الوقوف العشوائى للميكروباص والتوك توك زاد من أزمة الزحام المرورى سائقو الميكروباص استغلوا خلو الشارع لفترة طويلة من رجال الشرطة وكثرة أعداد الميكروباصات وأنشأوا لهم موقفا عند كل مدخل شارع يصطفون في طابور حتي يحصل كل سائق علي حمولته البشرية وليس من المهم أن الشارع يغلق أو يرتبك المرور بسبب إشغاله بل الأهم هو أن يحصل كل صاحب ميكروباص علي دوره وإذا لم يحدث ذلك تندلع المشاجرات والتي تبدأ بتكسير سياراتهم وصولا إلي استخدام الأسلحة البيضاء التي أصبح لا غني عنها داخل كل ميكروباص، ثم تطور مشهد سائقي الميكروباص ليأخذ شكلا أكثر خدش لحياء المارة وركابه فأصبحت الملابس الداخلية هي الزي الرسمي لسائقي الميكروباص. تحولت شوارع مصر إلي لعنة بسبب الزحام والفوضي التي يشهدها والتي تصل أحيانا إلي مشاجرات توقع ضحايا من المارة الذين لا ناقة لهم ولا جمل سوي أنهم ذهبوا لشراء احتياجاتهم.. عالم من الفوضي الأخلاقية والمرورية التي تسبب فيها ذاك السرطان المتفشي في جميع أنحاء شوارع القاهرة "الميكروباص" والذي اختتم فاعلياته "بالتوك توك" ليعمل عليه الكبار والأطفال في بعض الأحيان دون تحمل مسئولية لمن يركبه أو لمن يسير في الشارع والأخطر من ذلك هو تفشي الأخلاقيات السيئة بين سائقيهم إلي أن وصل إلي العلن فأصبحوا يعزمون علي الراكبين بسجائر الحشيش ناهيك عن الألفاظ المقززة والخادشة للحياء، من واقع جولة قامت بها آخر ساعة داخل سيارات الميكروباص عاشت فيها ساعات من الرعب نروي لكم تفاصيلها وأخري من روايات واقعية من راكبيه داخل مواقفهم العشوائية وأخري من راكبي التوك توك". وبدأت الجولة من محطة الإسعاف برمسيس إلي مدينة 6 أكتوبر وبالاقتراب من إحدي سيارات الميكروباص علي ناصية شارع الجلاء إلا وبدأت المناقشات بين السائقين فهذا يجذبك إليه والآخر يصيح دوري ولا يصح لك مخالفة الدور مضي نصف ساعة إلي أن اتفق كلاهما علي من يسير الأول واستقر الأمر بنا مع سائق لايرتدي سوي "فانلة داخلية وشورت" والعرق يتصب من أنحاء جسده ويبدو عليه الإرهاق وعيناه حمراوان ولايمر عليه دقيقة دون أن يعلو صوته ويتشاجر مع زملائه تارة والراكبين تاره أخري إلي أن اكتملت السيارة وذهبنا وبدأت الرحلة وبعد أن اطمأن علي أجرته أخرج سجائره وأخذ يدخن وعزم علي الراكب الذي يجلس بجواره قائلا: نهارك زي العسل أجابه (كلك مفهومية) وفي دقائق السيارة بالكامل أصبحت تدخن وما لنا إلا وأدركنا أننا داخل غرزة حشيش وليست سيارة ميكروباص وعند الاقتراب علي أول كمين الجميع ألقي بالسجائر من النوافذ وتعمد الانتظار في آخر صف حتي يقضي علي رائحة الدخان ومرت السيارة وبدأ الأمر يعود إلي ما هو عليه وفي الوقت الذي أصبح فيه الراكبون يعلون بضحكاتهم لم نعد نتحمل الرائحة وكدنا أن نصاب بإغماء من كثرة الدخان المتصاعد من السجائر الملفوفة بالحشيش ومن حسن الحظ أن المحطة التي نرغب فيها وصلنا إليها ثم جلسنا علي أحد الكافيهات في محاولة للاستيقاظ من هذه الرائحة المفزعة. وبالاقتراب من أول موقف سيارات ميكروباص ينظمونه هم أيضا علي جانبي ميدان ليلة القدر بالسادس من اكتوبر التقينا مع مجموعة من الفتيات وعند سؤالهن عن معاناة الميكروباصات قاطعت الحديث إحداهن في لهفة غير عادية وصاحت "أرجوكم حاولوا