الكونت فولك برنادوت هو دبلوماسى سويدى، ترأس الصليب الأحمر السويدى، ولد فى باستوكهولم فى 2 يناير 1895، وهو ينتمى إلى العائلة الملكية السويدية، ويعتبر الابن الأصغر لأوسكار الثانى الذى كان ملك السويد والنرويج. شارك برنادوت فى عمليات تبادل الأسرى خلال الحرب العالمية الثانية، وفى عملية إنقاذ 15 ألف معتقل من معسكر اعتقال، وكانوا سويديين ونرويجيين وفرنسيين. بعد قرار تقسيم فلسطين اندلعت مواجهات بين اليهود والعرب فى فلسطين، فاختارته منظمة الأممالمتحدة ليكون وسيطاً بينهم فى 20 مايو عام 1948، ليصبح أول وسيط دولى فى تاريخ المنظمة، وكان الهدف من مهمته وقف المواجهات بين الطرفين المتنازعين وتطبيق قرار التقسيم، واستطاع أن يحقق الهدنة الأولى فى فلسطين فى 11/6/1948، وتمكن بعد مساعٍ لدى الجانبين العربى والإسرائيلى من الدعوة إلى مفاوضات رودس التى جرت نهاية عام 1948. قدم فولك برنادوت عدة اقتراحات من أجل عملية السلام للأمم المتحدة فى 27/6/1948، ومنها: ينشأ فى فلسطين بحدودها التى كانت قائمة أيام الانتداب البريطانى الأصلى عام 1922 (وفيها شرق الأردن)، اتحاد من عضوين أحدهما عربى والآخر يهودى، وذلك بعد موافقة الطرفين الذين يعنيهما الأمر. تجرى مفاوضات يساهم فيها الوسيط لتخطيط الحدود بين العضوين على أساس ما يعرضه هذا الوسيط من مقترحات، وحين يتم الاتفاق على النقاط الرئيسية تتولى لجنة خاصة تخطيط الحدود نهائيًا. يعمل الاتحاد على تدعيم المصالح الاقتصادية المشتركة، وإدارة المنشآت المشتركة وصياغتها بما فى ذلك الضرائب والجمارك، وكذا الإشراف على المشروعات الإنشائية وتنسيق السياسة الخارجية والدفاعية. يكون للاتحاد مجلس مركزى، وغير ذلك من الهيئات اللازمة لتصريف شؤونه، حسبما يتفق على ذلك عضوا الاتحاد. لكل عضو حق الإشراف على شؤونه الخاصة، بما فيها السياسة الخارجية وفقاً لشروط الاتفاقية العامة للاتحاد. تكون الهجرة إلى أراضى كل عضو محدودة بطاقة ذلك العضو على استيعاب المهاجرين، ولأى عضو بعد عامين من إنشاء الاتحاد الحق فى أن يطلب من مجلس الاتحاد إعادة النظر فى سياسة الهجرة التى يسير عليها العضو الآخر، ووضع نظام يتماشى والمصالح المشتركة للاتحاد، وفى إحالة المشكلة إذا لزم الأمر إلى المجلس الاقتصادى والاجتماعى التابع للأمم المتحدة، يجب أن يكون قرار هذا المجلس مستندًا إلى مبدأ الطاقة الاستيعابية وملزمًا للعضو الذى تسبب فى المشكلة. كل عضو مسئول عن حماية الحقوق المدنية وحقوق الأقليات، على أن تضمن الأممالمتحدة هذه الحقوق. تقع على عاتق كل عضو مسؤولية حماية الأماكن المقدسة والأبنية والمراكز الدينية، وضمان الحقوق القائمة فى هذا الصدد. لسكان فلسطين إذا غادروها بسبب الظروف المترتبة على النزاع القائم، الحق فى العودة إلى بلادهم دون قيد، واسترجاع ممتلكاتهم. وضع الهجرة اليهودية تحت تنظيم دولى، حتى لا تتسبب فى زيادة المخاوف العربية. بقاء القدس بأكملها تحت السيادة العربية، مع منح الطائفة اليهودية فى القدس استقلالاً ذاتيًا فى إدارة شؤونها الدينية. إضافة بعض التعديلات الحدودية بين العرب واليهود، منها ضم النقب إلى الحدود العربية، والجليل إلى الدولة الإسرائيلية. أثارت اقتراحات برنادوت حفيظة الجانب اليهودى فى تلك الفترة، إذ عارض ضم بعض الأراضى الفلسطينية إلى الدولة اليهودية المقترحة فى قرار التقسيم الذى صدر فى 29 نوفمبر1947، كما اقترح وضع حد للهجرة اليهودية، ووضع القدس بأكملها تحت السيادة الفلسطينية، فاتفقتا منظمتا أرغون التى يرأسها مناحم بيجن، وشتيرن برئاسة إسحاق شامير على اغتياله، وقام زتلر، قائد وحدة القدس، بالتخطيط للعملية، ونفذت عملية الاغتيال فى مثل هذا اليوم عام 1948 فى القطاع الغربى لمدينة القدس، فمات عن عمر يناهز ال 53 عامًا إثر تعرض سيارته لإطلاق نار من قبل ثلاثة أشخاص ومات على الفور.