قوات عربية سوريا سوف يحدث صدامًا عسكريًا بين القوات العربية والجيش السورى وحينها ستدخل المنطقة فى حرب عربية عربية وهو ما لا تتحمله أو تتقبله المنطقة العربية. وفى السياق نفسه، قال اللواء عبد المعنم كاطو -الخبير العسكرى- إن سوريا هى التى بدأت باستهداف مناطق داخل تركيا مما أدى لرد عسكرى تركى، محذراً من خطورة اشتعال حرب جديدة فى المنطقة ولكنه استبعد هذا لأن سوريا لا تحتمل حرب جديدة ولكنها تحاول تصدير الأزمة للخارج فى محاولة لتوحيد الجبهة الداخلية ضد الخطر الخارجى ولكن هذا عامل غير فعال إلى درجة كبيرة لأن الشعب كاره للنظام ولن يلتف حوله. وبين كاطو أن الأسباب الأخرى لتجنب سوريا الدخول فى حرب هى أن الجيش السورى مهلهل، وإسرائيل تتربص بالجنوب وهى تخشى فتح جبهات فى الشمال لأن أى حرب جديدة تصب فى صالح إسرائيل وبشار الأسد عندما يقرأ المشهد جيداً سيتجنب أى حرب جديدة . وحذر كاطو من إرسال القوات المصرية لسوريا لأن هذا سيضر بمصلحة البلدين وأى حديث عن تدخل عسكرى مصرى فى سوريا يعد سقطة إعلامية وسياسية ولكن يمكن التدخل السياسى بقوة لوقف نزيف الدماء هناك. وفضل كاطو أن تدخل مصر سوريا فى إطار قوات حفظ السلام وليس قوات فرض سلام موضحاً أن قوات حفظ السلام تتدخل للحفاظ على الأمن وبموافقة الدولة المستقبلة ويتسلح جنودها بأسلحة خفيفة تكفى للدفاع عن النفس، وليس لها قوة ردع فهى عبارة عن حماية دولية بموافقة سوريا أما قوات فرض السلام سوف تفجر حرب أكبر هناك، وما بين مصر وسوريا أمن قومى موحد والأفضل التكثيف من الجهود السياسية لحل الأزمة .