في مثل هذا التوقيت من كل عام، تشتعل المعركة حول «شرعية» الاحتفال ببشم النسيم، وما إذا كان حلالًا أم حرامًا، فبينما يجيز الأزهر ودار الإفتاء الاحتفال به، أفتى السلفيون بتحريمه، وأن من يحتفل به يأثم. ويحتفل المصريون، غدًا الاثنين، بعيد «شم النسيم»، الذي تحرص فيه معظم الأسر على أكل الفسيخ والرنجة، سواء داخل المنزل أو في الحدائق والمتنزهات العامة، كما تسعى للتوسعة على أبنائها. الداعية السلفي سامح عبد الحميد، أفتى بعدم جواز الاحتفال بعيد شم النسيم، لكونه «ذكرى فرعونية ثم ارتبطت بالنصرانية، ومن ثم المسلمون لا يحتفلون بمثل هذه المناسبات، ولا تجوز المشاركة في هذا اليوم بأي مظهر من مظاهر الاحتفال، مثل الخروج للمتنزهات لإحياء هذه الذكرى». وأضاف «عبدالحميد» عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «كما لا يجوز للمرء أن يُساعد ويُعاون غيره على الاحتفال به، فلا يحوز أن يبيع لهم الفسيخ لأنه أحد مظاهر الاحتفال بشم النسيم، إذ إن بيع الفسيخ لهم هو مشاركة وإعانة على الباطل، وذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان، ومعصية الله ورسوله والله جل وعلا يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}». واستند إلى أن «الشيخ عطية صقر رحمه الله (رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف) أكد على أن شم النسيم ليس من أعياد المسلمين». كذلك، أفتى حسين مطاوع، الداعية السلفي بتحريم الاحتفال بشم النسيم، قائلاً في بيان له، إن «الواجب على المسلم الالتزام بدينه فإن في ذلك رضا الله، والله عز وجل لم يشرع لنا إلا عيدين فقط هما عيد الفطر وعيد الأضحى فالأولي للمسلم الاهتمام بأعياده التي شرعها الله». من جانبها، ردت دار الإفتاء على فتاوى تحريم شم النسيم، قائلة: «الاحتفال بشم النسيم ليس فيه ما يخالف الشرع ولا ثوابت الدين، وكذلك الخروج إلى المتنزهات والأماكن العامة بشرط الالتزام بآداب الإسلام». وأضافت، أن «شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية ليس فيها شيء من الطقوس المخالفة للشرع، ولا ترتبط بأي معتقدٍ ينافي الثوابت الإسلامية». واعتبرت أن «هذه الأمور تأتي من باب العادة، ويجوز المشاركة فيها بشرط الالتزام بالضوابط والآداب العامة، مؤكدة أن أكل الفسيخ والرنجة حلال». فيما قال الدكتور سيف رجب قزامل، عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا، إنه «لا يجوز تحريم الاحتفال بشم النسيم، لا سيما أنه من ضمن الأعياد القومية والمناسبات الوطنية، فضلًا على أنه لا يمس العقيدة أو الدين ولا يخالف الشرع». وأضاف ل«المصريون»، أن «الاحتفال به عاده ولم يقل أحد أنه مقدس كما لم يقدسه أحد، وبالتالي الاحتفال به جائز»، موضحًا أن «الأعياد عند المسلمين يعلمها الجميع، فهما عيد الأضحى وعيد الفطر وكذلك يوم الجمعة». عميد كلية الشريعة والقانون، أشار إلى أن «أعياد تحرير سيناء والشرطة والأم ويوم المرأة وما شابهها من مناسبات ليس فيها شيء»، لافتًا إلى أن «الرسول لم يحدد أيام بعينها يحرم فيها السعادة على المسلمين». بدوره، فال عبد العزيز النجار، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة المنوفية الأزهرية، إن «القول بتحريم شم النسيم يعتبر تنطعًا في الدين؛ لأن الاحتفال بقدوم الربيع وبهجته وكذلك التمتع بالزهور والأشكال الجميلة لا يمكن أن يحرمه إنسان ويقول بأنه حرام وغير جائز». وأضاف ل«المصريون»: «شم النسيم ليس مناسبة دينية وإنما هو مناسبة تعارف عليها المجتمع في كل عام عندما يحل عليهم الربيع بأزهاره الجميلة ورائحته الزكية، وهذه التقاليد والعادات ليس بها ما يخالف الشرع». وترجع تسمية اليوم ب«شم النسيم» لما أطلق الفراعنة على هذه الاحتفالية «عيد شموش» أي بعث الحياة، وحرف الاسم في العصر القبطي إلى اسم «شم»، وأضيفت إليه كلمة النسيم نسبة إلى نسمة الربيع.