«مندور»: متحررون من الأمية يحصلون على الماجستير والدكتوراه.. و«عمرى»: الأمية مسؤولية مجتمعية تهدد أمن مصر وقعت وزارة الأوقاف مع الهيئة العامة لتعليم الكبار ومحو الأمية مطلع الشهر الجاري، بروتوكول تعاون للمشاركة فى محو الأمية لما لها من آثار سلبية على كل مناحى الحياة. واستنادًا إلى بيانات مركز المعلومات والتوثيق واتخاذ القرار بالهيئة العامة لتعليم الكبار، بلغت نسبة الأمية في الفئة العمرية 10 سنوات فأكثر حتى 1/7/2018 نحو 8 ملايين من الذكور بنسبة 21% من إجمالي تعداد سكان مصر من الذكور، و10 ملايين من الإناث بنسبة 30% من تعداد سكان مصر من الإناث، بنسبة إجمالية بلغت 25.7%. وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن "الوعى بمشروع محو الأمية ينبغى أن يأخذ حقه المطلوب مجتمعيًا". وأضاف، أن "وزارة الأوقاف لديها حتى الآن (2415) فصلاً لمحو الأمية، كما أن لدينا بيانًا تفصيليًا بكل ما يتعلق بفصول الدراسة، ومتابعة ذلك على أرض الواقع". وأوضح أن "الوزارة استطاعت وفق بيانات وإحصائيات عن الهيئة العامة لتعليم الكبار محو أمية (4588) فى هذا العام، إضافة إلى أن الوزارة بها (2415) فصلا، و(44517) دارسًا". وقال منصور مندور، كبير الأئمة بوزارة الأوقاف، إن "الهدف من توقيع البروتوكول هو مواجهة الأمية من أجل أن يكون هناك مواطن متعلم مستنير يستطيع أن يشارك في نهضة أمته". وأضاف "البروتوكول ليس إنشاءً جديدًا، بل هو استمرار للعمل المتواصل في مجال تعليم الكبار في إطار التعاون بين وزارة الأوقاف والهيئة العامة لتعليم الكبار". وأوضح ل"المصريون"، أنه "يجب تغيير مفهوم محو الأمية الحالي، الذي يعنى التحرر من الأمية المطلقة إلى أوليات القراءة والكتابة، لكي يواصل التعلم حتى أعلى مستوى من التعليم، من خلال تغيير ثقافة المواطنين، كما يجب تطوير الإعلانات الخاصة بمحو الأمية لتتسق مع مفهوم محو الأمية الجديد، والتوعية بالمشروع". وأشار إلى أن هناك "نماذج من المتحررين من الأمية ممن حصلوا على الماجستير والدكتوراه"، مشددًا على "حتمية إبراز تلك النماذج إعلاميًا واستضافتهم في البرامج التلفزيونية ليتحدثوا عن تجاربهم حتى يدرك الناس أن فصول محو الأمية ليست فصولاً شكلية، وقد قامت وزارة الأوقاف بمحو أمية 4588 متحررًا خلال هذا العام بتعليم حقيقي أعاد المتحرر لجودة الحياة". وأكد كبير الأئمة بوزارة الأوقاف، أهمية "تنفيذ مقترح وزير الأوقاف للإعلام بنشر قصص النجاح لمن واصلوا تعليمهم بالصحف الرسمية بشكل أسبوعي (قصة نجاح) أسوة بالنماذج المضيئة التي تنشر لمن حققوا تميزًا فى المشروعات الأخرى". وقال الدكتور عاشور عمري، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار ومحو الأمية، إن "الاهتمام بمحو الأمية يأتى فى إطار الاستجابة للدعوة الرئاسية بأن يكون عام 2019 هو عام التعليم". وأضاف ل "المصريون"، أن "قانون إنشاء الهيئة ألزم جميع الوزارات والمجتمع المدنى وغيرها بالعمل على محو أمية المواطنين، والهيئة هى المنوطة بالتخطيط والمتابعة والامتحانات وإصدار الشهادات. وحذر "عمري" من خطورة الأمية على الفرد والمجتمع، قائلاً: "إنها ليست مشكلة جهة أو هيئة وإنما هى قضية ومسؤولية مجتمعية لأنها تهدد أمن وسلامة الوطن، فالأمية أمية وعى بالأساس، والتعليم يغير بلا شك المواطن للأفضل على المستوى الاجتماعى والاقتصادى والثقافي". وأشار إلى أن "الهيئة تريد تعليمًا حقيقيًا يعتمد على الكيف لا الكم، وقد أصدرت ثلاثة إصدارات تحت عنوان (من الأمية إلى الكلية) قصص لتجارب ناجحة لمتحررين واصلوا التعليم، وحصلوا على مؤهلات عليا، بل تخطوا ذلك بالحصول على الماجستير والدكتوراه". وأوضح رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، أن "الهيئة ستتوسع فى فتح فصول الإعدادى لمواصلة التعلم والحد من الارتداد"، مشددًا على ضرورة أن "يكون بكل مسجد فصل لمحو الأمية، واستثمار الأئمة كمعلمين، فلا يصح أن يكون بمصر 18 مليون أمى وتمتلك مصرنا طاقات بشرية خلاقة تستطيع أن تصل بالأمية للصفر الافتراضي". وذكر أن "الهيئة تنسق أيضا مع الأزهر الشريف لأن يكون بكل معهد دينى فصل لمحو الأمية". وعلاوة على ذلك، أطلقت وزارة الأوقاف حملة "معًا.. لتحطيم.. وأنا مالى!" ضد السلبية، لتوعية المجتمع بمخاطر السلبية، والتى تتضمن شرحًا بكل أنواع العمل الاجتماعى ووحدة الصف تجاه قضايا المجتمع. وأعلن الشيخ صفوت أبوالسعود، وكيل وزارة الأوقاف بالقليوبية، عن خطة المديرية حيال حملة "معًا.. لتحطيم.. وأنا مالى!" لمحاربة السلبية وغرس روح الانتماء والإيجابية بين أفراد المجتمع. وأوضح، أن "الحملة تتم بالتنسيق والتعاون مع جميع الجهات المعنية فى الشباب والرياضة والتربية والتعليم والثقافة ومؤسسات المجتمع المدنى، مع ضرورة استغلال فترة الإجازة الصيفية للطلبة فى التوعية والثقافة ومحو الأمية والمدارس القرآنية وتنشيطها خلال الإجازة الصيفية".