رجح تقرير لمركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا الأمريكية، أن يستمر فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) لمدة عامين مقبلين، وسط توقعات بأن يؤدي إلى إصابة ما يتراوح ما بين 60 إلى 70 في المائة من سكان الولاياتالمتحدة. وقال إنه لن يتم التحكم في الفيروس حتى يكون ثلثا سكان العالم محصنين، مشيرًا إلى أن قدرته على الانتشار بين الأشخاص الذين لا يبدو أنهم مرضى يجعل السيطرة عليه أصعب بكثير من الإنفلونزا. وأضاف التقرير أن الأشخاص المصابين قد يكونون في الواقع في أشد حالات العدوى قبل ظهور الأعراض عليهم. وتوقع أن تستمر الجائحة في موجات إلى ما بعد عام 2022. شارك في كتابة التقرير مدير مركز أبحاث الأمراض المعدية بجامعة مينيسوتا مايك أوسترهولم، وعالم الأوبئة في جامعة هارفارد مارك ليبسيتش، والمديرة في مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية كريستين مور، والمؤرخ جون بيري، الذي نشر كتابا في عام 2004 تناول انتشار الإنفلونزا في عام 1918. وقال المؤلفان: "يجب أن يصرح المسؤولون الحكوميون بأن الوباء لن ينتهي قريبًا، وإن الناس بحاجة إلى الاستعداد للعودة الدورية المحتملة للمرض خلال العامين المقبلين". وأوصى التقرير بأن تستعد الولاياتالمتحدة لأسوأ سيناريو يتضمن موجة ثانية كبيرة من الإصابات بالفيروس التاجي في الخريف والشتاء. وقال مايك أوسترهولم، مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية بجامعة مينيسوتا، لشبكة (CNN): "هذا الأمر (الفيروس) لن يتوقف حتى يصيب 60 إلى 70 في المائة من الناس". وأضاف، أن فكرة الانتهاء من الفيروس خلال الصيف، التي يتحدث عنها بعض السياسيين وإالعلاميين، غير واقعية، مشيرًا إلى أنها "تتحدى علم الأحياء الدقيقة". ويقول الخبراء الذين أشرفوا على إنجاز التقرير إن تكوين مناعة القطيع لدى شريحة واسعة من الناس يتطلب وقتًا. وقال مارك ليبسيتش من جامعة هارفارد - أحد المشاركين في إعداد التقرير-: "يجب الاعتماد على التاريخ لفهم عدوى كورونا جيّدًا وقوتها"، مشيرًا إلى أنها تشبه إلى حد ما الإنفلوانزا خصوصًا وأنها تنتقل بطريقة أسرع من الزكام العادي. ويستغرب الخبيران أوسترهولم وليبسيتش، قرار بعض الولاياتالأمريكية البدء التدريجي برفع الحجر عن السكان ويريان في ذلك "تجريبًا سيؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا". ورجح التقرير ثلاثة سيناريوهات محتملة لانتشار الفيروس، الأول يبدأ بموجة في ربيع 2020، تليها سلسلة من الموجات الأصغر المتكررة تحدث خلال فصل الصيف وتستمر على مدى عام إلى عامين وتتناقص تدريجيًا في وقت ما من عام 2021. أما السيناريو الثاني فيبدأ بموجة من انتشار الوباء القاتل، تليها موجة أكبر في الخريف أو الشتاء وموجة واحدة أو أكثر في عام 2021. وقال التقرير: "سيتطلب هذا السيناريو إعادة تدابير العزل في الخريف في محاولة لخفض انتشار العدوى وتقليل الضغط على أنظمة الرعاية الصحية، مشيرين إلى أن "هذا النمط مشابه لما شوهد مع جائحة الإنفلونزا في عامي 1918 و1919". أما السيناريو الثالث، فيحصل من خلال انتشار بطيء لكن مستمر للفيروس، لا يتطلب إجراءات عزل، على الرغم من أنه سيشهد استمرارًا في حالات الإصابة والوفيات. ودعا الخبراء إلى أن تخطط الولاياتالمتحدة لمواجهة السيناريو الثاني الذي يعد الأسوأ، ونصحوا المسؤولين الحكوميين وضع خطط ملموسة، بما في ذلك إعادة تدابير العزل. وقال التقرير إن اللقاح يمكن أن يساعد، ولكن ليس بسرعة، باعتبار أنه قد لا يكون متاحًا حتى عام 2021.