كشف الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، إسرارًا جديدة عن العلاقة بين جماعة الإخوان السلفيين وحزب النور السلفي إبان الانتخابات البرلمانية والتي أجريت في 2012. وأكد برهامي في مقال له عبر موقع أنا سلفي، أن مسألة التكفير كانت هي النقطة الفاصلة التي جعلت لا يوجد بين السلفيين والإخوان توافق، موضحًا أن الأفكار التكفيرية ظهرت عند الإخوان في عدة مواضع أبرزها مقتل الخازندار والنقراشي وغيرهما من شخصيات الدولة. وأوضح، أن هناك عدة مسائل جعلت هناك نزاعًا بين الإخوان والسلفيين مثل المسائل العقدية، كضرورة التزام منهج السلف في الصفات، وتوحيد الإلوهية وما يتعلق بقضايا القبور والغلو في الصالحين، وغيرها، وكذلك مسائل القَدَر، والموقف مِن الشيعة الروافض، والتي كانت مِن أبرز الخلافات في المسائل العَقَدية عندما قامت ثورة "الخميني" في إيران، ووجدنا التسارع الأهوج والتأييد الأعمى لهذه الثورة الشيعية الذي وصل إلى اعتبار "الخميني" إمامًا للمسلمين! وكذلك كان الخلاف في مسائل عَمَليَّة، كسفر المرأة بدون مَحرم، والرسم والتماثيل، وقضية التعامل مع فقه الخلاف، ونحو ذلك. وكشف برهامي عن مفاجآت حول انتخابات 2012، مؤكدًا أنه كانت هناك محاولات للتنسيق في انتخابات مجلس الشعب الأولى في آخر 2011م حيث قمنا بزيارة لحزب "الحرية والعدالة" لمحاولة وضع ضوابط لعدم التنافس المذموم، ومحاولة ترك بعض الدوائر لمَن نراه مطلوبًا وجوده في مجلس الشعب القادم مِن الإخوان أو السلفيين. وأضاف برهامي، أنه صدم من ردود فعل الإخوان وخاصة الرئيس الراحل محمد مرسي :" فكان جواب الدكتور مرسي -رئيس الحزب في ذلك الوقت-: "it is too late !"، لقد جئتم متأخرين جدًّا؛ لقد نَسَّقْنَا مع كل الأحزاب والقوى الليبرالية المتحالِفة معنا، ولا نستطيع أن نعدكم بشيء". وذكر برهامي، خيانة الإخوان لحزب النور في الانتخابات :"وأتذكر أنني سميتُ في وسط الحوار: المهندس "عبد المنعم الشحات"، في أهمية وجوده في المجلس لمصلحة الجميع؛ فكان الرد بالموافقة على ذلك بالتأكيد، وأنهم هم مَن سينتخبونه (وهذا للأسف حدث عكسه تمامًا، بل تحالفوا على إسقاطه، بل تم التزوير بالطرق الخَفِيَّة -التي لم نكن نعلمها- لإفشاله في انتخابات الإعادة)".. وكشف عن حديث خاص لمرسي، بعد واقعة خسارة الشحات :"قلتُ للدكتور مرسي يومها: "فلا أقل على الاتفاق على ميثاقٍ أخلاقيٍ أثناء الانتخابات نلتزم به جميعًا؛ كان مِن أبرز بنوده: الإجماع على أن التزوير محرم شرعًا، وجريمة لا تجوز بحال ولا تأويل، كذلك تجنب التشويه للطرف المخالف وسرعة التواصل في حالة أي نزاع لإيقافه، لكن للأسف الشديد وجدنا نقضًا لهذا الميثاق الأخلاقي الذي نشرته جريدة الفتح، وجريدة الحرية والعدالة التزامًا مِن الطرفين بذلك"! وأشار، أنه عقب حصد حزب قائمة حزب النور لعدد كبير من المقاعد البرلمانية حاول الإخوان السيطرة على كل اللجان في البرلمان:"عندها حاول "الإخوان" استغلال أكثريتهم في السيطرة على كل اللجان دون مشاركة مع أحدٍ غيرهم في جميع وظائف اللجان -وكانت الخطوة الثانية في التباعُد-؛ عند ذلك تواصل بعض النواب مع أفراد المعارَضة لتحقيق المُشارَكَة لجميع القوى السياسية دون المُغَالَبة -كما هو الشعار المرفوع؛ نُطَبِّقه حقيقةً للمصلحة الراجحة- وهذا كان هدفنا فعلًا؛ إزالة الحواجز بين الحركة الإسلامية عامة "والسلفية خاصة"، وبين عامة الناس والقوى السياسية مِن جانبٍ آخر، وأننا لا نريد الإقصاء والاستئثار الذي يضر بنا وبالبلاد كلها؛ إضافة إلى عدم قدرة الحركة الإسلامية على الانفراد بالعمل، ولا مواجهة الجميع في مرحلةٍ شديدة الحساسية مِن تاريخ البلاد، تحتاج إلى التعاون الصادق للخروج بالبلاد من عنق الزجاجة". وأوضح :"لكن للأسف كان الشعور الزائف بالانتصار والتمكين ووهم السيطرة لدى قيادات "الإخوان" -ذات التوجه الصِّدامي في الحقيقة الذي تربوا عليه- هو المحرِّك لهم فيما صنعوا! وما أن عَلِموا بهذا التواصل إذا بهم يتواصلون فورًا مع المهندس "أشرف ثابت"؛ للتنسيق الذي سَبَق أن رَفضوه"! واختتم برهامي مفاجآته قائلاً : "تم الاتفاق على إشراك كل الكُتل الموجودة في البرلمان من أجل الإصلاح التدريجي؛ لا الاستئثار والإقصاء الذي يزيد الجو شحناء وكراهية، ويعمِّق شعور العزلة عن المجتمع عند أصحاب التوجه الإسلامي.