غليان فى الكنيسة عقب اتهام "سرابيوم" بالمشاركة فى الفيلم المسىء

تلوح فى الأفق بوادر صدام عنيف بين الكنيسة القبطية التى يترأسها الأنبا باخوميوس، بطريرك الأقباط الأرثوذكس بالوكالة والرئيس محمد مرسى، وذلك عقب اتهام "الجبهة السلفية" للأنبا سرابيوم، أسقف لوس أنجلوس، فى بلاغ تقدمت به للنائب العام بالمشاركة فى الفيلم المسىء للرسول (صلى الله عليه وسلم).
إذ أكدت مصادر كنسية أن الأنبا باخوميوس لن يحضر أى تحقيقات للإدلاء بأقواله باعتبار الأمر "إهانة" له وللكنيسة. وقالت المصادر ل "المصريون": لم يتم استدعاء باخوميوس رسميًا لأخذ أقواله، مشددة على أن ما سَمَّته "التيارات الإسلامية المتشددة" تبتز الكنيسة، وهو أمر لن تقبله الكنيسة بأى صورة، مهددة بتصعيد ضخم ضد الرئيس محمد مرسى إذا لم يتم حذف اسم "سرابيون" من البلاغ المقدم للنائب العام ضمن عدة أسماء تتهمها "الجبهة السلفية" بالمشاركة فى إنتاج الفيلم.
من جانبه، أعلن الأنبا بولا، أسقف طنطا، المتحدث الإعلامى باسم الكنسية القبطية، عن رفض الأنبا باخوميوس، القائم مقام بطريرك الأقباط الأرثوذكس، محاولات الزج برجال الدين المسيحى فى قضية الفيلم المسىء، على خلفية تقدم "الجبهة السلفية" ببلاغ للنائب العام تطالب فيه بالتحقيق مع 3 من رجال الدين بالكنيسة وهم: مرقص عزيز، وزكريا بطرس، والأنبا سرابيون أسقف لوس أنجلوس، فضلاً عن استدعاء الأنبا باخوميوس لسماع أقواله.
وقال بولا، فى مؤتمر صحفى عقب اجتماع "طارئ" مطول للجنة الترشيحات واللجنة القانونية استمر 4 ساعات بحضور الأنبا موسى، والأنبا مرقص، والأنبا توماس، لمناقشة توابع أزمة الفيلم المسىء، إن موقف الكنيسة واحد لم يتغير وهو يرفض الإساءة للمقدسات، وقد عبر عنه الأنبا باخوميوس منذ اللحظة الأولى وهو الحدث الطائفى الذى كان من توابعه حرق الإنجيل. وأضاف، أن الأنبا سرابيوم، المتهم بالمشاركة فى الفيلم، عقد اجتماعًا صحفيًا بأمريكا دعا فيه 17 قناة عالمية للتنديد بالفيلم المسىء، مؤكدًا أن الأنبا ديفيد، أسقف جنوب أمريكا، سيكون فى استقبال الرئيس مرسى خلال زيارته للولايات المتحدة، وقال: "نحن نتمنى له التوفيق، فهو رئيس كل المصريين ويهمنا نجاح رحلته".
فى السياق ذاته، أرسل أساقفة المهجر خطابًا إلى الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، أمس الأول، لإعلان رفضهم الزج باسم الأنبا سرابيوم فى الفيلم المسىء، مؤكدين رفضهم الشديد لاتهام الجبهة السلفية باشتراك أقباط المهجر فى الفيلم.
وجاء فى الخطاب الذى حصلت "المصريون" على نسخة منه: "سيادة الرئيس محمد مرسى، لقد ساءنا جدًا اتهام الجبهة السلفية وبعض محامين الجبهة الإسلامية لرموز الأقباط، وتعميم الاتهام ضد أقباط المهجر، وآباء الكنيسة باشتراكهم فى الفيلم المسىء للإسلام، وعلى سبيل المثال طلب استدعاء الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريرك، لسماع أقواله، مع الزج باسم الأنبا سرابيون، أسقف لوس أنجلوس فى هذا الاتهام".
