تدور فى الأفق محاولات لإبرام تحالف بين حزبى "الحرية والعدالة"، و"النور" السلفى لتدشين تحالف انتخابى خلال انتخابات مجلس الشعب القادمة، فى ظل مخاوف إخوانية من عدم تحقيق الجماعة للنتائج التى حققتها خلال الانتخابات الماضية فى ظل تقارير الأمانات والشُعب التابعة للحزب والجماعة عن تراجع التأييد فى الأوساط الشعبية لجماعة "الإخوان المسلمين". ويدعم "الإخوان" بقوة جناح الدكتور عماد عبد الغفور داخل حزب "النور" فى صراعه مع الدكتور ياسر برهامى فى ظل خروج تصريحات من معسكر الأخير على لسان الدكتور يونس مخيون والدكتور طلعت مرزوق عضوى الهيئة العليا للحزب بصعوبة إبرام تحالف بين الطرفين، وتأكيدهما بأن حزب "النور" سيخوض الانتخابات للحصول على الأغلبية والمركز الأول فى الانتخابات القادمة. وتعول "الإخوان" كثيرًا على تراجع نفوذ الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس "الدعوة السلفية" فى الصراع الذى يشهده حزب "النور" حاليًا لتدشين تحالف مع "جبهة الإصلاح" المناوئة له بقياد الدكتور عماد عبدالغفور رئيس الحزب، والتى ترحب بقوة بالتحالف مع "الحرية والعدالة" رغبة فى التصدى لمحاولات القوى الليبرالية وبقايا فلول النظام السابق للعودة للمشهد السياسى. وكشفت مصادر مطلعة، أن جماعة "الإخوان" عرضت على حزب "النور" الحصول على 30% من مقاعد البرلمان المقبل، فى حال إبرام تحالف انتخابى بين الطرفين، على أن تحافظ "الإخوان" والقوى الإسلامية الأخرى على أكثر من 40% من المقاعد، كما حصل فى انتخابات مجلس الشعب الماضية. غير أن المهندس على عبد الفتاح المسئول عن ملف التنسيق بين الإخوان والسلفيين أبدى تحفظا على تحديد نسبة التحالف أو تقديم عرض كامل لحزب "النور"، مشيرًا إلى أن الجماعة تنتظر حسم مصير مجلس الشعب فى ظل إمكانية عودته وهو أمر يجعل الحديث عن التحالف بين الطرفين سابق لأوانه، معتبرًا أن حكم الإدارية العليا أو إقرار قانون الانتخابات هما ما سيسرعان من جهود إبرام التحالف من عدمه. وهو ما أكده الدكتور بسام الزرقا عضو الهيئة العليا لحزب "النور" قائلا: "نحن ننتظر حكم الإدارية العليا حتى نحسم خيارنا سواء بإعداد قوائم خاصة بالحزب لخوض الانتخابات أو البحث فى إمكانية التحالف مع قوى إسلامية خلال الانتخابات القادمة". وأشار إلى أن حزب "النور" يعتبر التشاور حاليًا حول هذا التحالف مضيعة للوقت فى الجهد لاسيما أن هناك احتمالات قوية لعودة مجلس الشعب واقتصار الانتخابات على المقاعد الفردية، وبالتالى فعلينا الانتظار وساعتها لن سيكون لكل حدث حديث. غير أن الدكتور طلعت مرزوق، عضو الهيئة العليا لحزب النور "السلفى" والمقرب بشدة من الدكتور ياسر برهامى أوضح أن حزبه سينافس على المركز الأول فى الانتخابات البرلمانية المقلبة وسيسعى للحصول على الأغلبية، مشددا على أن حزب النور سيحقق نتيجة أفضل بكثير جدًا مما حققه فى الانتخابات البرلمانية الماضية. وحول إمكانية إبرام تحالفات أو تربيطات مع أحزاب أخرى قبل الانتخابات البرلمانية، قال إن ذلك مرتبط بمعرفة قانون الانتخابات الذى لم يعرف بعد حتى الآن"، معتبرًا أنه من السابق لأوانه الحديث الآن عن تحالفات انتخابية.