.. حقير .. دنىء .. سافل .. منحط .. خبيث.. قذر باختصار كل ما ورد فى القاموس العربى من شتائم - وما لم يرد - يستحقها هذا «الفيلم» الذى يسىء لرسولنا الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام. لا خلاف بين أى مسلمين اثنين، ولا حتى بين أى مسيحيين عاقلين على ذلك، ولكن ما الهدف من وراء «صناعة» وعرض هذه «القاذورات» المستفزة لمشاعر المسلمين لأقصى درجة، وبأقسى صورة، وفى أعز مخلوق عليهم، الحبيب المصطفى عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة والسلام؟ أولاً: هذه الحثالة من «المصريين المسيحيين» الذين يعيشون فى كنف الغرب سواء فى أوروبا أو أمريكا يسعون بما يفعلون إلى إحداث فتنة طائفية لا تبقى ولا تذر، فتنة يقع ضررها على مصر كلها بمسلميها ومسيحييها. وهذه الحثالة لم يتفتق ذهنها المريض عن هذا الفعل الشيطانى فجأة، بل لقد سبق وفعلوا أشياء مماثلة على مستوى أقل، قبل أن يدرسوا جيدًا ردود الفعل الغاضبة .. والمتأججة للمسلمين، ويعلموا أن هناك ملايين المسلمين الذين ستأخذهم حمية الدفاع عن أقدس رمز بشرى لديهم، والذود عنه، وفى سبيل ذلك يفعلون «أى شىء» و«كل شىء»، ولا أحد يلومهم، وهذا بالضبط ما تهدف إليه هذه «الحثالة» ممن لا يندرجون تحت تصنيف «البشر»، .. وهم بالتأكيد لا يمثلون، ولا يعبرون عن أى طائفة مسيحية لا فى مصر، ولا فى أى مكان آخر. وانظر إلى اختيارهم ليوم الحادى عشر من سبتمبر – ذكرى تدمير برجى التجارة فى نيويورك – ليعرضوا فيه الفيلم، وهو أخبث توقيت يستغل مشاعر المسيحيين الغاضبة مما حدث، ليسكت أى أصوات عاقلة قد تظهر فى الغرب داعية إلى إيقاف مثل هذا العبث غير المقبول، والاعتداء الحقير على أقدس وأهم رمز بشرى لدى المسلمين. وتتوقع هذه «الحثالة»، التى تحتمى بأمريكا والغرب، أن تخرج المظاهرات هاتفة ضد الفيلم وأن يتطور الأمر إلى إساءات يفعلها مسلمون ضد الديانة المسيحية ورموزها،.. وقد يتطور أكثر إلى اعتداءات على دور العبادة المسيحية، وحتى الأفراد، وهذا بالضبط ما يرمون إليه.. إيقاد الفتنة فى «مصر» أولاً، .. وإظهار المسلمين المصريين أمام الغرب وكأنهم وحشيون .. همجيون يقاتلون «فيلماً» تافها.. ببحور من الدماء .. وهنا الفخ الذى يجب أم ننتبه له. وفى نفس الوقت، وحتى لا يتكرر مثل هذا الاعتداء المتعمد والحقير والدنىء على أشرف خلق الله، الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، يجب أن تتحرك جميع الهيئات الإسلامية، وحكومات الدول المؤثرة سياسيًا واقتصاديًا، وجماعات حقوق الإنسان، والمهتمون بتقارب الأديان للضغط على الجهات التى تسمح بعرض مثل هذا «الغثاء»، والعمل على عدم عرضه ومقاضاة كل من يعرضه. أما من قام بهذا العمل المشين، وأسماؤهم معلنة ومعروفة، فإن أبسط ما يستحقونه هو أن نجعلهم «يندمون» على اللحظة التى فكروا فيها بالإساءة للرسول الكريم، وذلك عن طريق رفع آلاف القضايا عليهم فى كل مكان يعيشون فيه أو دولة يترددون عليها، وتكليف مئات المحامين وشركات التحريات الخاصة بالتضييق عليهم وعدم تركهم يهنأون بحياتهم القادمة ولو للحظة واحدة، ولا أعتقد أن رجال الأعمال، وحكومات الدول الإسلامية ستتوانى فى تمويل حملة قانونية منظمة تحيل حياة هؤلاء «الحثالة» إلى جحيم.. وكله بالقانون! هذا طبعا مع إدراج أسمائهم على قوائم ترقب الوصول فى جميع الدول الإسلامية، بعد صدور أحكام قضائية ضدهم، ربما «ينسى» أو «يضطر» أحدهم لدخول دولة منها،.. فتكون محاكمته وقتها «حضوريًا». .. وفى النهاية لم تسئ هذه «الحثالة» إلا إلى نفسها، فلا يوجد إنسان عاقل، أيا كان معتقده، يفكر فى صنع فيلم «خصيصًا» للإساءة إلى أقدس رموز ديانة أخرى. أدعو الجميع للتحرك بحزم وقوة و«عقل»، للدفاع عن أشرف خلق الله، دون أن يقع أحد فى «فخ» الفتنة. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. [email protected]