القضاء علي هذه الفوضي الأمن لا يستطيع فعل أي شيء سوي الكمائن التي تعطل المرور وهم لديهم حيل جيدة للخروج منها واستكملت إيمان عبدالفتاح إحدي قاطنات الحي السادس، من غير الممكن أن تقضي رحلتك في الذهاب إلي أي مكان ترغبين فيه وتعيشي ساعات من الرعب داخل الميكروباص مع أشخاص لاتعرف سوي ألفاظ قبيحة وسائق يعمل وهو يرتدي ملابسه الداخلية. وتأخذ منها طرف الحديث عالية عبد القوي قائلة الأمر لايقتصر علي ذلك بل يمتد إلي أن المشاجرات فيما بينهم لاتنقطع بالإضافة إلي أنك تتعرضين معهم إلي اعتداءات متكررة طوال رحلتك بسبب خلافاتهم مع أي راكب آخر وينظمون حملات علي بعضهم للأخذ بالثأر في عرض الطريق وجميع ركاب الميكروباص في ذلك الوقت ضحية لما يحدث وتعلو الأسلحة المشهورة لهم وهي السنج والمطاوي والسكاكين والشوم الحديدية فكيف لنا أن نعيش. ويقول ماهر محام، ليس هناك حل سوي تطبيق القانون فما يفعله سائقو الميكروباص تعدي الفوضي المروية ليصبح فوضي أخلاقية وضغطا نفسيا علي المواطنين وليس من المنطقي أيضا الاستغناء عنهم لأن المصريين جميعا لايمتلكون سيارات بل الحل هو تفعيل قانون خدش الحياء العام، والسب والقذف أي القوانين الأخلاقية التي لم تكن مفعلة في السنوات السابقة وهذا ليس تكاسلا من أصحاب القوانين بل لأنه لم يكن الأمر فاحشا إلي هذه الدرجة الآن أصبحت السلوكيات في انحطاط ولا أحد يستطيع أن يقف في وجه هذه الفئة وأيضا لايمكن الاستغناء عنها الشعب المصري الآن بين نارين . وعلي الجانب الآخر تقول مها إحدي قاطنات الحي، إلي وقت قريب لم تكن تعرف مدينة السادس من أكتوبر التوك توك أبو ثلاث عجلات إلي أن دخل وأخذ يركبه الجميع كوسيلة تريح بعض كبار السن ثم تفشي داخل جميع شوارع المدينة لنراه الآن علي الطريق السريع مثل أي سيارة ميكروباص ويعمل بأجرة تاكسي وسائقه لا يتعدي عمرة 15 عاما وحوادثه لاحصر لها. الأمر تعدي كل ذلك بل أصبح له موقف خاص به ينظمه بجوار أحد الميادين هكذا تقول آية محمود بالحي الثامن وتروي قائلة: التوك توك الآن أفضل حالا من سائقي الميكروباص وحوادثه أفظع بكثير ولا أحد ينجو منها لأنه صغير الحجم وليس له ثقل بالمقارنة بالسيارات الأخري. ويؤكد د. أحمد رفعت أستاذ القانون، أن هناك مواد في قانون العقوبات رادعة لمواجهة هذه الفئة ولكن تطبيق القانون ربما لم يحقق الردع المطلوب فعلي سبيل المثال القانون في مواد كثيرة يخير بين عقوبة الغرامة والحبس في بعض العقوبات فلو تم تطبيق الحبس بدلا من الغرامة أو كليهما معا لتحقق الردع فورا وقل عدد من يمارسون أعمال البلطجة والخروج علي القانون من سائقي السرفيس لذلك ندعو بتطبيق هذه القوانين علي جميع السائقين حتي سائقي وزارة النقل أو الهيئة للتقليل من مستوي الانحدار الأخلاقي الذي وصلوا إليه. يقول أشرف خميس مؤسس رابطة سائقي الميكروباص، الاختلاف شاسع بين سلوكيات أعضاء الرابطة والداخلين عليها لذا فالحل هو انتقاء حسني السلوك وتطبيق الثواب والعقاب لأن سائق الميكروباص لاتطبق عليه سوي لوائح المرور وهو حر نفسه وغير معين في جهة تلزمه بحسن الخلق أو تدربه وتنمي مهاراته أو تعاقبة لو أخطأ بعكس الهيئة أو رابطة السائقين حيث يتم اختياره جيدا قبل التعيين وتحكمه بحزمة من اللوائح الجزائية.