أفاد مصدر دبلوماسي مطلع أن الزيارة التي يقوم بها الشيخ سعد الحريري إلى القاهرة حاليا تجيء مواكبة لضغوط أمريكية على الحكومة المصرية ، لكي ترث الدور السوري في لبنان وخاصة في جانبه الاقتصادي كنوع من الضغط النفسي على سورية، ودفعها للاستجابة للمطالب الدولية والأمريكية في أكثر من ملف . وأشار المصدر إلى أن الشيخ سعد الحريري وصل إلى القاهرة مساء أمس الأول في إطار الجهود المصرية الرامية لتسوية الأزمة المتفجرة ما بين سوريه والأمريكيين والفرنسيين ، قادما من باريس التي يقيم فيها بشكل مؤقت بعد تلقيه تحذيرات من المخابرات الفرنسية بخطورة بقاءه في لبنان .. وأوضح المصدر بأن الحريري التقى الرئيس المصري فور وصوله للقاهرة علي غير العادة في تعاملات الرئيس المصري البروتوكولية مع الشخصيات العربية ، ويظهر حرص الرئيس المصري علي مقابلته لما يمثله الحريري (الابن) الآن من مكانة دولية رفيعة وخاصة لدي الأمريكيين والفرنسيين .. وقد استمع الضيف اللبناني لتحذيرات من المصريين تتعلق بسعي الولاياتالمتحدة لتسييس التحقيق في مصرع والده وإلصاق التهمة بسوريا ، وهو ما جعل سعد الحريري يعرب للصحفيين عن مخاوفه من حدوث ذلك بعيدا عن الحقيقة . وأستبعد المصدر أن ترفض القاهرة المطلب الأمريكي الرامي إلى الضغط على سوريه عبر لبنان ، واتفقت مع حكومة فؤاد السنيورة التي شكلت عقب الانتخابات البرلمانية اللبنانية الأخيرة ، علي تفعيل برامج التعاون المشترك بين مصر ولبنان ، حيث تبحث اللجنة العليا المصرية اللبنانية المشتركة في اجتماعاتها ببيروت الشهر المقبل برئاسة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء ونظيره اللبناني السيد فؤاد السنيورة تفعيل اتفاقيات وبرامج التعاون المبرمة بين البلدين خاصة في مجالات التبادل التجاري والاستثماري وإقامة محطات توليد الطاقة الكهربائية والاستفادة من الخبرة المصرية في صيانة هذه المحطات ، ومد أنابيب الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان ودول المشرق العربي ، ومشروعات الربط الكهربائي ، إلى جانب توسيع التعاون في المجالات الثقافية والإعلامية والاجتماعية والشبابية والرياضية . وتتناول جلسات المباحثات بين الجانبين المصري واللبناني الإجراءات اللازمة لإزالة العراقيل البيروقراطية التي تعوق تدفق السلع بين الجانبين ، ومعوقات تصدير الحاصلات الزراعية ، وإقامة مشروعات مشتركة بين رجال الأعمال في البلدين خاصة في مجالات تصنيع المواد الغذائية والأدوية والمستحضرات الطبية ومستلزمات المستشفيات والأمصال ومعدات الاتصالات والملابس الجاهزة والأجهزة الاليكترونية وإسهام شركات المقاولات المصرية في عمليات التشييد وإقامة المشروعات بلبنان . ومن المقرر أن يبحث الجانبان أيضا تأسيس شركة مصرية لبنانية مشتركة لتسويق منتجات البلدين في الأسواق العربية والأفريقية والدولية للاستفادة من الخبرة اللبنانية الواسعة في مجال التسويق ، وكذلك التنسيق والمشاركة في المعارض والأسواق الدولية إلى جانب تبادل الأفواج السياحية وزيادة الاستثمارات في قطاع السياحة .