إذا وقف الألتراس بجوار الثورة, فتحية للألتراس, وإذا هاجم الألتراس كائنات الجبلاية, مطالبا بانتظار القصاص, فاللعنة على الأبراج. وحينما يحاصر الألتراس وزارة الداخلية قبل عام, فالمجد للشهداء, وحينما يموت الألتراس غدرا فى استاد بورسعيد, فكلنا أموات أبناء أموات, وحينما يعترض الألتراس على مباراة السوبر التى خرجت سخيفة بدون جمهور, فالألتراس مجرمون, مع أن أمناء الثورة قالوا عن الألتراس إنهم حراس الثورة بموقعة الجمل.. التناقض ولغة المصلحة الشخصية والخاصة والحزبية, التى توهمت أنها سوف تستخدم عنفوان الشباب لصالحها, ثم تهاجم طيش الشباب بعد انتهاء الغاية منهم. لست مع أو ضد الألتراس, والأكيد أنى مختلف معهم لنسبتهم للنادى الأهلى, والمؤكد أنى ضد أى افتئات على مؤسسة الحُكم, لكن ليس أقل من الحوار مع هؤلاء الشباب الذى أصبح – شئنا أم أبينا - قوة وجماعة أو جماعات منظمة, لم يثبت تلقيها دعما من طرف ثالث, فالطرف الثالث يعرفه جيدا ساكنو الجبلاية وكائنات البرامج الرياضية وتجار أسلحتها. القلوب الشابة هى قلوب قريبة العهد إلى الخير, ما زال فيها الخير, حتى لو لم تكن على هواك, وحتى لو لم تكن تستمسك بكل تعاليم الدين, وكتاب الأخلاق, وكل هدفها المعلن والواضح والصريح واللازم والحازم هو: "لا دورى دون الانتهاء من القضية المنظورة"، وإلا فنحن لا فرق بيننا وبين نظام جلس قائده يتابع مباراة كرة قدم, بينما عبارة الموت تغيب بالمئات من فقراء الصعيد المغتربين طعاما لقروش البحر الأحمر. لأول مرة أجد نفسى مهتما بالألتراس, فضلا عن أن أشاركهم مطلبهم العادل, فالعدل أساس الملك, والمتضررون من تأجيل نشاط الكرة, أغلبهم لو أنفقت عليهم ملء الاستاد ذهبا, ما جاء بقصور كالتى يقطنونها. ألم يكف مصاصى الدماء الفضائيين الملايين التى جنوها والمعلنون على برامجهم؟ ألم يكف أعضاء اتحاد الكرة السابقين اللاحقين - كأن مصر ليس بها غيرهم - كل ما جمعوه من ثروات, أغلبها دون حياء؟ يا أخى: بعض هؤلاء كان يتاجر حتى فى تذاكر المباريات المهمة, ولو أنت غير مهتم, فلا تتركنى أزيدك بالهم, وأذكرك بتجارة التيشيرتات والحملات الإعلانية الوهمية التى صاحبت فضيحة فشل استضافة المونديال. هيبة الدولة, ليست مجرد الانتصار على شباب موتور فقد أربعة وسبعين من أصدقائه جملة واحدة, هيبة الدولة وعنوان الاستقرار هو عودة الأمن الحقيقى بالشارع. يا أخى دولة لم تنظم بعد, فيضان التوك توك فى شوارعها الرئيسية, كيف ستؤمن عشرات المباريات.. فضوها سيرة.. وخذ بالك "التوك توك قادم عكس الاتجاه". [email protected]