شاهدت علي شبكة الأنترنت الفيلم الذي اعده النائب اليميني المتطرف خيرت ويلدرز النائب بالبرلمان الهولندي وهذا الفيلم عرض تحت اسم "فتنة" وهو يسئ إلي الإسلام ويسئ إلي رموز الإسلام وهذا الفيلم مدته حوالي خمس عشرة دقيقة وهو فيلم يريد ان يثبت بالباطل بان الإرهاب صناعة إسلامية وان الإرهاب خرج من رحم الإسلام وخرج من مبادئ الإسلام حيث يعرض في بداية الفيلم بعض الآيات القرآنية التي تدعو للقتل ويفسرها تفسيرا خاطئا ليصل إلي النتيجة التي يريدها ثم يصور سقوط ابراج نيويورك في احداث سبتمبر 2001 في نيويورك ويركز علي حالة الانزعاج والقتلي والمصابين من الأمريكان وكذلك قاموا بعرض بعض العمليات الإرهابية في إنجلترا واسبانيا والتركيز علي تصوير القتلي والمصابين والتركيز علي حالات الذعر التي أصابت المواطنين نتيجة هذه التصرفات ثم يعرض الفيلم لسيدة تسأل فتاة خارجة من المسجد بعد الصلاة وتسألها عن رأيها في المسيحيين واليهود وتجيب الفتاة انهم قردة وخنازير ثم يعرض الفيلم لبعض الوعاظ والدعاة الإسلاميين وهم يرددون سوف نحكم أمريكا وبريطانيا ونحكم العالم كله وسيخضع العالم كله للإسلام وسوف يأتي يوم يحكمون هولندا لأنها بلد تبيح الزنا واللواط وفي النهاية يعرضون رسوما بيانية عن تزايد تعداد المسلمين في أوروبا وفي هولندا حيث ان اعداد المسلمين في أوروبا في حالة صعود سنويا طبقا للرسوم البيانية التي عرضها الفيلم، هذا الفيلم تم صنعه بفعل فاعل في تصوري لايجاد الوقيعة بين العالم الإسلامي والعالم المسيحي ويبدو ان هناك تدخلا مخابرتيا لإحدي الدول التي لها مصلحة في هذه الوقيعة وخاصة هي محاولة استخدام العضو في البرلمان الهولندي خيرت ويلدرز في تسويق هذا الفيلم حيث انه لا يعمل في مجال إنتاج الأفلام ولم يسبق له ان قام بانتاج أي أفلام بل هو يعمل تاجرا في مجال التصدير والاستيراد ولكن الغرض من استخدام ذلك النائب الهولندي هو استخدام حصانته في مواجهة المسئولين لاننا وجدنا جميع المسئولين في هولندا قد استنكروا عرض الفيلم وقد قال رئيس الوزراء الهولندي بيتر بايكسنيدهن انه يرفض هذا الفيلم لانه يجعل الفيلم مرادفا للإرهاب وكذلك رفض وزير الخارجية الهولندي الفيلم وقال انه يرفض تفسير الفيلم لان الغالبية العظمي من المسلمين ينبذون العنف واحيانا يسقطون ضحية للعنف ومما هو جدير بالذكر ان الأمين العام للأمم المتحدة كي مون رفض الفيلم معتبرا اياه معاديا للإسلام بصورة مهينة وفي رأيي الخاص لا يتشيخ المسلمون في التعبير عن رأيهم بالعنف للتعبير عن رفضهم للفيلم لأن ارتكاب العنف من بعض المسلمين يعتبر جريمة جنائية يستحقون عليها العقاب وهي جريمة يتحمل من ارتكبها وزرها ولا يتحمل وزرها الإسلام فمبادئ الإسلام في القرآن والسنة تحرم قتل النفس وتحرم الاعتداء علي الغير ويحاول الإعلام العربي الإسلامي اثبات ان الإرهاب ظاهرة عالمية وليس ظاهرة اسلامية كما يدعي الفيلم كذبا. من الممكن ان يرتكب العمل الإرهابي اشخاص مسلمون أو اشخاص مسيحيون سواء كاثوليكا أو بروتستنتا أو ارثوذكسا ومن الممكن ان يرتكبه اشخاص يهود أو أشخاص بوذيون أو شيوعيون لا دين لهم بغرض الوصول للحكم فالإرهاب ليس صناعة اسلامية بل هو صناعة عالمية يرتكبه مسلمون أو مسيحيون أو يهود ففي عام 1995 قام بعض البروتستنت الأمريكان المتطرفين بنسف مبني فيدرالي في ولاية أوكلاهوما ونسف المبني بتفجير سيارة مفخخة بالريموت كنترول قتل 166 أمريكيا واصيب 311 من الأمريكان وفي عام 1996 قام بعض المتطرفين الكاثوليك منجماعة الشمس الساطعة بوضع متفجرات في مترو الانفاق بباريس قتل فيها 96 شخصاً فرنسيا واصيب 218 شخصا وفي عام 1995 قام المتطرف اليهودي جولدان باخ باطلاق النار من مدفع رشاش علي المصلين في المسجد الابراهيمي بالخليل وقتل 115 من المصلين الفلسطينيين وفي عام 1996 قامت جماعة الحقيقة المطلقة وهي جماعة بوذية متطرفة باطلاق غاز السارين داخل مترو الانفاق بطوكيو مما ترتب عليه قتل عشرين شخصا من غاز السارين السام وفي عام 1997 قامت جماعة متطرفة شيوعية في بالما عاصمة بيرو باحتجاز 117 شخصا رهينة في منزل السفير الياباني في بيرو وقامت بقتل شخص كل يوم لتنفيذ مطالبها. اردت ان اذكر هذه الأمثلة علي سبيل المثال وليس علي سبيل الحصر لكي يروج الاعلام الرسمي ان الإرهاب ظاهرة عالمية وليس ظاهرة اسلامية بدون عنف وقتل حتي لا يخسر المسلمون قضاياهم لأن العنف يؤدي إلي عكس المطلوب ويعتبر اسلوباً غير متحضر في التعبير عن الرأي وخاصة ان المجتمع الغربي لا يقبل إلا الحوار المتحضر فهذه هي ثقافته فهو ينتج افلاما عن المسيح لايقرها الانجيل مثل شفرة دافينشي بان المسيح تزوج وانجب بنتا وان بعض الافلام تسئ إلي السيدة العذراء ذاتها وغيرها من رموز الديانة المسيحية لذلك لابد ان يكون الرد علي أي افلام أو رسوم مسيئة لرموز الديانات سواء إسلامية أو مسيحية بالحوار والاقناع واتمني ان يجتمع مجلس الأمن بدعوي من الدول الإسلامية والمسيحية بصدور وثيقة دولية باعتبار ان الإساءة للرموز الدينية الإسلامية والمسيحية جريمة جنائية يجب ذكرها في القوانين الداخلية للدول كما فعلت مع اليهود بصدور وثيقة دولية باعتبار الإساءة للسامية جريمة جنائية.