في إطار حرب طحن العظام التي استأنفت جولاتها داخل الحزب الوطني بتسمية مرشحي مجلس الشعب ، احتدم الصراع بين الدكتور فتحي سرور وكمال الشاذلي بعد أن دفع الأخير بابن شقيقة زوجته أمين منصور للترشح على مقعد الفئات بدائرة السيدة زينب بالقاهرة منافسا للدكتور سرور . سرور اعتبر ترشيح منصور وهو ابن النائبة نوال عامر التي ظلت تمثل السيدة زينب في مجلس الشعب لمدة 25 عاما بمثابة طعنة له في الظهر من جانب الشاذلي في إطار سعيه لخلافة سرور في رئاسة مجلس الشعب باستخدام منصور لحرمانه من مقعده البرلماني ومن ثم رئاسة المجلس . وقد جاء ترشيح منصور ليزيد من الضغوط الشديدة على الدكتور سرور الذي عانى من شائعات متتالية بتوقع مغادرته منصبه . وقد رشحت هذه الشائعات أكثر من شخصية لخلافاته ومنها الشاذلي وزكريا عزمي ومفيد شهاب . وما يزيد من مأزق سرور أنه يعتبر تشريح منصور بمثابة إنهاء لخدمته للنظام ، فالشاذلي لم يكن ليجرؤ على الدفع بمنصور لولا تلقيه ضوءا أخضر من جهات سيادية في الدولة . وقد أوضحت مصادر مطلعة ل "المصريون" أن فتحي سرور قد شكا لأكثر من مسئول سيادي في الدولة من مؤامرات كمال الشاذلي التي بدأت بإثارة أحداث قلعة الكبش التي خلفت قتيلين وأكثر من 50 مصابا ، للإيحاء للقيادة السياسية بأن سرور فشل في السيطرة على دائرته ، وهو ما كان له دور سلبي في الإساءة إلى سرور والتقليل من حظوظه ودوره السياسي . ويحاول سرور حاليا ممارسة ضغوط عبر وسطاء لإقناع الشاذلي بسحب منصور من المعركة وعدم التضحية بصداقة دامت أكثر من 20 عاما بينهما ، غير أن المصادر استبعدت أن تنجح هذه الضغوط في إجبار منصور على الانسحاب من هذه المعركة الشرسة خصوصا أن الشاذلي يعتبر هذه المعركة معركته للإطاحة بسرور وهي فرصة لن تتكرر حيث أن هذا الموعد سيكون نهاية سعيدة لوجوده في البرلمان منذ أكثر من أربعين عاما . من جانب أخر يتعرض الدكتور فتحي سرور لحملة شرسة من جانب منافسه اللدود المستشار مرسي الشيخ الذي وجه اتهامات شرسة لسرور تتهمه باستخدام البلطجية والمشبوهين لإيصاله للبرلمان علاوة على مطالبته بإثبات مصدر ثروته التي يعتقد الشيخ أنها فاقت أكثر من ملياري جنية .