(1) أوّل مَن استخدم تعريف «الربيع العربي» لوصف ما يحدث منذ عامين فى عالمنا العربى هى وسائل الإعلام الغربية. التعريف لم يكن جديدًا.. بدأ أوّل مرة مع محاولات تشيكوسلوفاكيا عام 1968م للتخلص من سيطرة وتحكّم الاتحاد السوفييتي، وسُمّى فى وقتها «ربيع براغ»، وكانت بدايته فى عز الشتاء - بالضبط مثلما حدث مع الربيع العربي - فلا علاقة للفصول العادية التى نعرفها بالوصف: الحرية تختار فصولها كما تشاء، ويشاء الأحرار. ربيع براغ: انتهى بعد ثمانية أشهر بعد أن سحقته الدبابات السوفيتية. الربيع العربي: لا يزال يواصل تقدمه، ويحاول.. رغم أنف العسكر ورصاصهم. (2) حتى هذه اللحظة: نحن لم نصل إلى «الربيع العربي»!.. نحن فى الطريق إليه. ما حدث هو التالي: - تم نزع النباتات الفاسدة، وقطع بعض الأغصان السامة من الأرض. - تطايرت الكثير من الأتربة.. قبل النزع، وأثناء النزع، وبعده. - الكل صار يدّعى أن له خبرة فى فلاحة الأرض، وأن نبتته هى النبتة الوحيدة المناسبة لها. خلت الأرض - فى بعض البلاد العربية - من نباتاتها الفاسدة، ولكن: هل هى مستعدة لاستقبال كل نبتة حرة؟! هل المشكلة فى النباتات التى على السطح، أم أن الإشكال الأكبر فى الجذور والبذور؟! نزع شجرة الاستبداد لا يتم بقطع غصن المستبد.. الجذور التى أنبتته تنبت غيره! الثقافة والتاريخ والجغرافيا، الماء والجذور والتربة: التى أنبتت شجرة الاستبداد ستنبت «المستبد» الجديد. ستعود الأرض لتنبت نفس الأشجار التى اعتادت عليها، وخبأت جذورها فى أعماقها.. (على سبيل المثال) أمر خارج عن الطبيعة: أن تنبت زهرة متوسطية فى قلب صحراء عربية! (3) بعد تنظيف الأرض من أشجارها الفاسدة، وأغصانها السامة المدببة: نحتاج إلى حقل المؤسسات والقانون. نحتاج إلى أن نحرث الأرض بفأس الديمقراطية والحقوق والمساواة. نحتاج إلى ماء الوعى والمعرفة. لحظتها.. سيزهر الربيع على شرفة كل بيت عربي. (4) لن يكون هناك ربيع على الأرض، إن لم يزهر ربيع العقل. twitter | @alrotayyan