وأضاف الخطاب: "الكنيسة قد أعلنت موقفها بكل وضوح وصراحة من هذا الفيلم من اللحظة الأولى، فأصدر الأنبا باخوميوس بيانًا أدان فيه هذا الفيلم، ثم أصدر المجمع المقدس كله برئاسته وبحضور الأنبا سرابيون بيانًا بالإجماع عبر فيه عن استيائه من هذا العمل الذى يتنافى مع المبادئ المسيحية، وأكد أن من اشترك فى هذا العمل ليس مسيحيًا حقيقيًا.. وليس إذن من المقبول أو من المنطق المزايدة على إخلاص آباء الكنيسة وأساقفتها للوطن، وحفاظهم على سلامته ووحدته الوطنية، وكل من الأنبا باخوميوس والأنبا سرابيون معروف بشخصيته الوطنية، وعلاقته الممتازة مع الإخوة المسلمين، كما عقد الأنبا سرابيون مؤتمرًا صحفيًا وإعلاميًا بلوس أنجلوس لرفض هذا الفيلم الردىء، وشارك فى هذا المؤتمر الإخوة المسلمون الذين أكدوا إخلاص أقباط المهجر، ورفض تعميم الاتهامات وتوجيهها إلى آباء الكنيسة وأساقفتها.. كما صدر العديد من البيانات من أساقفة الكنيسة القبطية وجميع ممثليها وهيئاتها فى داخل مصر وخارجها، لشجب وإدانة هذا العمل، فلماذا إذن هذه الاتهامات المسيئة لقيادات الكنسية ورموزها؟".
وأنهى الأساقفة خطابهم قائلين: "سيادة الرئيس، إن هذه البلاغات والاتهامات تسىء إلى الوحدة الوطنية، وتذكى نار الفتنة الطائفية، ولذا نحن نرفع هذا الخطاب لسيادتكم لحماية الوطن والدفاع عن الأبرياء، ورفع الظلم والحفاظ على تمسك وحدته الوطنية".
ووقع البيان: الأنبا أنتونى أسقف أيرلندا وتوابعها، والأنبا برنابا أسقف تورينو وروما بإيطاليا، والأنبا ديفيد الأسقف العام بأمريكا، والأنبا مايكل أسقف منطقة فرجينيا وما حولها بأمريكا، والأنبا أباكير أسقف الدول الإسكندنافية بأوروبا، والأنبا أنجيلوس الأسقف العام باستفينج بالمملكة المتحدة، والأنبا دميان الأسقف العام بألمانيا، والأنبا يوسف أسقف جنوبى الولايات المتحدة.
كما أصدر مجمع كهنة إبراشية لوس أنجلوس بياناً، حصلت "المصريون" على نسخة منه، أكدوا فيه أن الأنبا سرابيوم لا علاقة له بالفيلم، فهو مشهور بمواقفه الحكيمة والتزامه بروح الإنجيل.. وأضاف البيان أنه أعلن مرارًا رفضه لهذا الفيلم المسىء باعتباره ضد تعاليم المسيحية السمحة.
فى المقابل، أعرب خالد المصري أمين عام المركز الوطني للدفاع عن الحريات، وعضو المكتب السياسي بالجبهة السلفية، ومقدم البلاغ عن تمسكه بالاتهامات ضد القساوسة، وتابع قائلاً: "متمسكون بكل اتهام لجميع القساوسة في البلاغ المقدم وسوف نقدم ما لدينا من مستندات وأدلة في التحقيقات، وكذلك نؤكد أننا مصرون على استدعاء الأنبا بخوميوس للإدلاء بشهادته أمام النيابة".
وأضاف فى بيان حصلت "المصريون" على نسخة منه: "نؤكد أن الكنيسة المصرية ليست فوق القانون وليست دولة فوق الدولة وانما هي مؤسسة من مؤسسات الدولة وجميع أفرادها من أصغر فرد حتى رأس الكنيسة فيها مثله مثل أي مصري إذا أخطأ يقع تحت طائلة القانون، ونحن نطالب بتفعيل دولة القانون على الكبير قبل الصغير لتحقيق مبدأ العدل والمساواة في مجتمع عانى كثيراً من التفرقة بين فصائل المجتمع ومؤسساته ومن تكميم الأفواه وتكبيل الحريات لعقود طويلة".