بعد مهاجمتها بعض الزراعات في محافظة أسوان، حذرت نقابة الفلاحين وبرلمانيون من دودة "الحشد الخريفية"، أو ما يطلق عليها "الحشرة الجياشة"، خاصة أنها تدمر المحاصيل الزراعية وتصيب أكثر من 80 نوعًا نباتيًا، وتترك خلفها آثار مدمرة. وفي مايو الماضي، ظهرت تلك الحشرة في المحاصيل الزراعية بقرية العقبة بمركز كوم أمبو بأسوان، التي كانت أولى القرى المتضررة من دودة الحشد، حيث أصدرت وزارة الزراعة، بيانًا، أكدت فيه دخول دودة الحشد الجياشة مصر بعد أخذ عينة حشرية من أحد حقول الذرة الشامية في قرية العقبة. وبحسب الدراسات الصادرة عن منظمة "الفاو"، فإن من أبرز المحاصيل المهمة المهددة بالإصابة بالدودة الفتاكة البالغ عددها أكثر من 80 نوعًا من المحاصيل أهمها الذرة الشامية، الأرز، الذرة الرفيعة ومحاصيل الخضر والقطن. كما أن دودة الحشد تنتشر بشراهة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في القارة الأمريكية والتي تعد الموطن الأصلي للآفة القاتلة. وقدمت المنظمة الدولية مجموعة من النصائح التي تساعد في الحد من انتشار الدودة الفتاكة، أبرزها استخدام المقاومة البيولوجية لمكافحة دودة الحشد الخريفية، مؤكدة أنه توجد العديد من الكائنات الحية التي يمكن أن تساعد في مكافحة "الحشد"، مثل المفترسات، والمتطفلات العامة وبعض مسببات الأمراض الحشرية، وجميعها موجودة بالفعل في الدول الإفريقية. وأشارت إلى أنه يمكن أيضا استقدام أنواع أخرى من المفترسات والمتطفلات المتخصصة وبعض سلالات مسببات الأمراض الحشرية والتي تتركز في الأمريكتين، كما يمكن استخدام بعض النباتات الطاردة للدودة. حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين، قال إن "دودة الحشد خطيرة جدًا ولها نتائج كارثية على الزراعة في مصر، حال انتشارها على نطاق واسع، خاصة أنها تتغذى على جميع أنواع المحاصيل سواء شتوية أو صيفية". وأضاف ل"المصريون": "هذه الدودة قادمة من القارة الأمريكية، وجاءت لأول مرة إلى أفريقيا في مطلع 2016، وانتشرت في دول عديدة من بينها مصر". وتابع: "هذه الدودة تتغذى على القطن والذرة الشامية والقمح والفاكهة والخضروات بمختلف أنواعهما، إضافة إلى أنها متواجدة طيلة العام لملائمة الجو لها، ما يعني ضرورة الإسراع في البحث عن أساليب وطرق لمواجهتها أو على الأقل منع انتشارها على نطاق واسع". ومضى محذرًا: "الدودة سريعة الانتشار ودورة حياتها لا تزيد عن شهر ونصف". نقيب الفلاحين، أكد أن "الرش الهوائي لا يكفي وحده لمواجهتها، كما أن وزارة الزراعة لا يمكنها مواجهة الحشرة بمفردها، ومن ثم لابد من تكاتف الجهود بين كافة الجهات المعنية من أجل القضاء عليها". وطالب بعقد دورات وندوات توعوية للفلاحين في كيفية مواجهة هذه الدودة وكيفية التعامل مع بيض هذه الحشرة وكيفية جمعها، مؤكدًا أن لتلك الندوات والدورات تأثيرات مهمة حال التعامل معها بجدية. وأشار إلى أن التهاون مع دودة الحشد سيكون له أضرار على الإنتاجية والتصدير وعلى الفلاحين أنفسهم، لا سيما أن إنتاجهم سيقل، مشددًا على ضرورة مواجهتها وعدم السماح لها بالانتشار. من جهته، قال رائف تمراز، عضو لجنة الزراعة والري بالبرلمان، إن "وزارة الزراعة لم تقم بدورها في رصد هذه الحشرة وإعداد الخطط والطرق العاجلة لمنعها من دخول مصر، كما أنها لم تقم بدورها في توعية المواطنين، ذلك رغم التحذيرات المتكررة والتنبيهات من جهات عديدة". وأضاف ل"المصريون"، أن "القضية ليست بالبساطة التي يتخيلها البعض، خاصة أن تلك الدودة تأكل كافة المحاصيل مثلها مثل الجراد، غير أنها متواجدة طوال العام". وأشار إلى أنه "سيتم تشكيل لجنة مكونة من المركز لقومي للبحوث الزراعية ومتخصصون من كليات الزراعة وكذلك عدد كبير من المهتمين بهذا الدودة؛ لكي يتم وضع خطة لاستئصالها". وطالب كافة الجهات المعنية ووزارة الزراعة بالمشاركة في محاربة هذه الآفة؛ لأن أضرارها ستلحق بالمجتمع كله وليس بفئة بعينها. من جانبه، قال الدكتور حسين جادين، ممثل منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" في مصر، إن المنظمة الدولية في انتظار أن تتقدم الحكومة بطلب للمساعدة في مكافحة دودة الحشد الخريفية، خاصة بعد أن أعلنت رسميًا عن دخول الحشرة إلى مصر. وأوضح أن "الفاو" سترحب بطلب المساعدة لمصر كأحد أولويات المنظمة الدولية لمساعدة الدول في إدارة منظومة مكافحة الآفة الخطيرة التي تهدد الأمن الغذائي العالمي. وأضاف، أن تم توجيه اعتمادات مالية من المنظمة الدولية لمصر بهدف عمل ورش عمل تدريبية وتوعوية، يشارك في إدارتها متخذي القرار بوزارة الزراعة المصرية بدأت ب3 ورش عمل بالوجه القبلي وسيتم استكمالها بورشة توعوية للعاملين بالمكافحة في الوجه البحري، تليها ورشة عمل جامعة يشارك فيها مديرو مكافحة الآفات ومديريات الزراعة بمختلف المحافظات بالقاهرة، تمهيدًا لإعداد خطة متكاملة للمكافحة للسيطرة على دودة الحشد الخريفية وحماية الزراعة المصرية من مخاطرها.