قالت دراسة بريطانية، إن استخدام كمامة الوجه على نطاق واسع يمكن أن يبقي معدل انتشار الإصابة بفيروس كورونا أقل من واحد في المائة، ويمكن أن يحول دون موجات ثانية للمرض الوبائي عندما يقترن ذلك بإجراءات الإغلاق. وبينت الدراسة التي أجرتها جامعتا كامبردج وجرينويتش أنه إذا ارتدى نصف البريطانيين كمامة الوجه، فسيحول ذلك دون خروج الأزمة عن السيطرة. ويشير البحث إلى أن إجراءات العزل وحدها لن تحول دون ظهور موجة جديدة لفيروس الكورونا، لكن الكمامات بما في ذلك حتى المصنوعة في المنزل يمكن أن تقلل على نحو كبير معدلات انتقال العدوى إذا التزم بها عدد كاف من الناس في الأماكن العامة. وقال ريتشارد ستوت الذي شارك في قيادة الدراسة في جامعة كمبردج: "تدعم تحليلاتنا ضرورة التزام الناس الفوري والشامل بوضع الكمامات". وأضاف أن النتائج تشير إلى أن استخدام الكمامات على نطاق واسع مقرونا بالتباعد الاجتماعي وبعض إجراءات العزل قد يكون "وسيلة مقبولة للتعامل مع الوباء وإعادة فتح الأنشطة الاقتصادية" قبل فترة طويلة من توافر لقاح فعال. وأصبح ارتداء الكمامة إلزاميًا في بريطانيا في وسائل النقل العام ابتداءً من الأسبوع الماضي، مع بدء التطبيق في منتصف يونيو. غير أن صحيفة "ديلي ميل" أشارت إلى أن هناك قلقًا من أن الأشخاص الذين يرتدون الكمامة يلمسون وجههم أكثر، ويزيدون من خطر دخول الجسيمات الفيروسية إلى الجهاز التنفسي. ووجد الباحثون في الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "أعمال الجمعية الملكية أ" العلمية، أنه حتى الأقنعة محلية الصنع ذات الفعالية المحدودة ستقلل بشكل كبير من معدلات انتقال العدوى إذا ارتداها عدد كاف من الأشخاص. بينما أشارت دراسات السابقة إلى أن الكمامات محلية الصنع لديها ما يصل إلى 90 في المائة من نفس التأثير الوقائي للأقنعة الجراحية. وتوضح دراسة حديثة أن ارتداء الكمامة بنسبة 75 في المائة فقط يمكن أن يجعل نسبة انتشار المرض أقل من واحد حتى إذا تم تخفيف الإغلاق. وقال البروفيسور جون كولفين، المؤلف المشارك في جامعة جرينتش: "هناك تصور شائع بأن ارتداء الكمامة يعني أنك تعتبر الآخرين خطرًا. في الواقع، من خلال ارتداء الكمامة، فإنك تحمي الآخرين من نفسك في المقام الأول". وأضاف: "قد تمنع المشاكل الثقافية وحتى السياسية الأشخاص من ارتداء كمامة الوجه، لذا يجب أن تكون الرسالة واضحة: "قناعتي تحميك، قناعك يحميني".