حذرت الحكومة اليمنية، مساء الإثنين، المواطنين من الانجرار خلف دعوات العنف والفوضى في محافظة المهرة شرقي البلاد، بالتزامن مع تصعيد المناهضين لتواجد القوات السعودية بالمحافظة المحاذية لسلطنة عمان. وبحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" الناطقة باسم الحكومة اليمنية، دعا مصدر مسؤول(لم يذكر اسمه) في الحكومة، المواطنين إلى "مساندة جهود أجهزة الجيش والأمن وقوات التحالف في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار ورفض الفوضى والدعوات التحريضية التي تهدف إلى إثارة العنف والفوضى في مختلف المحافظات ومنها محافظة المهرة". وقال المصدر إن "ما تقوم به بعض الشخصيات والجهات التي فقدت مصالحها وتعمل لخدمة الانقلاب الحوثي في آن واحد، من دعوات للفوضى وأعمال خارج إطار القانون وتهديد بإقلاق السكينة العامة في المهرة وفي مقدمة هؤلاء المدعو (علي سالم الحريزي) هو أمر مرفوض". وفق المصدر الحكومي، فإن "الأجهزة الأمنية لن تصمت إزاء ذلك وستقف في وجه كل من يعرقل مسيرة الأمن والتنمية بالمهرة التي يقود مسيرتها رئيس الجمهورية(عبد ربه منصور هادي) وبدعم أخوي وسخي من دول التحالف بقيادة السعودية". وطالب كل المكونات والمواطنين من أبناء المهرة إلى "تفويت الفرصة على مشعلي فتيل الأزمة والمتزعمين لجر المحافظة إلى مربع الفوضى والعنف بعد أن خسر الانقلاب فرصة دفع المحافظة إلى هذا المربع وذلك تنفيذا لأجندة دول (لم يحددها) لا تريد الخير للبلاد". والحريزي أحد وجهاء محافظة المهرة، أقاله الرئيس اليمني منتصف يوليو/تموز 2018، من منصبه كوكيل محافظة المهرة لشؤون الصحراء، عقب تأييده لمطالب المناهضين للتواجد السعودي. ومؤخرا بات يصف الحريزي التواجد السعودي بالمهرة، بأنه "احتلال" ويقول إن الخيارات مفتوحة في للتعامل مع قوات المملكة بالمحافظة. وارتفعت في الأسابيع الأخيرة وتيرة الاحتجاجات التي ينظمها ما تسمى "لجنة اعتصام أبناء المهرة السلمي" ضد تواجد القوات السعودية بالمحافظة، مطالبين برحليها. والجمعة الماضية، نظمت لجنة الاعتصام خمس وقفات احتجاجية في مناطق مختلفة بالمحافظة، طالبت برحيل القوات السعودية وإقالة محافظ المهرة راجح باكريت. وفي مارس/ آذار الماضي، دافع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" عن التواجد السعودي بالمهرة، مشيرا أنه "يأتي للتنمية ومكافحة التهريب للسلاح والمخدرات". ومنذ نهاية 2017، دفعت السعودية بقوات تابعة لها وآليات عسكرية وأمنية، في إطار تعزيز الأمن وضبط ومكافحة عمليات التهريب، بحسب تصريحات للتحالف العربي الذي تقوده المملكة باليمن. وإثر ذلك، اندلعت احتجاجات بالمهرة ضد تواجد القوات السعودية بالمحافظة. ويحظى موضوع التهريب بمحافظة المهرة، خلال الفترة الأخيرة، باهتمام متزايد من قبل الرئاسة والحكومة اليمنية والتحالف العربي. وظلت السلطة المحلية، وقوات الجيش والأمن بمحافظة المهرة، منذ اندلاع الأزمة اليمنية الأخيرة، موالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وبعيدة عن الصراع المسلح الدائر بالبلاد.