اختتمت الأحد فعاليات الدورة السابعة عشرة من الصالون الدولى للكتاب، والذى شارك فيه 750 دار نشر من 43 دولة، من بينها 14 دولة عربية من بينها مصر التى شاركت ب 108 دور نشر. وعلى الرغم من وجود لافتة كبيرة فى المدخل الرئيس للصالون تؤكد أن مصر هى ضيف الشرف هذا العام إلا أن المسئولين نفوا ذلك تمامًا حيث أكدوا أن تحقيق ذلك كان صعبًا هذه الدورة، خاصة أن الجزائر تحتفل بالذكرى الخمسين للاستقلال، "فكرنا كثيرًا لو اخترنا مصر سيغضب التونسيون والمغاربة، لو اخترنا تونس يغضب المصريون، كل دولة عربية ساهمت بما لديها فى الثورة التحريرية" لذلك كان قرار الاحتفاء بالجزائر فى هذه الطبعة. فيما قامت محافظة الصالون بدعوة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل كضيف شرف، الذى لم يعجبه الأمر حيث كان يتوقع أن تأتيه الدعوة من جهات سيادية فى الدولة. وبحسب تصريحات حميدو مسعودى رئيس معرض الجزائر الدولى للكتاب، فإن المشاركة المصرية فى الدورة الحالية لمعرض الكتاب الدولى كانت الأكبر منذ بدء إطلاق المعرض قبل 17 عامًا، فقد كانت فى العام الماضى 90 دار نشر، موضحًا أن العديد من كبار الشعار والفنانين والمفكرين المصريين شاركوا فى فعاليات المعرض على رأسهم الشاعر بخيت بيومى والكاتب خالد عرب. وللمرة الأولى استبعد الصالون أكثر من 300 عنوان من الكتب المشاركة فيه، وأرجعت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي ذلك إبان افتتاحها لفعاليات الصالون بأنها تحمل أفكارًا "تشيد بالإرهاب أو العنصرية أو الاستعمار". وقالت فى تصريح منفصل للإذاعة الجزائرية: "هناك قانون داخلى للمعرض الدولى للكتاب ينص على منع الكتب التى تشيد بالإرهاب أو العنصرية أو الاستعمار".. مستطردة "نحن طبقنا القانون على 300 عنوان، أغلبها تشيد بالأيديولوجية التى تشكل قاعدة للإرهاب". علاوة على الكتب التى تتحدث عن الربيع العربى والثورات، ومن بين الكتب الممنوعة أيضًا كما أكد عدد من الناشرين كتب للشيخ يوسف القرضاوى رئيس "الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين" وإمام الدعاة الراحل محمد متولى الشعراوى، كما تم منع كتب بعينها لمحمد بن عبد الوهاب وهى: "متون العقيدة، شرح أصول الإيمان، متن الدين الإسلامى، التوحيد" كذلك تم منع كتاب "التوحيد" لصالح الفوزان. وقال حمدى حسن، مدير دار نشر الأندلس الجديدة والذى يعتبر من أقدم الناشرين المصريين : "نرسل عادة قائمة بعناوين الكتب التى سنحملها معنا للصالون وهذا لنحصل على الموافقة عليها من إدارة الصالون، وقد رفضوا أربعة عناوين من عندنا هذا العام، وهذا شكل طبيعى جدًا ومتعارف عليه فى أدبيات العارض، ونحن التزمنا به ولا نمانع أبدا فى أى قرار من قرارات الصالون بشأن منع أو رفض كتب بعينها. وأشار إلى أنه فوجئ بأن إدارة الصالون منعت عدد37 كرتونة، "قامت الشئون الدينية بالجزائر بفحصها ووافقت على الكتب الموجودة بها ما عدا 6 كتب فقط، ولكننا لم نستلمها حتى أواخر أيام المعرض"، منها أربعة لمحمد بن عبد الوهاب وهى: "متون العقيدة، شرح أصول الإيمان، متن الدين الإسلامى، التوحيد"، كذلك تم منع كتاب "التوحيد" للشيخ صالح الفوزان، وكتاب المنتقى من الترهيب والترغيب. وعن الكتب التى يكثر الإقبال عليها من الجماهير يقول: كتاب خواطر تربية للدكتور محمد بديع وكتب دكتور مجدى الهلالى وخالد أبو شادى. أما أحمد حسن المسئول بدار المشرق العربى فقد أثنى على تنظيم المعرض وإعداده والمعاملة الطيبة من قلب الإدارة، إلا أنه أكد وجود عدة عناوين ممنوعة ليس من دور النشر لمصرية بل دور نشر عربية وأجنبية خاصة كتب القرضاوى والشعراوى والكتب التى تتحدث عن الثورات.