قلب القاهرة يئن، بل يصرخ، وأصبح لا يحتمل المزيد من ضغوط الزحام اليومى ليلاً ونهارًا، وآن للقاهرة أن يتم إنقاذها لتستريح، وقد طرحت فى هذا المكان الأسبوع الماضى عدة خطوات يمكن من خلالها البدء الفورى فى علاج اختناق القاهرة التى باتت لا تسع البشر والسيارات والحيوانات والتوك توك والباعة وغيرها، وتمثل الطرح فى ضرورة نقل الوزارات وتجمعات المصالح والخدمات لخارج قلب القاهرة، وسرعة تطوير شبكة النقل العام وتحسينها، لتشجيع المواطنين على استخدامها والاستغناء عن السيارات الخاصة، وتمديد خطوط المترو وتحسين خدماته، وإلزام الشركات والمؤسسات بأن يكون لكل منها جراج خاص بها يسع العدد المفترض من سيارات العاملين بها، لمنع الصف الثانى والثالث من السيارات. يضاف إلى ما سبق، منع عربات الكارو والحمير والتوك توك من السير بالشوارع العامة، وتحديد غرامات مالية عالية لمن يخالف ذلك، فلا يسمح بها إلا فى الأحياء الشعبية أو الشوارع الجانبية، ومنع الأسواق العشوائية بكل الطرق، ومكافحة الباعة الجائلين، وذلك بتحديد أماكن خاصة لهم بعيدًا عن قلب القاهرة، على أن يتم خلالها تأجير الأكشاك أو أماكن البيع بأسعار رمزية، وذلك لتشجيع الباعة للإقبال على هذه الأسواق، بجانب تخصيص وسائل انتقال مخفضة الأسعار لهذه الأسواق، للتيسير على المواطنين للوصول إليها، ولا يفوتنى فى هذا أن أذكر أن تجربة أسواق اليوم الواحد لم يتم التخطيط لها جيدًا، ولهذا حديث آخر. ومن الخطوات التى ستسهم فى تهدئة أمواج الزحام الهادرة، علاج الأعطاب بالشوارع سواء العامة أو الجانبية، فتمهيد الطرق ييسر حركة سير السيارات فى انسيابية، أما الحفر وبالوعات المجارى المفتوحة تؤدى بصورة أوتوماتيكية إلى تعطيل المرور، كما يجب الاستغناء التدريجى عن رجل المرور، والاستعاضة عنه بكاميرات المراقبة التى ترصد حالة المرور فى الشوارع، كما هو معمول به فى كل دول أوروبا والعديد من البلدان العربية التى تأخذ بأسباب التقدم التقنى فى التعامل مع مشاكل المرور، فالكاميرات لا يمكن تزوير المعلومات بها، وهى ترصد المخالفين بدقة، ولا يمكن التشكيك بها كما يحدث الآن فى بعض رجالات المرور الذين يسجلون الغرامات "عمال على بطال". ويأتى فى منظومة علاج تضخم شوارع القاهرة، مواجهة مافيا الميكروباصات بصورة راديكالية، فلا يخفى على أحد أن سائقى الميكروباص قد توحشوا فى أسلوب قيادتهم الذى لا يحترم مرورًا ولا سيارات ولا بشرًا، ومعظم الاختناقات فى شوارع القاهرة سببها تكدس الميكروباصات بصورة عشوائية، ووقوفهم المفاجئ فى منتصف الطريق لإنزال راكب أو التقاط آخر دون أى اعتبار للآخرين، ويجب تشديد الغرامات على المخالفين، وعلى من يقفون فى أماكن غير مخصصة لمواقف الميكروباص، وتشديد الرقابة على رخص القيادة للسائقين، فمعظم من يقود هذه الميكروباصات أطفال أو صبية مراهقون. أما العامل الأساسى فى علاج القاهرة هو وقف الهجرة الداخلية إليها، وذلك عبر تطبيق حقيقى لنظام الإدارة اللامركزية، فما معنى أن يأتى سوهاجى أو إسمعلاوى للقاهرة لتنفيذ طلب نقل فى وظيفة أو مدرسة، كما أن اللامركزية ستتيح للمحافظين والمجالس المحلية العمل على التنمية المحلية بصورة تفتح أبواب العمل للعاطلين، وتقلص من مجىء هؤلاء للقاهرة بحثا عن عمل، أطروحات الحل كثيرة وكثيرة منها أيضًا إمكانية عمل طرق للدراجات فى المناطق التى يتم تفريغها من السيارات خاصة المناطق الراقية كالمهندسين، المعادى، مصر الجديدة، المهم أن يبدأ العمل بأى منها كخطوة أولى فى إنقاذ القاهرة وإنقاذ سكانها، لأننا أشرفنا جميعًا على الانفجار.