احترس من قشر الموز, وأليست لعبة الجماهير؟.. فلماذا إصرار العامرى فاروق على عودة الدورى, والألتراس - اتفقت معهم أو اختلفت على فكرة تجمعهم - مصممون على رفض استئناف الدورى دون قصاص عادل, والرئيس وعد بالقصاص, واللعب دون القصاص يعنى أن الدماء ماء, وأن أربعا وسبعين جنازة لا تكفى إعلان الحداد الشريف, ويطالبون بعودة الدورى, لأن هناك أموالا منفقة, ومدربين أجانب, وقطيعا من المذيعين أكثرهم مهووسون, وقبيلة من المعلنين, ولا يعنى الموت لأحدهم شيئا. لا أريد أن أنكأ الجراح, فهى منكوءة بالفعل, ولا أن أفتح كتاب وفيات الشباب المفتوح حتى إشعار آخر, ولا أطلب من رعاة الكرة غير استئذان أربع وسبعين والدة فقدت كبدها, فإن وافقن فالعبوا, وإلا ف"اللى اختشوا مش فى الجبلاية". والمسئولون الذين يرغون ويزبدون منذرين من انتكاسة اقتصادية مرتبطة بالوكسة الكروية, فما عليهم إلا وقف غسيل الأموال فى الإنفاق على الأندية وإقامة سرادقات الفضائيات الكروية الهمجية التى نقلت المنافسات إلى الكراهية العمياء. ساكنو الجبلاية لم نجد منهم أحدا يبكى المصانع المتوقفة من بعد الثورة, ولا عشرات شركات قطاع الأعمال التى بيعت من قبل الثورة. والمسئولون الذين يتحدثون عن هيبة الدولة, ويختصرونها فى الدورى العام, لا نسمع لهم حسا فيما يجرى بالطريق العام, من قطع واستفزاز التعديات والباعة الجائرين, والتوك توك الذى يمشى الهوينى وأحيانا يطير فى أهم شوارع العاصمة, والميكروباص الذى يتخذ مما يعجبه موقفا محتلا. الهيبة يا سادة لا تتجزأ, وللموت هيبة, وللحداد احترام, وأمام النسوة المتشحات السواد, فلا أقل من أن ندارى الابتسام, فضلا عن اللعب وصراخ شوبير وشلبى. والمسئولون الذين يخشون انهيار الكرة المصرية, فليبكوا إذن على بلد التسعين مليونا التى رجعت بخفى حنين ودون جرام ذهب يتيم من أوليمبياد لندن. فى عام اثنين وسبعين مات مشجع واحد بسبب ضربة جزاء بمباراة قمة, يعنى قبل عام من المعركة, وكأن الله تعالى أراد لنا ألا ننشغل بغير "وأعدوا" فعبرنا, واليوم أمامنا ألف عبور وتحدٍ. فضوها سيرة, ونظموها مسيرة, لإعادة تعريف مصطلح "الرياضة" وشرح كلمة "البطولات" ولتظهر لنا الأندية ذرة كرامة, وتقسم أنها سوف تنكفئ على الأطفال من أجل صناعة أبطال حقيقيين.. أو كفنوا الرياضة وسلموها لمجلس الشورى, كى نقول: وحدوووه.. طيب وحدوه. [email protected]